مدير معهد بحوث الموارد المائية بسيناء لـ"اليوم السابع": أعماق سيناء تخرج خيراتها إلى وجه الأرض.. حفر 120 بئرا لاستغلال مخزون المياه الجوفية بوسط سيناء.. و الماء كافى لتحويل الصحراء لمروج خضراء

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 12:40 ص
مدير معهد بحوث الموارد المائية بسيناء لـ"اليوم السابع": أعماق سيناء تخرج خيراتها إلى وجه الأرض.. حفر 120 بئرا لاستغلال مخزون المياه الجوفية بوسط سيناء.. و الماء كافى لتحويل الصحراء لمروج خضراء الجيولوجى محمد احمد موسى ، مدير فرع معهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وادى العريش اخطر ممرات السيول ويتم رصد جريان المياه بمحطة رصد أعلى جبل الحلال، وتعوم منطقة وسط سيناء الجبلية على مخزون مياه جوفيه على امتداد مناطقها بكميات كفيلة بتحويلها لمساحات خضراء منتجة فى حال تضافرت الجهود للإستفاده منها.

 

وحتى الآن تم حفر 120 بئرا عميقة منها لإستخراج المياه من عمق يصل لنحو 1200 مترا بتكلفة وصلت 8 مليون جنيها للبئر الواحد .. هذا ماكشف عنه الجيولوجى محمد احمد موسى ، مدير فرع معهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء فى حواره مع الـ " اليوم السابع " بمقر فرع المعهد بالعريش .. مشيرا لأهمية ان يتم الإستفادة بكل قطرة ماء طبيعية فى سيناء وسرعة وضع بدائل لما يتم من نزح جائر للمياه فى المناطق الساحلية عن طريق مياه الآبار السطحية التى وصل عددها الرسمى 3584 بئرا، مع إمكانية استبدالها بمياه الصرف بعد معالجتها والتوسع فى محطات تحلية مياه البحر، وزيادة كميات المخصص من مياه النيل وينقل عبر الأنابيب لهناك.

ـ نريد تعريف بدور فرع المعهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء؟

ـ هو فرع من فروع المعهد التابع لوزارة المياه، ويقوم الفرع بمهام تنقسم لجزئين اولهما خاص بمتابعة الأرصاد الجوية والتنبوء بإحتمالات السيول، واخطار الجهات التنفيذية المعنية بذلك لأخذ الحيطة والحذر خشية تعرض الشوارع للغرق فى المدن او جريان مياه السيول عبر الوديان وما قد تسببه من اضرار ويتم ذلك قبل وقوعها بنحو 3 ايام، فضلا عن رصد حالة الطقس يوميا.

كما يقوم المعهد بعمله كجهة استشارية للمنشآت الخاصة بحفر الأبار ذات الأعماق والسطحية، وإنشاء السدود والخزانات الأرضية وبرك المياه الصناعية التى تقوم بها وزارة الرى أو أى جهة أخرى معنية بهذا الأمر.

مخاطر السيول

 

ـ ما هى آلية التعرف مقدما على مخاطر السيول بوديان شمال سيناء؟

بوجد جهاز خاص بالمعهد لرصد سيول وادى العريش، الذى يعتبر أهم واخطر الوديان الذى يعتبر فى حالة جريان المياه به ووصولها للأماكن السكنية يشكل خطرا على الأهالى خصوصا داخل مدينة العريش التى يمر منها، ويوجد الجهاز فى منطقة "جبل الحلال" أعلى سلاسل جبلية على مجرى الوادى، ويقيم مقياس السيل وسرعته قبل وصوله للمناطق الآهلة بالسكان .

ـ ماهو المدى الزمنى للاستفادة من معرفة السيول والأمطار لتتمكن الجهات المختصة من أخذ احتياطاتها ؟

ـ لايمكن التنبؤ بالسيول أكثر من 3 أيام، وهى فترة كافية لأن تأخذ أى جهة معنية احتياطاتها لمواجهة الأخطار المحتملة، كمثال التحضيرات فى المدن لسيارت شفط المياه من الشوارع، والتجهيزات على مجارى الوديان، وإخطار الأهالى بالابتعاد وغيرها من إجراءات السلامة المتبعة من قبل هذه الجهات ، ويأتى على رأسها الجهات التنفيذيه وهى المحافظة ومجالس المدن والصحة وشركة المياه وغيرها .

 

مجارى الوديان

 

ـ وماهى مجارى الوديان المصنفة أكثر خطورة على حياة الناس فى شمال سيناء ؟

ـ يعتبر " وادى العريش " هو الأخطر فى حالة وصوله لمدينة العريش، كما حدث فى عام 2010 وتسبب فى خسائر فادحة، وحالة سيل وادى العريش انها تأتى على فترات زمنية متباعدة وهذا لايمنع انه قابل للتكرار لذلك يتم الرصد واخذ الحيطة مسبقا.

وتعد مجارى وادى العريش، او التفريعات من الأودية التى تصل إليه ايضا من الممرات الرئيسية لوديان تحدث بها سيول بشكل متكرر عند سقوط المطر اعالى الجبال وتجمعها، كما توجد اودية وممرات اودية اخرى ذات خطورة على التجمعات السكنية المارة بها فى مناطق "الجديرات "، و"المغاره" .

 

احصائيات الأبار

 

ـ عملكم يتضمن المسؤلية الإشرافية والإستشارية على حفر ابار المياه العميقة والسطحية .. هل توجد احصائيات رسمية بعدد هذه الأبار؟

ـ بالفعل جزء رئيس من عمل المعهد، هو كل مايتعلق بشأن المياه الجوفية، كجهة استشارية لوزارة الرى داخل سيناء عند حفر الآبار، وجهة استشاربة لأى جهة معنية بالمياه الجوفية، ونقوم بمتابعة الخزانات الجوفية السطحية والعميقة والإشراف على تحديد المواقع، وعمل تصميمات لهذه الأبار ومتابعة الخزانات الجوفية.

والإحصائيات فى هذا السياق هى بالنسبة للآبار السطحية بشمال سيناء، تصل لنحو 3584 بئرا منها فى مدينة العريش 900 بئر، ومعدلات السحب اليومى منها 109 ألف متر مكعب ،وتصل نسبة ملوحتها  5500 إلى 2000 جزء فى المليون.

ويصل عدد الآبار السطحية فى مركز رفح 1067 بئرا، ومعدل سحب يومى يصل لنحو 81 الف متر مكعب، ونسبة الملوحة تسجل 500 الى 6000 جزء فى المليون ، وفى مركز الشيخ زويد وصلت عدد الأبار 1227 بئرا، ومعدل السحب اليومى 86 الف متر مكعب، ونسبة الملوحة فيها من 500 إلى 7500 جزء فى المليون، وعدد الآبار فى منطقة الخروبة شرق العريش 90 بئرا، ومعدل السحب اليومى 5000 متر مكعب فى اليوم، ونسبة الملوحة من 4 إلى 8 الاف جزء فى المليون، وفى مركز بئر العبد وصلت الآبار السطحية إلى 1200 بئر، ومعدل السحب اليومى من المياه منها 48 ألف متر مكعب، ونسبة الملوحة من 3500 إلى 10 الاف جزء فى المليون.

وفى وسط سيناء تم حفر حقول ابار عميقة ضمن نطاق خزان الحجر الرملى وهو خزان المياه الجوفى الرئيسى فى وسط سيناء ووصلت عدد الأبار التى تم حفرها إلى نحو 120 بئرا، وبلغت ملوحتها من 2500 إلى 3500 جزء فى المليون، ومعدل السحب اليومى منها 16 الف متر مكعب ، والسطحية، وحقول آبار خزان الحجر الجيرى وعددها وصل لنحو 50 بئرا تجريبيا وتسجل درجات الملوحة فيها من 2500 إلى 3500 جزء فى المليون.

 

خزان وسط سيناء

 

ـ كما هو واضح الإحصائيات تكشف عن وجود خزانين للمياه فى وسط سيناء هل من توضيح اكثر ؟

ـ نعم معروف جيلوجيا ان مناطق وسط سيناء تعوم على خزان مياه جوفى رئيسى ، وهو خزان الحجر الرملى فى منطقة ممتدة بمختلف أنحاء وسط سيناء ويصل عمق المياه لهذا الخزان لنحو 2000 مترا، وفوقه خزان مياه الحجر الجيرى، وهى مياه تتوفر فى شروخ الحجر الجيرى على ابعاد مابين 50 إلى 60 مترا، وهذا المياه نسبة الملوحة فيها من 2500 إلى3500 وصالحة لبعض الزراعات واقامة محطات تحليه عليها لإستخدامها فى الشرب.

ـ وأين الجهات ذات الاختصاص من استغلال هذه المياه ؟

ـ العمل قائم فعليا فى ذلك ومنذ اكتشاف هذا المخزون قبل سنوات وحفر الأبار يتواصل بمعدلات تتزايد سنويا طبقا للميزانيات الموضوعة لذلك، فتكلفة البئر الواحد قد تصل لنحو 8 مليون جنيها، وكما ذكرت سابقا انه حفرت ابار ، وهى ابار تم الزراعة حولها واقامة محطات لتحلية المياه يستفيد منها الأهالى وتغذى تجمعات مستقره، ولكن يبقى تحقيق الفائدة الأكبر بتضافر الجهود لمختلف الجهات التنفيذية ذات الأختصاص لتقوم بدورها فى استغلال كل بئر مياه بشكل تكاملى فى الزراعة والتوطين وانشاء مجتمعات منتجه وهذا بتشجيع افراد وشركات على الانخراط فى المنظومة لتحقيق اكبر طفره ممكنة من التنمية فى تلك المناطق الذى جرى العرف انها ميته فى حين انها فى الحقيقه عامرة بما فى جوفها من مياه لو خرجت من باطن الأرض للسطح فهى كفيلة بتحويلها لجنان ومروج خضراء.

 

الحجر الجيرى

 

ـ وماذا عن ابار الحجر الجيرى التى من الواضح من تعريفكم بها انها اقل عمقا؟

ـ مخزون ابار الحجر الجيرى لاتزال عمليات استخراج المياه به فى مرحلة التجارب والدراسات لم تكتمل بعد وكما قلت سابقا هى مياه تتوفر فى شروخ الحجر الجيرى اعلى الحجر الرملى الذى يعتبر هو المخزون الرئيسى من المياه الجارى استغلاله، لذلك يتم الأن وضع شرط عند تنفيذ عقود حفر ابار عميقة، وهو ان تقوم جهة الحفر بعمل اختبار للصخور للوصول للشروخ التى تحتوى على مياه ومجارى لخزانها الجوفى لإمكانية استغلاله.

ـ وماهى مصاعب حفر آبار اعماق إلى جانب كونها ذات تكلفة مرتفعة؟

ـ ليس من السهل حفل بئر مياه جوفى كما يتخيل البعض فهو يحتاج امكانيات " تكنينكية " من معدات وأدوات اقرب لها لحفر بئر بترول، اضافة لمشاكل اختراق طبقات الأرض الصخرية وصولا للمياه، وعقبات انتفاش الطبقات الطينية وتأثيرها على الانابيب حال اسقاطها وغرسها، ولكن فى وقتنا الحالى اصبح هناك تقدم وتتواجد شركات بمعدات ذات تقنية عالية تتغلب على هذه المشكلات .

 

أبار المناطق الساحلية

 

ـ وماذا عن التوسع الملاحظ فى حفر ابار مياه سطحية على ساحل مدينة العريش للشرب وتأثير ذلك على مخزون المياه الجوفى مستقبلا ؟

ـ ساحل شمال سيناء يعتمد فى مخزونه الجوفى من المياه على مياه الأمطار ، ورصدنا فى السنوات الأخيرة سحب مفرط للمياه نتيجة مشاكل انقطاع وضعف وصول مياه الشرب للمنازل ادت بالأهالى اللجوء لحفر ابار، والأعتماد عليها كوسيلة توفير مياه بديلة، وهو استخدام مفرط خارج نطاق السيطرة نظرا للحاجة اليه ومن الصعب منعه او الحد منه وكل هذا يؤثر على المخزون الجوفى مالم تتخذ احتياطات وسرعة وضع بدائل .

 

ـ وماهى الاحتياطات والبدائل الممكن أن تعوض الفاقد من مخزون المياه ؟

ـ ليس من الصعوبة ذلك من خلال بدائل عاجلة كتوفير مصادر مياه أخرى غير الآبار كالتوسع فى انشاء محطات التحلية على البحر، وضخ كميات مياه اضافية من مياه النيل المنقولة عبر انابيب .

وبدائل ستفيد اكثر فى توفير مياه فى الخزان الجوفى نفسه من خلال استخدام مياه الصرف وإعاده حقنها، واستخدامها فى الزراعة وتغذية خزان المياه الجوفى، وقد اعددنا دراسة حول ذلك للاستفادة من مياه الصرف الصحى فى أحواض محطة جرادة شرق مدينة العريش، التى تصلها كميات كبيرة من المياه يوميا لايستفاد منها ويفيض منها خارج الأحواض، ووضعنا مقترح بعمل محطة معالجة ثلاثية طبقا لمعايير وزارة الرى لتوفير مياه صالحة للزراعة، والملاحظ أننا رصدنا ان كميات من مياه محطة صرف جرادة خاليه من الشوائب ومعالجتها سهله.


الجيولوجى محمد احمد موسى ، مدير فرع معهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء
الجيولوجى محمد احمد موسى ، مدير فرع معهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء

مدير معهد البحوث المائية بسيناء يتحدث لمحرر اليوم السابع
مدير معهد البحوث المائية بسيناء يتحدث لمحرر اليوم السابع

خريطة اودية سيناء
خريطة اودية سيناء

مدير معهد البحوث المائية بسيناء
مدير معهد البحوث المائية بسيناء

 خريطة آبار اعماق سيناء
خريطة آبار اعماق سيناء

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة