نبت شيطانى حملته الرياح و لخبثه لا يتجذُّر فى الأرض الطيبة، يلفظه ترابها الطاهر فلا يجد طريقه إلا فى المصارف ينمو فوق البرك و يظل يزحف من مستنقع إلى مستنقع متلصصا تحت جنح الليل تستطعمه يرقات البعوض السام الهجين فإذا ما اشتد عودهما لم يعد يُشْبِع ظمأهما إلا دم البشر لا يتعففا عن عزيز أو ضعيفٍ ، بئس النشأة فى الوحل و بئس المرعى الخَبَث .
ينشأ هؤلاء على الجبن يحتمون خلف المرأة و الصغار فيضعونهم فى مقدمة الصفوف كدروع بشرية و يستخدمون الضعفاء نفسياً حيث يسهل التأثير عليهم و سلب إرادتهم وحيث لا ينتبه إليهم أحد فيصنعون منهم القنابل فيفجرون أنفسهم أما هم فيتخفون فى زى النساء .
هم دائما كذلك يتحينون الفرصة فى الضعفاء كفريسةٍ يفترسونها وقت الصلاة والعبادة ويتخيرون فى ذلك أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمةً و سلاماً و محبة، أطفال فى أحضان أمهات صائمات يصلين فى حضرة الله فى خشوع الكل هنا حضورٌ فالكنيسة حافلة تستعد لعيد مسيحها و زوار الرب يملأون المكان فاليوم يوم عطلة وافق عيد محمدٍ الذى هلَّ قبل ميلاد المسيح بأيام ، تستظل مدينتنا بظلال قدسيةِ يسوع و محمدٍ و روحهما الطاهرة تملأ الربوع و الروحانيات ترتفع للسماء ذكرى المسيح و محمدٍ عليهما السلام و يا لها من ذكرى !
لحظاتٌ و يعلو صوت الانفجار جدران الكنيسة تكسوها الدماء ، يا لهول المنظر أجساد ملائكة السماء تقطعت و هم فى ضيافة يسوع وأمه !! أطرافهم الصغيرة تناثرت هنا و هناك تحت الأدراج ! يختار المجرمون هذا اليوم بالذات و هذا المكان بالذات بين الأطفال و النساء و العابدين المصلين كما لم يوصِ دينٌ فى الوجود خصيصاً كى ينشروا الرعب و الإرهاب فى القلوب ! أى مكان بعد ذلك يؤتمن وأى ضعفاءٍ فى الدنيا يرحمون !!! أطفالٌ و نساءٌ يصلون فى بيت الرب !! أى رسالة تلك التى تصل للعالم عن هذا البلد !! رسالة رعب رهيبة تنبعث من أرض الأمان، أرض الكنانة تقطع كل أملٍ فى الوصل !! لست ملجأ يسوع و أمه يا مصر لقد أصبحت أرض الإرهاب و الموت ! أرض الدمار لم تأمن فيك أم ووليدها حتى فى بيوت العبادة ! بتِ محرمة إذاً على العالمين !! من ذا يجازف بحياته و يأتى إليكِ يا أم الدنيا !!
نبت شيطانى هو الهالوك و الحامول يدفن بذوره فى التراب لعقود ثم تبعث من جديد !! يتعاهدون مع الملك و يخونون ! يحاولون قتل ناصر ثم السادات يقتلون !! و ما أن واتتهم الفرصة وثبوا على الزروع يتسلقونها و فتكوا بنباتها و الجذور ! لا يجدى مع الحامول و الهالوك أبداً إلا الحرق و لكنا تركناه يترعرع رحمةً منا و لكن هو هل يرحم !! لا لكن يعود متلصصاً ككل الأمراض الخبيثة مسكيناً متمسكناً مستكيناً خادماً معيناً يغدق العطايا و يظهر العون كى يأمنه الناس و يسلموا له كى يتمكن منهم و يتسلط فيهم هو هكذا حين الغرض و لما يحبط غرضه و ينكشف ستره يخلع ثوب الرحمة و يبدى سوآته لا يبالى فها هو من كان بالأمس يخطب الود يوزع العطايا و الهدايا يساعد الفقير و المحتاج ، هو ذا اليومَ وحشٌ و قد انخلع قناع العطف الذى انخدع به البلهاء ينقض ليقضى عليهم متأملاً ان يقضى على مصر و كل ما و من هو مصرى تماما كالفيلم الأميريكى الشهير " دكتور چيكيل و مستر هايد" يعملون القتل فيمن يصلون فى الجوامع أو يدعون فى الكنائس أو يسهرون على هذا و ذاك حراساً راعيين للوطن يحولون عيدنا مأتماً و حَزَناً فعلى جثثنا و خرابنا تأتى نشوتهم و تتم رسالاتهم !! تأتى اولى رسائلهم بالأمس لتقول "ان يا ايها العالم لقد حل بمصر الخراب و الدمار فاعتزلوها ؛ تزيد خراباً و دماراً ؛ فلا لأى سياحة و لا لأى استثمار و نعم لمصر الكوارث و النوائب و المنايا الإفلاس و الإذلال و الفقر و الدمار و لتستباح اراضيها من كل طامعٍ محتل " ! فما داموا لم يرثوها و يرثوننا احياءً فليرثونها على اشلائنا و ليكن عاليها سافلها و ليرثها كل معتدٍ اثيم .
و ثانى رسائلهم تأتى و كأنهم يضيفون حلقة إلى حلقات سلسلة الاعتداءات الطائفية التى ابتدعوها و سنوا سنتها "صيدٌ فى الماء العكر هى أو عيارٌ أن لم يصب يكفى منه الغبار و الضجة" ناظرين ان لن يخلو الأمر من غضبةٍ هنا و عركةٍ هناك و تتفاقم المشاكل و تتعاظم الأمور فإن معظم النار من مستصغر الشرار و لعلها تجد الجمع كومةً من قشٍ تضرمه و لعل العالم يشهد عراكاً بين أهل مصر و لعله يظن أو يحب أن يظن أنه الانقسام و الاقتتال و تكون البداية.
و ثالث رسائلهم " فتنة يزرعونها بين قبط مصر المسيحى و القائد تبدأ بتقليب مسيحيى مصر على القائد الذى دعموا ! فها أنتم أيها القبط المسيحيين لم تجنوا فى ظلال هذا القائد الأمن و الأمان و لربما أشعرهم ذلك بعدم الانصاف و لربما تنسيهم الصدمة فى الحبيب و الولد ان كلنا ضحايا الإرهاب و ان كلنا فى مصر مكلومون و يتذكرون فقط أو لنقل يظنون أنهم هم من أضيموا و ظلموا فى مصر الكنانة فى هذا العصر الردىء عصر الإرهاب الأسود رغم أنه منذ أتى الإرهاب و كلنا فى الهم سواء!
هذا الحادث الإرهابى لم و لن يكون حادثاً طائفياً فى مكنونه ابداً و إنما هو فى واقعه حادثٌ إرهابى أرادوا أن يكون على أعلى درجات الإرهاب بقصد ضرب اقتصاد مصر بتعويق السياحة و الاستثمار بعد معارك تجار العملة و لكنهم يحبون ؛ أعنى من به من دبروا له ؛ أن نحسبه على الأحداث الطائفية كى يثير بالفعل طائفية أملاً فى أن يقسموا المجتمع فيزيد الطين بلة و لولا شعبٌ متماسكٌ واعٍ و أقباطٌ، مسلمين و مسيحيين رحماء متراحمين لأصابتنا فتنة أصابت قوماً آخرين منذ عقود فى أرضٍ ليس منا ببعيدة و لكن تلك الأحداث لا تزيد المصريين إلا حباً ووداً و تماسكاً و توافقاً و ثباتاً و صلابة "على كره هؤلاء و استحالة العيش معهم " كما لم و لن تفلح أعمالهم فى إفساد ما بين أقباط مصر المسيحيين و بين القائد من ود فالقيادة المصرية لا و لن تفرط أبداً فى حق مواطن مصرى و لا دمه و ستشهدون و يشهدون .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة