دعا الرئيس التونسى، الباجى قائد السبسى، الدول الأوروبية إلى ضرورة إرساء علاقات استراتيجية قوية ومزدهرة بين بلاده والاتحاد الأوروبى بما يستجيب للرهانات والتحديات القائمة، مؤكدًا أن بقاء تونس قوية وديمقراطية ومزدهرة سيسهم فى استقرار جيرانها خاصة من دول الجنوب الأوروبى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
وقال الرئيس التونسى، فى كلمته اليوم أمام البرلمان الأوروبى ببروكسل، أن بلاده عرفت دائما كيف تحافظ على روابط متينة ووثيقة مع أوروبا وهى روابط يجب أن تشكل الأسس التى سترتكز عليها اليوم علاقات استراتيجية قوية بين تونس وأوروبا تكون فى مستوى الرهانات والتحديات الراهنة، منبها إلى أن التجربة الديمقراطية التونسية تبقى "هشة"، رغم الخطوات الهامة التى قطعتها معتبرا أن "الاستثناء التونسي" فى حاجة، أكثر من أى وقت مضى، إلى مساندة قوية من الشركاء الأوروبيين، لأن نجاح الديمقراطية التونسية لا يخدم فقط مصلحة تونس وإنما أوروبا أيضا.
وأكد أهمية تطوير العلاقات التونسية الأوروبية فى اتجاه مقاربة تتيح آفاقا جديدة لدعم جهود تونس فى مجال التنمية والإنتعاش الإقتصادى، موضحا أنه للتسريع فى نسق الإصلاحات، فإن تونس تعمل جاهدة على وضع الخطوط العريضة للإصلاحات الضرورية لإعداد منوال تنموى دائم وشامل وهو ما تم اتباعه بخصوص المخطط التنموى الخماسى 2016-2020 كما أن المصادقة مؤخرا على مشروع قانون الإستثمار الجديد يؤكد هذا النهج الرامى إلى منح الإقتصاد التونسى إطارا ملائما للإستثمار الوطنى والأجنبى.
وأعرب السبسى عن ارتياحه للنتائج التى أفرزها مؤتمر الإستثمار "تونس 2020" الذى اختتم أمس الأربعاء ومكن تونس من العودة إلى خارطة الإستثمار الدولية، مشيدا بدور الشركاء الأوروبيين الذين ساهمو فى إنجاح هذا الحدث الإقتصادى البارز.
وبين أن العقود المبرمة والتعهدات المعلنة تعكس الثقة المتجددة فى تونس وفى إمكانياتها الإقتصادية، مثمنا كل الإجراءات والقرارات الهامة التى اتخذها الإتحاد الأوروبى، لدعم تونس ومساندتها، منذ 2011 وكذلك تلك التى تم الإعلان عنها مؤخرا لمزيد دفع هذا الدعم، على غرار "مخطط مارشال" وتحويل الديون إلى مشاريع إستثمار، معتبرا أن الآليات التقليدية للتعاون تبقى غير كافية لمرافقة التحولات البارزة التى أحرزتها تونس.
وشدد على أنه من حق تونس التى تعيش اليوم تجربة غير مسبوقة فى المنطقة، أن تتطلع إلى معاملة مختلفة ومميزة من قبل شريكها الأول، وهو الإتحاد الأوروبى، موضحا أن الإستثناء التونسى يجب أن يلقى الدعم اللازم من قبل الدول التى شهدت هى بدورها خلال التحولات الديمقراطية التى مرت بها، مساندة غيرها من البلدان.
وأعرب عن فى أن تعرف هذه المبادرة صدى واسعا وإيجابيا لدى المؤسسات الأوروبية الأخرى والدول الأعضاء فى أوروبا من أجل إرساء دعم قوى يكون فى مستوى الرهانات والتحديات التى تواجها تونس اليوم. وهو دعم أضحى ضروريا لمرافقة تونس على درب تجاوز هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة من تاريخها.
وأضاف الرئيس التونسى فى كلمته أمام البرلمان الأوروبى اليوم أنه يجب أن يكون البحر المشترك بيننا، بحكم تاريخه وموقعه الجغرافى، عاملا محفزا على تلاقى الثقافات والحضارات ويعود كما كان همزة وصل وليس حاجزا يفصل بيننا.