26 عامًا كان عمرها عندما خطت أولى خطواتها لأرض الأحلام، لم تكن الفتاة العشرينية المحملة بالكثير من الطموح للشهرة والنجاح كعارضة أزياء واعدة، ولم تعلم فى ذلك الوقت أن الفيزا السياحية المؤقتة التى دفعت بها لأمريكا ستكون تأشيرتها لدخول البيت الأبيض رأسًا، بعد أن كان حلم الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة إليها لا يتعدى الوصول لكبرى منصات الأزياء، لتتحول بعد 20 عامًا من عارضة أزياء تسللت لأمريكا بفيزا سياحية إلى سيدتها الأولى.
"ميلانيا ترامب" التى جلست رسميًا على مقعد السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة ساعات، هى الفتاة التى لم تكف عن إثارة الجدل منذ دخولها أمريكا عام 1996، وهى أيضًا من تحمل قصة حياتها الكثير من المفاجآت التى ستجتهد لتفسيرها طوال الأشهر المقبلة، المفاجأة الأولى تلاحقها منذ أن أعلن زوجها الانضمام للسباق الرئاسى هى الطريقة التى دخلت بها أمريكا فى المقام الأول، فالسيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية لا تحمل الجنسية الأمريكية من الأساس.
كيف دخلت "ميلانيا" أمريكا، وهل حقًا تعتبر "مهاجرة غير شرعية"؟
الكثير من الجدل، هو ما أثارته هجرة "ميلانيا" التى تساءلت الصحف العالمية حول كونها شرعية أو غير شرعية، وكالة الانباء الفرنسية أعدت تقريرا مفصلا عن هجرة "ميلانيا ترامب" لأمريكا منذ عام 1996، وعلى الرغم من ذلك ما زالت الطريقة التى دخلت بها للولايات المتحدة الأمريكية غير واضحة بنسبة 100%.
.jpg "ميلانيا ترامب (11)")
ميلانيا ترامب
تعود القصة لفتاة بدأت عملها بعالم عروض الأزياء من عمر 16 عامًا بوطنها "سلوفينيا"، من خلال جلسة تصوير وضعتها على منصات الأزياء التى تنقلت بينها حتى وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فقيرة، مبتدئة، تبحث عن عمل أو فرصة للظهور وسط أضواء أرض الأحلام.
ميلانيا عام 1987
التقرير الذى نشرته الـAp، أوضح أن "ميلانيا" دخلت أمريكا بفيزا سياحية، وهى الفيزا التى تسمح لأى سائح بالبقاء بأمريكا لمدة ستة أشهر، ولكنها لا تسمح بأن يبحث صاحب الفيزا عن عمل، أو بأن يعمل بالفعل ويتقاضى راتبًا مقابل عمله، وهو تحديدًا ما نجحت فى فعله "ميلانيا"، ففى خلال المدة التى تسمح لها بالبقاء بأمريكا، بحثت عن عمل، ونجحت بالفعل فى الحصول على أكثر من فرصة عمل كعارضة أزياء، وأثبت تقرير وكالة الأنباء الفرنسية أنها تلقت رواتب حوالى 10 مهمات عمل كعارضة أزياء بأمريكا فى الفترة من 10 سبتمبر إلى 15 أكتوبر 1996، على الرغم من أنها لم تحصل على الـ H-1B، أو الفيزا التى تؤهلها للعمل سوى فى 18 أكتوبر من العام نفسه، وهى بذلك تكون قد اخترقت قانون الهجرة الأمريكى الصارم، لأنها عملت بالدولة قبل حصولها على تصريح رسمى بذلك.
ميلانيا
بقت الأسئلة المطروحة حول هجرة ميلانيا غير واضحة بالكامل حتى الآن، وربما لا يعلم أحد كيف حصلت على الـGreen card، أو تأشيرة الإقامة المؤقتة بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، ثم تحولت إلى مواطنة أمريكية عام 2006 بعد زواجها من "دونالد ترامب".
حياة "ميلانيا" فى عالم عروض الأزياء قبل دخولها البيت الأبيض
بعيدًا عن الجدل المثار حول دخولها أمريكا، فإن تاريخ عمل "ميلانيا ترامب" بعالم الأزياء والموضة أكثر وضوحًا من تأشيرة دخولها، فهى الفتاة التى بدأت هذا المجال بسن 16 عامًا بسلوفينيا، واستمرت فى التطلع للانتقال لأرض الأحلام حتى سن الـ26 عامًا.
بدأت حياتها كعارضة أزياء بجلسة تصوير ناجحة فى عمر الـ16 عامًا، عندما وضعها المصور "ستين جيركو" تحت الأضواء بمجموعة من الصور المثيرة التى حصلت بسببها على عمل مع وكالة أزياء إيطالية، ثم انتقلت للعروض فى باريس بعدها.
.jpg "ميلانيا ترامب (6)")
ميلانيا ترامب
انتقلت لأمريكا بعد تجولها فى أوروبا كعارضة أزياء، وبعد اتقانها لأكثر من لغة على رأسها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وبدأت فى الظهور كعارضة أزياء عالمية بعد أن وضعت صورتها عارية على غلاف أكثر من مجلة للموضة، بدأتها بمجلة GO البريطانية.
كيف التقت "ميلانيا" بـ"ترامب" لتتحول من عارضة لسيدة أمريكا الأولى؟
ميلانيا بصحبة ترامب
بعد انتقالها لنيويورك عام 1996، التقت "ميلانيا" بترامب فى حفل مصاحب لأسبوع الموضة بنيويورك، فى هذا الوقت كان ترامب ما زال متزوجًا بـ"مارلا ميبلس" ولكنهما كانا على وشك الطلاق، وحضر ترامب للحفل بصحبة سيدة أخرى هى "سيلينا ميدلفارت"، وهو ما دفع ميلانيا لرفض عرض ترامب بتبادل أرقام الهاتف فى هذا الحفل.
فترة قصيرة فصلت بين اللقاء الأول، والارتباط الرسمى بين ميلانيا وترامب، فبعد عدة أشهر بدأت المواعدة بينهما، ثم حصدت العلاقة الاهتمام من العامة بعد ظهورهما معًا فى برنامج The howard stern show عام 1999، ثم ظهرت "ميلانيا" بصحبة ترامب بشكل رسمى أثناء ترشحه لرئاسة الحزب السياسى "Reform Party"، وعاد الجدل يدور حول علاقتهما مرة أخرى عام 2004 عندما ظهرت بجانبه أثناء إعلانه عن إطلاق الـ Reality television show.
فى منتصف عام 2004، أعلن ترامب وميلانيا خطبتهما بشكل رسمى، ثم تزوجا عام 2005، وارتدت ميلانيا فستانا زفافا تكلف حوالى 200 ألف دولار من تصميم "جون جيليانو" مصمم الأزياء الشهر والمسئول آنذاك عن تصميمات دار أزياء "كريستيان ديور"، وذلك فى حفل زفاف مهيب حضره كبار الشخصيات العامة والسياسيين بالولايات المتحدة الأمريكية وكان رئيس أمريكا الأسبق "بيل كلينتون" وزوجته التى خسرت معركتها الرئاسية للتو "هيلارى كلينتوم" على رأس الحضور.
ماذا تفعل "ميلانيا" الآن فى عالم الأزياء؟
على هامش كونها اليوم السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، فهى تدير أيضًا خط إنتاج خاص بها للمجوهرات، وتبيع منتجاتها لدار أزياء "شانيل"، وقالت لـ"واشنطن بوست" إن بجانب عملها ورعايتها لولدها، فأنها تعتبر زوجها "ترامب" هو عملها الثالث.
ميلانيا
وردًا على مجموعة من الشائعات حول خضوعها لأكثر من عملية تجميل ردت قائلة: أنا ضد عمليات التجميل والبوتكس والحقن فى الوجه، فأنا أعتقد أنها تضر الوجه وتسبب الكثير من الدمار للبشرة، أنا اعتنى ببشرتى وبجسمى باهتمام وأعيش حياة صحية جدًا، وأنوى أن أتقدم فى العمر بطريقة طبيعية سالمة مثلما فعلت أمى".
أما الآن بعد أن أصبحت "ميلانيا" السيدة الأولى للولايات المتحدة الامريكية، تغير شكلها تمامًا، واعتمدت فى اختيارها للأزياء الحشمة والرقى الواضح طوال الفترة الماضية، كما أنها صرحت بأنها تحلم أن تسير على خطى "بيتى فورد" زوجة رئيس أمريكا الأسبق "جيرالد فورد"، و"جاكى كيندى" السيدة الأولى الأكثر أناقة فى تاريخ أمريكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة