تحولت بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، إلى مقبرة كبيرة للأسماك، بعد تعرض كميات كبيرة منها إلى النفوق، فيما اختلفت الاراء حول السبب.
وقال المهندس صلاح نادي مدير منطقة وادي النيل للثروة السمكية بمحافظة الفيوم فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن آلاف الاطنان من الاسماك ببحيرة قارون تعرضت للنفوق بسبب ترسبات المادة العضوية بالبحيرة.
وأشار نادي إلى أن البحيرة كانت تنتج نحو 4555 طن من الاسماك سنوياً حتي نهاية عام 2014، بعدها حدث انخفاض مفاجئ في الانتاج بسبب زيادة معدلات التلوث بالبحيرة، وارتفاع نسبة الطبقة العضوية التي تؤثر سلبيا علي الاسماك، حيث وصل الانتاج العام الجاريى إلى 1000 طن فقط وهو ما يمثل 25 ٪ فقط مما كانت البحيرة تنتجه قبل 3 أعوام.
وبين مدير منطقة وادي الليل للثروة السمكية بالفيوم أن تراكمات المادة العضوية تمثل خطورة علي المياه حيث ارتفاع استهلاك الاكسجين بالبحيرة ما سيزيد نسبة نفوق الأسماك.
ولفت إلى تكوّن 40 مليون متر مكعب من المادة العضوية، مطلوب استخراجها من البحيرة وننتظر وصول معدات للمحافظة حتي يتم التطهير والتجريف .
وأكد نادي أن عدد الصيادين ببحيرة قارون يبلغ 5 آلاف صياد موزعين علي 605 وحدة صيد وكان متوسط دخل الصياد حتى العام الماضي 2000 جنيه وصل هذا العام الي 200 جنيه.
فيما كشف اللواء أشرف عزيز عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه بعد اكتشاف مجموعة من الباحثين بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة لحشرة مدمرة ببحيرة قارون، تم بالتنسيق مع الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم وعقدت عدة لقاءات بحضور مسؤلي البيئة وشرطة المسطحات وهيئة الثروة السمكية وشركة المياه والصرف الصحي وتم الاتفاق علي معاينة الحضانات حول البحيرة ومعرفة احتياجاتها من الصيانة والأدوات لتنفيذها علي وجه السرعة.
ولفت إلى قيام المجموعة البحثية بمعاينة موقع على بحيرة قارون لانشاء مقر لمعهد علوم البحار.
ولفت عزيز إلي أن هناك نتائج محزنة وهناك مؤشرات تدعو للتفائل فالمحزن هو أن هذه الحشرة قضت علي الثروة السمكية بالبحيرة ولكن النتائج المبشرة انه تبين ان الحشرة الموجودة بالبحيرة انتقلت اليها عن طريقة زريعة من الأسماك تم القائها في البحيرة، كما تبين أن الحشرة ليست ناتجة عن التلوث بالبحيرة.
وأكد عضو مجلس النواب أن الحشرة تتعايش في خياشيم الاسماك ما يؤكد انها تتعايش مع السمك البلطي وتقضي عليه .
وأوضح أن خطة العمل خلال الفترة المقبلة سيكون وفق 9 أقسام وكل قسم له دراسات حيث سيتم سحب عينات من المياه لتحليلها لمعرفة تأثير عمليات التكريك علي البحيرة، بالإضافة إلى تأثير شركات الاملاح المتواجدة حول البحيرة .
وأعلن النائب أشرف عزيز في تصريحاته أن اللجنة التي تم تشكيلها قامت بتحديد الاحتياجات من الزريعة من الاسماك المقاومة للحشرة لالقائها ببحيرتي قارون والريان وتم تشكيل لجنة ستنتقل لفحص واستقبال الزريعة .
ومن جانبه قال اللواء هشام عطية رئيس شركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم إن 88 قرية تصرف مياه الصرف الصحي مباشرة علي بحيرة قارون .
وأضاف رئيس الشركة أن المحافظة تحتاج إلى 18 محطة معالجة ومحطتان جديدتان بالشبكات بمركزي يوسف الصديق واطسا بتكلفة 2 مليار جنيه.
وأشار نائب رئيس شركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحي أن مصرف البطس هو المصرف الرئيسي الذي يصب مياهه علي بحيرة قارون ، مؤكدا ان ضعف كمية المياه التي تأتي للبحيرة من مصرف البطس مياه صرف صحي من القري الملوثة للبحيرة .
وأضاف عطية أنه جارى تنفيذ اجراءات الحصول على منحة من الاتحاد الاوربى تقدر بنحو 340 مليون يورو، لتنفيذ مشاريع صرف صحى بـ 88 قرية تقع على بحيرة قارون .
وأشار عطية ان هذه المنحة تتضمن تنفيذ شبكات وخطوط طرد ومحطات رفع ومحطات معالجة لهذه القرى.
ومن جانبه قال الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم إلى أن عمليات "التكريك" فى بحيرة قارون تجرى على قدم وساق لرفع المخلفات الموجودة فى قاع البحيرة ، مشيرا إلى أن هناك جهود كبري تبذل لتطهير بحيرة قارون وتنمية الساحل الشمالي للبحيرة.
وبين أنه تم التواصل مع وزير البيئة لتطوير منطقتي وادي الريان ووادي الحيتان، والعمل على إنشاء فندق صديق للبيئة في منطقة جبل المدورة.
ولفت المحافظ إلى أن المحافظة تحتاج إلى 2,8 مليار جنيه لتنفيذ واستكمال مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة حتى يمكن منع نسبة كبيرة من التلوث الواصل الى بحيرة قارون وانقاذ الثروة السمكية.
ومن جانبه تقدم النائب يوسف الشاذلي عصو مجلس النواب عن محافظة الفيوم بطلب إحاطه إلى وزير البيئة بشأن تلوث بحيرة قارون .
وأكد الشاذلى أن هناك 6000 صياد شردوا بسبب مياه الصرف التي تضخ من عدة مصارف منها"البطس والوادي وصرف المدينه الصناعية بكوم أوشيم منذ ٢٠ عاما حيث ان تلوث البحيره أدى الي القضاء على اكبر مصدر للثروه السمكية بالمحافظه.
ولفت النائب إلي أن البحيرة كانت تنتج ما يزيد عن 5000 طن أسماك سنوياً وفي السنوات الأخيره أصبح انتاج البحيره لا يتخطى حاجز 1000 طن.
كما تهدد مياه الصرف بالقضاء على 1400 فدان من المزارع السمكية على ضفاف البحيره ، وهو ما جعل 6000 صياد يهجرون المهنه ويبحثون عن مصادر دخل اخرى ومنهم من قرر الهجره الي دول الجوار مثل السودان وليبيا رغم عدم الاستقرار الأمني في تلك الدول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة