أثار حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، الكثير من التداعيات خاصة حول توقيت تنفيذ العملية الإرهابية، والأهداف من ورائها، والدروس التى ينبغى التعلم منها بعد الحادث الإرهابى.
خبراء سياسيون ومثقفون شرحوا ما وراء هذا العمل الإرهابى والذى تمثل فى محاولة ضرب السياحة، وتفعيل مشروع تعميق الإنقسام بين المسلمين والأقباط، مؤكدين أن هذا الحادث الإرهابى سيجعل دول العالم تستجيب لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة الإرهاب عالميا.
مصطفى الفقى: الحادث يهدف لضرب الوحدة الوطنية
وقال الدكتور مصطفى الفقى، المحلل السياسى المعروف، إن ارتفاع وتيرة العنف خلال الفترة الأخيرة حتى وصلت إلى تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية له عدة دلالات والمقصود منه عدة اهداف على رأسها ضرب الوحدة الوطنية وإحداث حالة من عدم الاستقرار، وتخويف الشعب المصرى وعلى رأسه الأقباط.
وأضاف مصطفى الفقى لـ"اليوم السابع" أن المقصود من هذا العمل الإرهابى أيضا ضرب موسم السياحة فى مصر خاصة مع اقتراب نهاية هذا العام، موضحا أن هذه الأفعال لا يرضى عنها دين على الإطلاق.
وأكد الدكتور مصطفى الفقى، على ضرورة تفعيل مبدأ الثواب والعقاب، ومحاسبة المقصرين فى تأمين الكنيسة، متابعا : "لابد من ألا يمر هذه الحادث إلا بمحاسبة المسئولين عنها وكذلك ضرورة أن يدفع الثمن كل من شارك أو تورط وكذلك كل من قصر لعدم تكرار مثل هذه الأحداث".
ومن جانبها تقدمت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلى منصور بخالص التعازى والأسى للشعب المصرى، والكنيسة وأسر ضحايا تفجير كنيسة البطرسية، مؤكدة أن التفجيرات التى وقعت تدل على العجز والفشل لدى الارهاب.
وأضافت الكاتبة الصحفية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الإرهاب لا يدرك ما يفعلوه من استدعاء لكل ما لدى المصريين من قوة، قائلة :"نحن شعب يسترخى إلى أن تأتى الشدائد فيقف بقوة وجهها "، وأوضحت أن المحاولات الإرهابية اليائسة تراكم وتضاعف رفض غضب المصريين ومن المؤسف الحديث عن التصالح، ولا يدركون أن مصر تحتكم للقانون رغم كل ما ارتكبوا من جرائم ولم يطبق الحكم خارج نطاق القانون.
وأشارت إلى أن الإرهابيين يتصورون أنهم يستطيعون أن يروعوا المصريين، ولا يعلمون أنهم يستدعون اقوى ما فى المصريين، لافتة إلى أنه مطلوب الآن اليقظة من الدولة لأن هناك غدر ممول دوليا وإقليميا للانتقام من مصر لأنها اوقفت مسلسل العنف.
ولفتت إلى أن إدارة المصريين فى هذه اللحظات هى الأهم، مشيرة إلى أن هذه الضربات الجبانة تتعرض لها كل الدول الكبرى مؤكدة أنه لا إرهاب هزم دولة.
رفعت السعيد: جماعة الإخوان انتهت.. وحق الحياة أهم من الدستور
فيما قال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، تعليقا على الحادث الإرهابى الذى وقع صباح اليوم بالكنسية البطرسية، إن جماعة الإخوان قد وصلت لنهايتها، مضيفا أنه لو نقارن بين الحادث الذى وقع يوم الجمعة الماضية أمام مسجد السلام بالهرم، وأسفر عن مقتل 6 من الجنود أمام المسجد، يشير إلى أن الإرهاب كان يستهدف المصلين، واليوم يستهدف المصلين المسيحيين، مشيرا إلى أن جنون الإخوان وصل لجنون داعش.
وأضاف السعيد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن جماعة الإخوان افتقدت للتوازن ويرتكبون جرائم منكرة فى كل الأحوال، مشيرا إلى أنه لابد أن نمارس ضغط قوى على محاكمة هؤلاء، لافتا حق الحياة أهم من القضاء والدستور.
ووجه رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع رسالة للأمريكان والانجليزقائلا: ها هم الإخوان الذين تدافعون عنهم وتساندونهم يفجروا الكنيسة البطرسية.
كما وجه رسالة ثانية إلى الذين يدعون للتصالح مع الاخوان قائلا: فلتقطع السنتهم.
تهانى الجبالى: الحادث يهدف لشق وحدة الشعب المصرى
ومن جهتها تقدمت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق، بالتعازى للشعب المصرى بالحادث الأليم الذى وقع بالكنيسة البطرسية، وقالت إن هذا الحادث الغادر جزء من المخطط من أجل النيل من مصر وأمنها القومى، والحرب المعلنة على مصر ومحاولة شق وحدة الشعب المصرى.
وأضافت الجبالى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذا الحادث يأتى فى إطار استكمال مخطط التفتيت الطائفى والدينى، موضحة أن هذه اللحظة ليست للحزن ولكن للاصطفاف الوطنى.
وأشارت إلى أن الشهداء يقدموا مواكب وراء بعضهم لأن مصر مهددة بذئاب عميلة فى الداخل ممولة بأجهزة مخابرات خارجية معادية لمصر، لافتة إلى أن موقف مصر الداعم للدول العربية التى تنهار فى سوريا ولبييا واليمن لا يعجب كثيرين.
ولفتت إلى أننا نحتاج فى الوقت الحالى لقراءة المشهد بطريقة صحيحة، ونقتص من القتلة، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان منبع للتنظيمات الإرهابية، وهم تنظيمات عميلة مرتبطة بمخططات معادية للأمة العربية، مؤكدة أن هذه التنظيمات مستخدمة لتنفيذ مخططات لتدمير المنطقة.
فريدة النقاش: إعادة النظر فى وسائل تأمين الكنائس
ومن ناحيتها قالت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، إن هناك ضرورة لإعادة النظر فى وسائل تأمين الكنائس، فى البلاد خاصة أن هذه الكنائس أصبحت مكان مستهدف بشكل قوى من قبل الإرهابيين.
وأضافت النقاش فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن تداعيات حادث تفجير الكنيسة البطرسية سيتمثل فى شماتة الإخوان والدول التى ترتب لاسقاط الدولة المصرية مثل قطر وتركيا، ومحاولة تفعيل مشروع انشقاق عميق بين المسلمين والأقباط.
وأشارت النقاش، إلى أن هذا الحادث سيستدعى دول العالم لأن تستجيب لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة مكافحة الإرهاب عالميا خلال الفترة المقبلة.
