في كلمته أمام منتدي تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية

وكيل الأزهر: راية الخلافة التي يحملها المتطرفون وهمية

الأحد، 18 ديسمبر 2016 11:26 ص
وكيل الأزهر: راية الخلافة التي يحملها المتطرفون وهمية الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ،أن الإسلام هو دين الله القويم، وصراطه المستقيم، واجهه الطغاة والظالمون بحرب ضروس، تعددت أشكالها، واختلفت أزمانها، غير أن هدفها واحد، يتمثل في محاولة إطفاء نوره، وعرقلة مسيره موضحا أن الإسلام ودعوته منذ البداية خاض حروبا ضروسا اختلفت مسمياتها وأشكالها إلا أن التطرف والغلو في الفكر كان أشدها ، واتخذ الغلاة والمتطرفين في ذلك طريقين متناقضان، أحدهما يقف في صف العداء المعلن للإسلام والتعصب ضده، والثاني يمثله بعض المسلمين الذين يقودهم الحرص المفرط، والتعصب الأعمى إلى حمل أفكار تضر الإسلام أكثر مما تنفعه، وتجر عليه الويلات الجسام، جراء الانغلاق، وقصر النظر، وضيق الأفق،
 
وطالب خلال كلمته في افتتاح الملتقي الثالث لمنتدي تعزيز السلم  في المجتمعات المسلمة ، المنعقد فى الإمارات ،  أن يقف علماء الأمة وقفة قوية لمواجهة هذه التيارات ، لأنهم يحملون على عواتقهم مسؤولية كبيرة تجاه التصدي للغلو والتطرف، وذلك من منطلق الأمانة التي يحملونها، فالذين يعملون لا يستوون مع غيرهم، والطامة الكبرى تقع إذا انخرط بعض العلماء في بوتقة المغالين والمتطرفين، سواء في الدعوة وأساليبها أم في الفتوى وتداعياتها ، مشددا على ضرورة التزام علماء الأمة ودعاتها بالمنهج الوسطي في شؤون حياتهم كلها، فلا إفراط ولا تفريط، فيجب عليهم أن يبرزوا مبادئ الإسلام وخصائصه وسماته؛ فغياب الوسطية والصبر والحلم في الدعوة إلى الله، واستخدام الأساليب الحكيمة فيها من أهم أسباب انتشار الغلو والتطرف  في المجتمعات. وبيان مبدأ اليسر والسماحة في الإسلام من أهم الأمور التي تعالج ظاهرة الغلو والتطرف، ولا بد من تضافر جهود المسلمين جميعاً على مختلف مراكزهم ومسؤولياتهم، وبخاصة العلماء منهم على محاربة الغلو والتطرف بالتحذير الدائم منه، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يحملها المتطرفون، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً بالعمل وفقها، ولا بد من إعلان المواقف الواضحة ضد التطرف والغلو إلى جانب المطالبة برفع الظلم والقهر عن الناس، لأنهما من أبرز مسببات تلويث البيئة بالغلو والتطرف.
 
 
 
أكد وكيل الأزهر ، أنه فى  أيامنا هذه نجمت فيها ناجمة شر وبادرة فساد تجلت في شرذمة غير قليلة من أناس قلَّ في الدين فهمهم، وعَظُم في مجتمعات المسلمين أذاهم؛ فراحوا يسفكون دماء الأبرياء، ويروِّعون قلوب الآمنين، وباتوا يعتدون على حرمات الله في الأموال والأعراض والحريات، ودلَّسوا على الناس ولبَّسوا عليهم الكثير من المفاهيم المغلوطة محاولين من خلالها الترويج لأفكارهم المسمومة متخذين من استقطاب الشباب في أنحاء العالم وسيلة لأهدافهم الخبيثة. ومن هذه المفاهيم المغلوطة التي لبَّسوها على الناس، مفهوم الخلافة؛ حيث يزعم هؤلاء المدَّعون أن الحكم الذي ينبغي أن يعترف به الناس دون سواه هو ما يكون على غرار الخلافة الإسلامية التي سادت في عصور تاريخية سابقة، وأن علينا أن نثور على الأنظمة السائدة في مجتمعاتنا الإسلامية في هذا العصر لنسقطها ونعيد نظام الحكم الإسلامي الأوحد في زعمهم، وهو نظام الخلافة.
 
وفي إطار الرد على هذه الفرية المزعومة، وإثبات خطأ هذا الادعاء، قال د عباس شومان : يجب أن نؤكد على عدد من الحقائق التي توضح الفهم الخاطئ لدى هذه الجماعات والمنتمين لها لموضوع الخلافة أو الإمامة عند المسلمين، وتثبت أن نموذج الخلافة غير ملزم، وأن جميع أسماء الأنظمة السائدة في زماننا تقبلها الشريعة الإسلامية بما فيها من أنظمة رئاسية أو ملكية أو سلطانية أو أميرية، أو غير ذلك مما تعارف عليه الناس وقَبِلوه نظامًا يسوس أمورهم ويدينون له بالولاء، ومن هذه الحقائق التي تعد قواعد أصيلة عند علماء الأمة قديمًا وحديثًا، ما تقرر عند علماء أصول الدين من أن الإمامة أو الخلافة من مسائل الفروع وليست من مسائل الأصول، ومن هنا احتملت الرأي والرأي الآخر.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن الناظر في الخلافة نفسها بشيء من التدقيق يراها أنماطًا مختلفة، وإن اتفقت جميعًا على فردية الحاكم الأعلى، وأقصد بتعدد أنماط الخلافة هنا أن الطريقة التي اختير بها سيدنا أبو بكر الصديق اختلفت عن طريقة اختيار خَلَفِهِ سيدنا عمر الفاروق - رضي الله عنهما، وهكذا الأمر في اختيار الخلفاء من بعدهما. ولعل قبول الخلافة لتعدد أنماط الاختيار واختلاف لقب الحاكم بين خليفة وآخر، يُشعر بإمكانية تعدد الخلفاء أو الحكام أنفسهم، فمن المسلَّم به أن طريقة اختيار الصدِّيق كانت أشبه بالشورى الموسعة، بينما كان اختيار الفاروق أشبه بالتعيين في زماننا. وقد اختلف الأمر في اختيار سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه - فقد جاء بالشورى المضيقة الأشبه بما تفعله بعض الدول البرلمانية في زماننا؛ حيث يكون اختيار الحاكم من بين عدد محدود يصلح لتولي الأمر عن طريق مجلس الشورى أو النواب دون عموم الناس، وكذا نرى الأمر مختلفًا في اختيار رابع الخلفاء الراشدين سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه. وكلنا يعلم أن طريقة الاختيار اختلفت تمامًا  في عهد خلفاء بني أمية ومن جاء بعدهم، وطوال هذه المسيرة التاريخية رأينا أيضًا اختلافًا في ألقاب الخلفاء بين خليفة وأمير للمؤمنين، وهذا يعني أن النظرة إلى نظام الخلافة على أنه نظام جامد لا يقبل التغير أو التطور نظرة غير سديدة وظاهرة البطلان ، ومن ثم، فإن دعوى إقامة الخلافة على أيدي هؤلاء إنما هي دعوى باطلة يحيطها الكذب من كل جانب، ولا سيما أنها تأتي تحت راية وهمية لا تقوم على أسس شرعية، وإنما تقوم على أساليب همجية لا تمت للإسلام بِصلة، وقديمًا قيل: «تُعرف الشجرة من ثمرتها»، وما غرس هؤلاء المتطرفون  سوى شجرة خبيثة فرَّقت الصف، ونشرت العداوة والبغضاء، ودمرت البلاد والعباد، وأهلكت الحرث والنسل، فأي خلافة هذه التي تؤدي إلى ترويع الآمنين وسبي الحرائر وهتك الأعراض .
وقال وكيل الأزهرفي كلمته : لقد أثبتت أفعال هؤلاء الأفاكين وأقوالهم أن ما يزعمونه ليس إحياء لدولة الخلافة، ولكنه حيلة لاستقطاب الشباب من كل أنحاء العالم؛ حيث يقدمون لهم الإغراءات التي تجعلهم وقودًا لنار مستعرة من أجل الاستيلاء على الأموال والثروات باسم الإسلام وباسم الخلافة التي يدَّعونها، ومن أجل تكريس هذه الدعوى الباطلة حكموا على كل من يخالفهم بأنهم كفار مرتدون .
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة