"اللى تكسبه باليسار.. يضيّعه اليمين".. الاتحاد الأوروبى يواجه خطر التفكك.. مارى لوبان تقترب من الإليزيه وتؤكد: لا أحبذ بقاء باريس به.. نائب هولندى يدعو لـ"استفتاء خروج".. وقلق بعد استقالة حكومة إيطاليا

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 08:00 ص
"اللى تكسبه باليسار.. يضيّعه اليمين".. الاتحاد الأوروبى يواجه خطر التفكك.. مارى لوبان تقترب من الإليزيه وتؤكد: لا أحبذ بقاء باريس به.. نائب هولندى يدعو لـ"استفتاء خروج".. وقلق بعد استقالة حكومة إيطاليا "اللى تكسبه باليسار.. يضيّعه اليمين"
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أيام خرجت مجلة "تايم" الأمريكية تحمل على غلافها صورة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، بعد اختياره شخصية العام 2016، وعلقت المجلة على صورة "ترامب" فى صدر غلافها بعبارة واحدة قالت فيها: "رئيس الولايات المنقسمة الأمريكية"، وذلك بعد سلسلة من تحذيرات المراقبين الغربيين من أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية قد يشكل شرارة الانطلاق لليمين فى كل دول أوروبا، واتجاه غالبيتها للانغلاق على نفسها، والبدء فى إجراءات الخروج الكبير من الاتحاد الأوروبى أسوة ببريطانيا.

ومنذ فوز الملياردير الجمهورى دونالد ترامب الذى يصنفه مراقبون بأنه يمثل "اليمين الأمريكى المتطرف"، فى سباق البيت الأبيض الذى جرى فى الثامن من نوفمبر الماضى، تكشف دوائر صنع القرار فى عديد من العواصم الأوروبية، يومًا بعد آخر، عن بطلان الحسابات والتقديرات، وإدراك أن زوال المؤسسات السياسية التقليدية الحاكمة أمام "توسونامى" صعود اليمين المتشدد لم يعد مجرد تكهنات صادرة عن مراكز الأبحاث والدراسات الدولية، وأصبحت تلك الدوائر تعرف بدرجة كبيرة وتصل للتأكيد أن الاتحاد الأوروبى سيصبح فى المستقبل القرب عقدًا منفرطًا على أبواب اليمين الغربى المتطرف.

 

فرنسا على طريق الخروج من الاتحاد الأوروبى.. هل تفعلها مارى لوبان؟

وبعد زلزال الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى، توالت الدعوات الأوروبية المختلفة للخروج من الاتحاد تحت شعارات الاهتمام بقضايا الأمن الداخلى، وترميم الوضع الاقتصادى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الجبهات الداخلية، وفى مقدمتها الحد من قبول مزيد من اللاجئين، وبدء خطط عملية لإجلائهم خارج القارة العجوز، وفى مقدمة الرموز السياسية الداعية للخروج من الاتحاد الأوروبى، تأتى مارى لوبان، زعيمة اليمين الفرنسى المتطرف، والمرشحة الأوفر حظًا حتى الآن للفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ قالت فى مناسبات عدة إن فرنسا يجب أن تتخذ القرارات التى تصون سيادتها وتحمى مصالحها بشكل مستقل.

وقبل يومين من الآن، قالت مارى لوبان فى حوار مع إذاعة "تى إف 1" الفرنسية: "لا بدّ من أن تكون فرنسا حرة ومستقلة، ولا أحبذ أن تكون تحت سيادة الاتحاد الأوروبى، والخضوع لما يمليه علينا، فرنسا بها كل المقومات التى تدفعها للأمام، وعلينا جميعًا التفاوض مع الاتحاد الأوروبى من أجل عودة السيادة الأساسية لفرنسا، لنتمكن من إقامة كل ما يحتاجه شعبنا بحرية ودون قيد أو شرط، خاصة فيما يتعلق بالملفات الأمنية".

وتأتى تصريحات السياسية اليمينية مارى لوبان بعد خطاب سابق وسط حشد من أنصارها، قالت فيه: "سأجرى حال فوزى بالرئاسة استفتاء حول ما إذا كانت فرنسا تنتمى للاتحاد الأوروبى أم لا، فنحن من الممكن أن نغيير الأوضاع، انظروا إلى البريطانيين وكيف اختاروا مستقبلهم، واختاروا أن يكونوا مستقلين، يمكننا أيضًا أن نكون شعبًا حرًّا وفخورًا ومستقلا".

كان حزب الجبهة الوطنية، الذى تنتمى إليه مارى لوبان، هو الحزب الوحيد فى فرنسا الذى طالب البريطانيين بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، قبل أن يتم الاستفتاء فى هذا الشأن، وأعرب الحزب فى بيانات عدة عن دعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، مؤكّدًا عزمه تبنى الاتجاه نفسه فى فرنسا.

من جانبه، قال الكاتب الأمريكى روبرت زاريتسكى، أستاذ التاريخ الفرنسى بجامعة "هيوستن" الأمريكية، إن انسحاب فرنسا المحتمل سيكون بمثابة "نهاية الاتحاد الأوروبى"، مشيرًا إلى أن تصريحات نقلتها عدة وسائل إعلام فرنسية، تؤكّد أن مثل هذه الخطوة حال حدوثها ستشكل أبرز تهديد لمستقبل الاتحاد وبقائه، متابعًا: "لا أعتقد أن الفرنسيين سيرفضون الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى حال إقامته، هم يرون أنهم أساس الاتحاد الأوروبى، وأنه بدونهم لا يمثل أى قيمة".

 

هولندا فى قبضة اليمين و"فيلدرز" يطالب بالخروج من الاتحاد الأوروبى

وفى أمستردام، لا تقل حدة دعوات الخروج من الاتحاد الأوروبى عن مثيلتها فى باريس ، إذ طالب النائب الهولندى اليمينى المتطرف جيرت فيلدرز، بإجراء استفتاء مماثل، قائلاً فى بيان له: "يحق للهولنديين إجراء استفتاء أيضًا، حزب الحرية يطالب باستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبى مثلما فعلت بريطانيا"، وتعزز دعوة "فيلدرز" استطلاعات ودراسات عدة من بينها استطلاع أجراه التليفزيون الهولندى الحكومى، إذ كشفت نتائجه عن أن غالبية الهولنديين يفضلون الخروج من الاتحاد الأوروبى على البقاء بين أعضائه".

 

إيطاليا.. استقالة ماثيو رينزى تفتح الباب لاحتمالات مغادرة الاتحاد

لا يختلف الوضع كثيرًا فى روما، إذ كشف عديد من المراقبين عن أن استقالة رئيس الوزراء الإيطالى الشاب ماثيو رينزى خلال الفترة الماضية، وبعد ظهور نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة التى طرحتها حكومته، ورفضها من قبل غالبية الإيطاليين، وانحيازهم للحملة التى شنتها الأحزاب والحركات اليمينية داخل إيطاليا ضد تلك التعديلات، تُعد مؤشّرًا على تحقيق تلك الأحزاب الأغلبية النيابية فى أول انتخابات برلمانية مقبلة، وبطبيعة الحال فإنهم سيشكلون الحكومة الجديدة، ومن هنا يمكنهم بدء اتخاذ إجراءات مماثلة للسير على درب بريطانيا والخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى.

 

عدد اليوم السابع
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة