أكد الدكتور هانى الناظر المشرف على برامج السياحة العلاجية بوزارة الصحة، أن منطقة خليج سفاجا صالحة لعلاج مرض الصدفية الجلدية فى 4 أسابيع بصورة آمنة وفعالة، بعيدًا عن مخاطر تناول الأدوية والكيماويات وبديلًا للجوء لأجهزة الأشعة فوق البنفسجية ذات الآثار الضارة على الجلد.
وقال هانى الناظر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن نتائج الدراسات التى أجريت على المكان أظهرت أن 90% من المرضى تم شفاؤهم من أعراض المرض تمامًا بعد 4 أسابيع و10% حدث لهم تحسن ملحوظ.
وأوضح الدكتور هانى الناظر التفسير العلمى لشفاء المرضى من الصدفية بسفاجا، أنه عند غسيل الجلد المصاب بالمياه المرتفعة فى نسبة ملوحتها ثم تعرضها لأشعة الشمس فوق البنفسجية فإن هذين العاملين يلعبان دورًا هامًا فى اختفاء المرضى، فالاستحمام فى تلك المياه ينتج عنه تبادل للأيونات من خارج الجلد وداخله مما ينتج عنه اتزان فى انقسام خلايا الجلد كم أن التعرض لأشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين "د"، الذى يلعب دورًا هامًا فى ضبط الخلل الموجود فى الجهاز المناعى مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقسامها الطبيعة، وبالتالى اختفاء أعراض المرض.
جدير بالذكر أن مرض الصدفية هو مرض جلدى مزمن ناتج عن خلل فى الجهاز المناعى ويظهر على هيئة مساحات حمراء سميكة تكسوها قشور فضية اللون تشبه الصدف، هذه المساحات تظهر عادة فى بداية المرض فى مناطق الكوعين والركبتين وفروة الرأس وقد تنتشر لتشمل أجزاء عديدة من الجسم.
كما أن المرض قد يأخذ أشكالًا عديدة مثل الصدفية الجغرافية على هيئة مساحات متعددة الشكل بالجسم أو صدفية الثنايا أو صدفية الأعضاء التناسلية وهناك تلك التى تصيب الأظافر وأحيانًا تصيب المفاصل بنسبة لا تتعدى 10% من حالات الإصابة العامة، كما أن هناك الصدفية الاحمرارية والصدفية الصديدية وعمومًا فإن الصدفية مرض جلدى غير معدى على الإطلاق.
ويتبادر للذهن دائمًا سؤال، لماذا منطقة سفاجا بالذات دون غيرها تصلح لعلاج الصدفية، والإجابة العلمية على هذا السؤال تتمثل فى أن منطقة سفاجًا تقع على خليج مائى محاط بمجموعة من الجزر والشعب المرجانية، مما ينتج عنه انخفاض فى سرعة تيار المياه بالمنطقة مما يؤدى إلى زيادة نسبة الملوحة بالمياه، كما أن كميات الشعب المرجانية الهائلة بالمنطقة تمثل مصدرًا طبيعيًا لتلك الأملاح والمعادن، مما ينتج عنه فى النهاية نسبة ملوحة عالية تصل إلى أكثر من 55 جزء فى المليون، وهذه الملوحة تمثل العامل الأول فى العلاج.
أما العامل الثانى فيتمثل فى أشعة الشمس فوق البنفسجية التى تسقط بكميات هائلة على سطح الارض فى تلك المنطقة والذى يرجع لكون المنطقة محاطة تمامًا بمجموعة من الجبال الشاهقة الارتفاع والتى تكون حائط صد طبيعى ضد الرياح المحملة بالأتربة وذرات الرمال، مما ينتج عنه خلو المنطقة من تلك الشوائب العالقة بالجو، وكما هو معروف علميًا فإن وجود تلك الشوائب يعمل على امتصاص وانكسار الأشعة فوق البنفسجية وبالتالى فإن عدم وجودها ينتج عنه نقاء الجو تمامًا فتكون المحصلة كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية تسقط على المنطقة، يضاف إلى ذلك فان مياه سفاجا الهادئة والخالية من الأمواج تعمل كسطح عاكس مثل المرآة لأشعة الشمس وبالتالى نجد كميات مضاعفة من تلك الأشعة تصل إلى الشاطئ، كل تلك العوامل البيئية من ملوحة المياه وأشعة الشمس تكون العلاج الفعال لمرض الصدفية بالمنطقة.