استضاف ملتقى الأدب فى معرض الشارقة الدولى للكتاب ثلاثة من التجارب الروائية العربية الحاصلة على الجوائز الأدبية، فى ندوة حوارية، تناولت قدرة الجوائز على تحقيق الحضور والشهرة للكاتب العربى، وما يمكن أن تحدثه من تغيير على أساليب العمل الإبداعى، شارك فيها كل من الروائى الفلسطينى الحاصل على البوكر العربية لعام 2016 ربيع المدهون، والروائيين المرشحين فى القائمة القصير للبوكر، اللبنانى جورج يرق، والمصرى محمد ربيع، وأدارها المترجم والكاتب زكريا أحمد.
وتوقفت الندوة التى حملت عنوان "الجوائز الأدبية هل تصنع نجوماً" عند النقد الذى لاقوه الكتاب بعد حصولهم على الجوائز، وما يقابله من احتفاء إعلامي، وترجمة، واستضافات فى المحافل الثقافية العربية، حيث قال المدهون: "إن النقد فى المشهد الإبداعى العربى يشبه الواقع السياسى بكل انقساماته، وتياراته، ومحمولاته الأيدلوجية، على عكس ما يحدث فى العالم الغربي، إذ ينحرف النقد عن وجهته الصحيحة، ويتحول من نقد للعمل الإبداعي، إلى سخرية تخص شخص الكاتب".
وأوضح المدهون أن الكتاب العرب يتمنون الجوائز الأدبية، إلا أنهم حين يفشلون، يتحولون إلى أشد الناقدين لها وللحاصلين عليها، مشيراً إلى حجم النقد والخلاف الذى أحدثته روايته "مصائر"، حيث لاقت الكثير من الجدل حول أهدافها، ورؤيتها، وشخصيات حكايتها".
واعتبر الكاتب محمد ربيع أن الحصول على الجوائز الأدبية، يشكل إضافة لسيرة الكاتب، ويحقق له حضوراً يظهر فى مستويات الإقبال على شراء الروايات والأعمال الإبداعية، مؤكداً أن الجائزة التى يحصل عليها الكاتب، لا تعد له شخصياً بقدر ما تعد للعمل الإبداعى الفائز، خاصة أن فوزها محكوم بذائقة لجنة التحكيم، التى ربما يشكل تغيرها استثناء الكاتب من الجائزة تماماً.
ولفت إلى أنه على الكتاب أن يكونوا مستعدين للنقد بقدر استعدادهم للثناء الذى سينالهم بعد الحصول على الجائزة، مشيراً إلى تجربة عدد من الروائيين اللذين عانوا كثيراً بعد فوزهم، خاصة فى "البوكر العربية"، مشدداً على أن ذلك لا يضيف أو ينقص من الكاتب بقدر ما يدفعه للمضى فى مشروعه الإبداعى.
وتحدث جورج يرق عن حجم الاحتفاء الذى لاقاه بعد ترشح روايته ضمن القائم القصير لجائزة الرواية العربية، بقوله: "أعترف أننى لم أكن معتاداً على النجومية، بوصفى كاتباً منعزلاً، إلا أننى شعرت بأهمية الجائزة وأثرها من خلال حجم الدعوات التى بت اتلقاها، وحجم المقابلات الصحفية، والمقالات التى تكتب عن أعمالي، إضافة إلى القيمة المالية التى تهم الكاتب كثيراً فى الوقت الذى لا يملك الكثير من الكتاب سوى أعمالهم للعيش".
وكشف أن المشهد اللبنانى الثقافى واجه فوزه بحالة كبيرة من النكران والرفض، ولم يعترف أحد بفوزه من المثقفين الذين ينتمى إليهم فى بيروت، مشيراً إلى أن مجمل ما كتب بصورة حسنة عن أعماله، كان من أسماء، ونقاد لا يعرفونه على المستوى الشخصى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة