إطلاق أول تحالف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمكافحة قصور القلب

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 10:46 ص
إطلاق أول تحالف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمكافحة قصور القلب قصور القلب - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤتمر حول "المرض المنسى" يضع خارطة الطريق لعلاج قصور القلب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

بحضور نخبة من الخبراء الإقليميين فى مجال أمراض القلب، أطلق تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمكافحة قصور القلب، أول مجموعة إقليمية متخصصة بعلاج قصور القلب وذلك خلال ورشة عمل عقدت فى أبو ظبى مؤخرا.

 

واستضافت ورشة العمل التى حملت عنوان تخطى تحديات علاج قصور القلب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجموعة من الروّاد فى مجال الرعاية الصحية وصنّاع السياسة وخبراء قصور القلب من شتى أنحاء المنطقة، لمناقشة نتائج تقرير خارطة طريق قصور القلب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - وهى دراسة معمّقة أجرتها شراكة السياسة الصحية.

وقيّم التقرير الاحتياجات التى لم تتم تلبيتها والعراقيل والفرص الكامنة لتغيير السياسات بما يكفل تخفيض معدلات الاعتلال والوفيات بين مرضى قصور القلب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

وسيركز تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لقصور القلب على مكافحة قصور القلب ووضع خارطة طريق واضحة المعالم للإجراءات ذات الأولوية، وتطوير جملة التدخلات والسياسات المعتمدة محلياً والتى تنسجم مع مجالات التركيز الأساسية التى حددتها نتائج تقرير خارطة الطريق.

 

وأتاحت الفعالية الإقليمية، التى رعتها شركة "نوفارتس" العالمية المتخصصة فى مجال الأدوية، للاتحاد إمكانية تحديد الأولويات الرئيسية لعلاج قصور القلب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومصر، والتى تضمنت: توعية العموم والمرضى والمتخصصين وتعزيز معارفهم؛ ووضع استراتيجيات وطنية شاملة وفريدة من نوعها؛ وإنشاء قياسات وبيانات أفضل؛ والعمل وفق مسارات رعاية صحية ومبادئ توجيهية مستمرة. ويتكون الاتحاد من نخبة من الخبراء ومنهم الدكتور الأستاذ فراس بدر، اختصاصى طب القلب والأوعية الدموية من مستشفى "كليفلاند كلينك" (الإمارات)؛ والدكتور باسم صبحى، المتخصص الاستشارى فى أمراض القلب ورئيس عيادات قصور القلب بالمعهد القومى للقلب، القاهرة (مصر)؛ والدكتور وليد الحبيب، سكرتير عام الجمعية السعودية للقلب ورئيس مجموعة قصور القلب السعودية (المملكة العربية السعودية)؛ والدكتور كمال الغلايينى، استشارى أمراض القلب ورئيس القسم الطبى ومدير برنامج قصور القلب وأمراض القلب الغير تداخلية بجامعة الملك عبد العزيز (المملكة العربية السعودية)؛ والسيدة هند سليمان، أحد مرضى قصور القلب وهى عضوة بالجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب (مصر)؛ والسيدة أنجيلا مسّوح، المتخصصة فى تمريض قصور القلب لدى المركز الصحّى التابع للجامعة الأمريكة فى بيروت (لبنان).

 

وفى كلمة ألقتها خلال الفعالية، قالت عضو التحالف السيدة هند سليمان، أحد مرضى قصور القلب المتخصصين وهى عضوة بالجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب (مصر): "تحتوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على شريحة واسعة تعانى من قصور القلب هى الأكبر حول العالم، بحيث يصاب سكان هذه المنطقة بقصور القلب فى سن أصغر 10 سنوات بالمقارنة مع نظرائهم فى الدول الغربية.

 

وعلى الرغم من التحسن الكبير فى عمليات تشخيص وشفاء المرضى الذين يعانون من أمراض الشريان التاجى، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الخلقية، ما زال انتشار الإصابة بقصور القلب فى ازدياد مستمر[.

 

 وفى مصر على سبيل المثال، تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 46% من حالات الوفاة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها قصور القلب".

وأشارت إحدى الدراسات التى أجرتها ’تي.إن.إس‘ المملكة المتحدة فى عام 2014 إلى أن الناس عموماً أكثر خشية من الإصابة بالسكتة الدماغية (41%)، وحالات السرطان المتقدمة (43%) أو النوبات القلبية (12%) بالمقارنة مع قصور القلب (4%)، على الرغم من أنه أكثر تسبباً بالوفيات.

وأضافت سليمان: "نلمس انخفاضاً واضحاً لمستوى الوعى بقصور القلب بين العامة ومتخصصى الرعاية الصحية وصنّاع السياسة، مما يؤثر على مختلف جوانب العناية بمرضى قصور القلب، فضلاً عن محدودية المواد التعليمية والدعم المناسب لمساعدة المرضى ومقدمى الرعاية الصحية على إدراك الحالة. وقد يؤدى هذا إلى تشخيص متأخر للحالة المرضية، وتوفير عناية ذاتية غير كافية، أو الحد من قدرة المرضى على اتخاذ قرارات الرعاية أو العلاج. وتتجلى إحدى جوانب التركيز الرئيسية لتحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب فى العمل مع شريحة واسعة من الأطباء المتخصصين ومقدمى الرعاية الصحية لزيادة التوعية بهذا المرض وضمان قدرة المرضى ومتخصصى الرعاية الصحية على اتخاذ قرارات واعية".

 

وغالباً ما تحدث الإصابة بقصور القلب إثر معاناة عضلة القلب من ضعف مفاجئ جرّاء أزمة قلبية أو أحد الأمراض الأخرى التى تؤثر على القلب، أو نتيجة لتلف متنام تدريجياً جرّاء الإصابة بالسكرى، أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجى.

 

وتشمل عوامل الخطر الشائعة للإصابة بقصور القلب كلاً من ارتفاع ضغط الدم، وداء السكرى، وفرط شحوم الدم التى تؤدى للإصابة بمرض الشريان التاجى، وتدخين التبغ ومضغ القات والبدانة، والتى يرتبط العديد منها بأنماط حياة تحاكى الثقافة الغربية وتنتشر بشكل كبير حالياً بين سكان منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبه، قال الدكتور باسم صبحى، المتخصص الاستشارى فى أمراض القلب فى المعهد القومى للقلب، القاهرة (مصر)؛ وأحد أعضاء تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لقصور القلب: "على الرغم من وجود استراتيجيات شاملة للرعاية الصحية فيما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض غير المعدية فى المنطقة، فإننا بحاجة للعمل مع حكوماتنا لضمان إدراج قصور القلب فى أطر العمل هذه؛ وتبدى مصر استعدادها لتحمّل أعبائها المتوقعة فى المستقبل".

كما أشار تقرير خارطة طريق قصور القلب إلى التحديات الفريدة التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث قصور القلب، مما يتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية مماثلة. وتشير الدراسات إلى أن معدلات إعادة الاستشفاء (دخول المستشفى للعلاج مرة أخرى) أعلى بكثير فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمقارنة مع الدول الأخرى.

 

ويمكن أن تستند هذه النتائج جزئياً إلى عدم كفاية الوعى بقصور القلب وفهمه على كافة مستويات النظام الصحى والمتابعة غير الكافية للمريض. وينجم عن معدلات إعادة القبول المرتفعة هذه تكاليف مرتفعة يمكن تجنّبها فى كثير من الأحيان.

 

وأضاف الدكتور صبحي: "يعتزم اتحاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب إيلاء مزيد من الاهتمام على جمع البيانات الشاملة والدقيقة حول أعباء قصور القلب فى هذه المنطقة باعتبارها السبب الرئيسى لقلة الاهتمام بتشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه.

 

ويعتبر قصور القلب المسبّب الأول لدخول المشفى حول العالم بين الأشخاص الذين تخطّت أعمارهم 65 عاماً7، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى وعائلاتهم. ويتوقع ارتفاع الضغوط الناجمة عن قصور القلب فى مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المعدية فى المنطقة، والتى غالباً ما تركت دون معالجة".

 

وختم الدكتور صبحى حديثه بالقول: "يسهم إدراك الجوانب الاجتماعية والثقافية التى تؤثر على المرض فى المساعدة على تطوير تدخلات وسياسات يمكن تطبيقها محلياً. وينبغى أن تسارع الحكومات لاتخاذ إجراءات محددة تنسجم مع احتياجات وظروف المنطقة وكل دولة على حدة".

 

ومن النقاط الرئيسية الأخرى التى تمت مناقشتها كيفية بناء مسارات رعاية صحية ومبادئ توجيهية مستمرة لمرضى قصور القلب، بما فى ذلك: إدراك أهمية الوقاية؛ وإجراء تشخيص دقيق وفى الوقت المناسب؛ والحرص على منح المرضى رعاية صحية مبنية على التوجيهات الصحيحة أثناء التواجد فى المشفى؛ وإدراك أهمية مراقبة وعلاج قصور القلب خارج المشفى؛ ومنح المرضى الأدوات اللازمة والدعم المناسب لإجراء مراقبة ذاتية وتحقيق العلاج الذاتي.

وسيباشر تحالف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب منذ الآن فى إنشاء برامج شاملة لعلاج قصور القلب فى مختلف أرجاء المنطقة، بهدف مساعدة المرضى فى الحصول على رعاية صحية مناسبة وأكثر إنصافاً، وتعزيز الالتزام والتوافق بين الأطباء وصنّاع السياسات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة