زادت حدة العمليات الإرهابية فى العاصمة المصرية خلال الفترة الأخيرة، وكان آخرها حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية صباح الأحد، وسبقه استهداف كمين أمنى فى الهرم بعد صلاة الجمعة، ما يشير إلى مخاطر كبيرة بشأن انتقال الأعمال الإرهابية من سيناء للقاهرة، وإلى قدر من التطوّر النوعى فى خطط الجماعات الإرهابية وعملياتها، أبرز تجلّياتها تهديد الشارع المصرى والسعى لإيقاع مدنيين وعدم الاكتفاء بالصراع مع رجال الجيش والشرطة، وزيادة تأثير عملياتها الإجرامية عالميًّا، إضافة إلى ما يحمله هذا التطور من مؤشر على زيادة تمويل هذه الجماعات وعملياتها.
فى هذا الإطار، أكد خبراء استراتيجيون وأمنيون أن زيادة الدعم المالى لبعض الجماعات الإرهابية، من قبل الدول الداعمة لها وعلى رأسها قطر وتركيا، إضافة إلى تصاعد حدّة الضربات الأمنية للإرهاب فى سيناء، أبرز ما دفعهم للانتقال إلى القاهرة.
أحمد العوضى: الضربات القوية للإرهابيين فى سيناء دفعتهم للانتقال للقاهرة
فى هذا الإطار، قال اللواء أحمد العوضى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن تحول الإرهاب بشكل كبير من سيناء إلى القاهرة، هو تحول خطير، له أهداف معينة، على رأسها زيادة عدد الضحايا من المدنيين، وزيادة تأثير هذه العمليات وصداها الإعلامى والدولى، إذ كلما كانت هذه العمليات الإرهابية وسط القاهرة زاد تأثيرها عالميًّا، وهو ما يتطلب مواجهة حاسمة من الدولة للإرهاب وجماعاته المنظمة.
وأضاف "العوضى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الاستباق الأمنى لتلك العمليات، وسرعة رصد العناصر الإرهابية التى بدأت مسيرة الانتقال إلى القاهرة لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية، أهم العناصر وأقوى الوسائل العملية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، موضّحا أنه كلما زاد تمويل الجهات الأجنبية لتلك العمليات الإرهابية كان التحول للإرهاب من سيناء إلى القاهرة.
وأشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب فى تصريحه، إلى أن الضربات الأمنية القوية للإرهابيين فى سيناء دفعت بعض عناصر التنظيمات الإرهابية للانتقال إلى القاهرة، ما يتطلب سعى الجهات الأمنية لتوفير مزيد من المعلومات عن تلك العناصر وخططها وتحركاتها، لسرعة القبض عليها.
وكيل "دفاع البرلمان": انتقال الإرهاب للقاهرة جاء بدعم مادى وإعلامى من قطر
فى السياق ذاته، حذر النائب يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، من انتقال الأعمال الإرهابية من سيناء إلى القاهرة، موضحا أن هناك علاقة قوية بين ما تبثه قناة الجزيرة القطرية من سموم، ومحاولاتها الوقيعة بين الدولة والأقباط، وبين العملية الإرهابية التى شهدتها الكنيسة البطرسية بالعباسية صباح الأحد.
وأضاف "كدوانى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن انتقال الإرهاب من سيناء إلى القاهرة جاء بعد أن دعمت قطر تلك العمليات الإرهابية ماديًّا وإعلاميًّا، عبر دعم الحركات المسلحة فى مصر، وصرف أموال غير عادية من أجل تغطية هذه الأعمال الإرهابية والترويج لها، مشيرًا إلى أن اللجنة ستدرس وسائل محاربة الإرهاب فى مصر بشكل متأن وعميق، للوصول إلى قرارات وتشريعات سريعة للقضاء على هذه الظاهرة.
صبرة القاسمى: القضاء على الإرهاب يلزمه التسلح بالعلم.. ويجب مشاركة المجتمع
من جانبه، قال صبرة القاسمى، مؤسس "الجبهة الوسطية"، إن مشكلة الإرهاب ليست فى سيناء فقط، ولكن سيناء مسرح لبعض العمليات الإجرامية فقط، والإرهاب فكرة، والأفكار سهلة الانتقال، لا يقوضها حيز زمانى أو مكانى، ولا تعترف بحدود.
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن القضاء على الإرهاب وضمان عدم انتقاله إلينا، يلزمه التسلح بالعلم واليقين، إذ لا بدّ من أن يتحصن المواطن بالعلم ضد الأفكار الإرهابية، حتى يستطيع مواجهتها، ثم يأتى دور الأمن فى مكافحة الجريمة لا الفكرة، لأن الافكار لا تُواجه بالسلاح، وإنما الجرائم والقتلة هم من يمكن مواجهتم وردعهم بالسلاح.
واستطرد صبرة القاسمى فى تصريحه، قائلاً: "أمام هذه الظاهرة، نحن فى حاجة إلى منظومة فكرية يشارك فيها الجميع، دولة ومؤسسات ومواطنين، من أجل القضاء على الإرهاب، وإلقاء المسألة على عاتق الأمن فقط عبء على الأجهزة الأمنية، إذ لا بدّ من حضور دور المواطن وتعظيم المشاركة المجتمعية فى مواجهة هذه الآفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة