نعرف الكثير عما قاله دونالد ترامب "المرشح"، لكننا لا نعرف كيف سيحكم "الرئيس ترامب"، فقد غير ترامب مواقفه من العديد من القضايا قبل وبعد وأثناء الحملة الانتخابية، مما يجعل من الصعب معرفة كيف سيحكم، كما أن دائرة مستشاريه أصغر وأقل تماسكا عما كان عليه الحال مع المرشحين الجمهوريين السابقين، وعارض العديد من المساعدين السياسيين من إدارات جمهورية سابقة ترشحه إلى جانب كل مرشح أو رئيس جمهورى سابق باستثناء بوب دول، وهو ما يجعل هناك صعوبة فى التنبؤ بمن سيختاره لتنفيذ خططه.
وبرغم ذلك، تقول شبكة "إن بى سى" نيوز إن هناك بعض اللمحات من الدائرة المقربة لترامب حول من سيشغل المناصب الهامة، فوفقا لمساعدين كبار فى الحملة، فإن فريقه الانتقالى يضع نصب أعينيه رودى جوليانى، الحاكم السابق لمدينة نيويورك لمنصب المدعى العام، ونيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأسبق لمنصب وزير الخارجية، ورئيس اللجنة الوطنية للجمهوريين رينس بريباس كرئيس موظفى البيت الأبيض.
ولو سار ترامب على تعهداته الانتخابية، فإن خبراء السياسة والسياسيين المخضرمين يرون احتمالا أن تكون السنوات الأربع المقبلة شديدة الانفجار.
وفى خطاب له هذا الشهر، قدم ترامب خطته للمائة يوم الأولى من الحكم شملت عددا من القضايا وبعض الفقرات الشخصية. قجدد تعهده ببناء جدار للتراجع عن تنفيذ أوامر أوباما السابقة حول الهجرة، وان ينسحب من النافتا.
وفى السياسة الخارجية تبنى ترامب مبدأ "أمريكا أولا" الذى يثير قلق قادة العالم لتشكيكه فى أهمية التحالفات مثل حلف الناتو ما لم تدفع الدول المزيد من أجل الحماية.
وسيتولى ترامب الحكم فى ظل سيطرة الجمهوريين على الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، الأمر الذى يحسن فرصه فى سن تشريعات مهمة، لكن من الناحية العملية ربما يكون هناك صعوبة فى إبقاء الحزب الجمهورى موحدا بعد السباق المثير للانقسام.
وفى نفس الوقت، فإن برنامج ترامب الانتخابى أقل اعتمادا على الكونجرس مما كان عليه برنامج كلينتون. . فالكثير من وعوده الكبرى حول التجارة والهجرة والأمن الوطنى والسياسة الخارجية يمكن أن يتم تنفيذها من خلال الإجراءات التنفيذية.
وقال ويليام جالستون، الخبير بمعهد بروكينجز قبل إعلان النتيجة، إن ترامب سيحاول أن يبدأ بإثارة ضجة بالتراجع عن كثير من قرارات أوباما بقدر ما يمكنه، ثم يصبح الأمر أكثر صعوبة.
ماذا سيفعل ترامب فى أول 100 يوم فى الحكم؟
ترجح شبكة إن بى سى الأمريكية أن تكون تحركات ترامب الأولى ذات طابع شخصى، فقد قال أثناء الحملة الانتخابية إنه سيعين مدعيا خاصا للتحقيق فى قضية البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون التى هدد بإرسالها إلى السجن، وحذر أيضا من أنه ربما يقاضى النساء اللاتى اتهمناه بالتحرش بهن وأيضا الوسائل الإعلامية التى نشرت مزاعمهن، لكن ترامب يميل دائما إلى إطلاق التهديدات بالملاحقات القانونية دون تنفيذها.
وفيما يلى أهم النقاط التى ستكون محل تركيز ترامب فى الأشهر الأولى من حكمه.
- ماذا سيفعل بإمبراطوريته التجارية التى يقول الخبراء إنها يمكن أن تمثل تعارض مصالح غير مسبوق.
- فيما يتعلق بالسياسة، فإن أول ما سيفعله ترامب هو التراجع عن عدد من قرارت أوباما التنفيذية، وسيبدأ بالهجرة لإنهاء برنامج يمنح المهاجرين الشباب تصاريح مؤقتة بالعمل، ويمكن أن يعلق ترامب هجرة اللاجئين السوريين، ويفرض سياسة تنقيح المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط.
- ستكون التجارة فى مقدمة أولويات ترامب، إذ سيعيد التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية التى يمكن أن تثير حربا دولية وذعرا ماليا.
- فى السياسة الخارجية من المؤكد أن ترامب سيواجه أزمة عالمية حتى قبل توليه المنصب لأن حلفاء أمريكا قلقون من نهجه "أمريكا أولا"، وعلى وجه التحديد سببت تهديدات ترامب بالتخلى عن الناتو والحلفاء العسكريين كاليابان وكوريا الجنوبية عاصفة، كما يتعين عليه أن يحدد نهجا مع الحلفاء فى العالم الإسلامى مثل السعودية التى انتقدها مرارا بعد وعوده بحظر دخول كل المسلمين لأمريكا.
- هناك قضية هامة أخرى وهى موقف ترامب الرافضة بالاعتراف بخطورة التغيير المناخى وتعهده بالانسحاب من اتفاقية باريس التى بدأ تنفيذها فعليا الأسبوع الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة