بين أحضان الجبل شرق النيل أو الزراعات فى قرى الغروب تقع "مقابر الأموات" التى امتدت لها يد الأحياء وزحفت عليها حتى أصبحت ملاصقة لها، بل أصبحت المقابر عامرة بسكانها من الأحياء، والزحف العمرانى أشعل أسعار المقابر سواء قطع الأراضى أو مواد البناء وخلق السماسرة وساهم فى اختفاء مدافن الشفعة.
يقول ربيع محمد تربى، أن أسعار المقابر اختلفت كثيرا بين الماضى والحاضر فاليوم المقابر تباع بالمتر عكس الماضى كانت بالقطعة فقد وصل سعر المتر فى المقابر القديمة المجاورة للمساكن ما بين 3 إلى 4 آلاف جنيه، بينما فى المقابر الجديدة إلى 2000 جنيه لبعد مسافتها عن المنطقة السكنية، مضيفًا أن أسعار مواد البناء أيضا ارتفعت بشكل جنونى وبدا مقاولى البناء فى احتساب سعر الطوبة "البولك الحجرى" بمبلغ 2 جنيه.
أما رمضان زيدان مقاول بناء مقابر، قال أن معظم المواطنين اليوم يطلبون التقسيط لذلك يتم احتساب مبلغ مالى على مدة القسط الذى يتم سدادة كل شهر، مضيفًا أن معظم الأهالى يقومون بتنظيف المقابر القديمة لإعادة استخدامها من جديد بسبب ضيق المساحات وارتفاع الأسعار بشكل جنونى.
وأشار إلى أن مقاولى البناء لديهم خريطة كاملة من تلك المقابر وأحيانا يتم استغالها بشكل سيئ، مضيفًا: "اليوم وصل سعر بناء الجبانه الواحدة ما يقرب من 1800 جنيه.
أما خالد إبراهيم، قال أن الزحف لعمرانى تجاه مقابر الأموات تسبب فى رفع اسعارها وكذلك تسبب فى اختفاء مدافن الشفعة بشكل كبير، مضيفًا أن الوحدات المحلية كانت فى العهد الماضى قد خصصت مساحات من الأراضى وتوزيعها على المواطنين كمقابر.
بدوره، قال طه خلف، أحد الأهالى: "ذهبت لأشترى قطعة أرض 50 مترا لإنشائها مقبرة فوجئت أن سعرها من 40 إلى 50 ألف جنيه أرض فضاء هذا خلاف أعمال البناء مما يجعل سعرها يتجاوز 70 ألف جنيه فمن أين آتى بذلك المبلغ".
وأضاف رغم أن بناء المقابر يتم بشكل أما بالطوب الأحمر أو الطوب البنى أو القديم أو البلوك الأبيض والمقبرة مكونة من طابق أو طابقين وغالباً كل المقاولون تقوم ببناء طابقين.
فيما قال، الحاج رجب مصطفي، أحد المواطنين: "المشكلة ليست فقط فى زيادة أسعار المقابر وإنما أيضا فى انتهاك حرمة الموتى فى مقابر زاوية سلطان أو زاوية الأموات كما يطلق عليها سكانها التى تعد إحدى أقدم المقابر فى محافظة المنيا، والتى أصبحت تصرخ وتستغيث ولكن لا تجد من ينقذها بعد الزحف العمرانى عليها والتوسع فى بناء المنازل للأحياء ليس ذلك فحسب، بل من المواطنين من أبناء المنيا ممن عجزوا عن توفير سكن لهم والذين اتخذوا من تلك المقابر بيوتا لهم يقيمون فيها بشكل دائم ومنهم من يقيم فيها لبعض الوقت وآخرون يأتون لزيارة الأموات كل يوم جمعة.
وأضاف الحاج رجب أن المقابر تشهد احتفالات أسبوعية من المفترض أن تكون مليئة بالحزن والآسى عند تذكر الموتى ولكن الأهالى فى المنيا يذهبون إلى تلك المقابر للاستجمام والاستمتاع بالوقت ويحزمون معهم متاعهم من طعام وشرب.
وأشار إلى أن هناك يرى العجب من المواطنين فمنهم من يبكى وهناك من يغنى وأخر يشرب الشيشة وعلى نغماتها يجتمع الأصدقاء وآخرون ليس لهم مكان إلا مزاحمة الأموات والعيش بجانبهم.
صورة أطفال داخل المقابر
مقابر صورة داخلية للمقابر
صورة عامة لمقابر الموتى
صورة لأقدم المقابر بالمنيا
مقابر زاوية سلطان بالمنيا
أحد مقابر الأهالى
مقبرة أحد الأهالى بالمنيا
صورة عامة للمقابر
مقابر الأهالى بمركز بنى مزار
مقابر الأهالى بالمنيا
أحد مقابر الأهالى القديمة
مقابر المواطنين بالمنيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة