عبد الفتاح عبد المنعم

السيسى ومحاربة «الفساد» ومحاكمة «المفسدين»

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن سهلاً أن تحكم بلدا عشش فيه الفساد لأكثر من 30 عاما، بلدا خرج من أزمه إلى نكسة، بلدا لم يعد مواطنه ينتج وجلس منتظرا المن والسلوى الذى روج له « غربان يناير» منذ الإطاحه بمبارك، ومن لا يصدقنى فليرجع إلى حجم التصريحات الوردية التى أطلقها كل من هب ودب عن حجم الأموال المتوقع أن تعود من الخارج التى ستصل إلى المليارات من الدولارات والتى قد تغنينا مئات السنين، وانتظر هذا الشعب الغلبان أن يدخل جيبه دولار واحد من المليارات الكاذبة التى روج لها «غربان يناير»، وهو ما لم يحدث والسبب أننا «اتخدعنا» و«اتضحك علينا»، ثم كان ما كان، وتم تخريب ما تبقى من عقول المصريين بعد حكم مرسى الذى تسبب فى تدخل الجيش مع الشعب فى أعقاب مظاهرات الغضب ضد حكم الإخوان، ثم جاء الشعب بالرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى الذى يحاول الآن محاربة فساد أكثر من نصف قرن ومحاكمة الفاسدين القدامى والجدد، وهى الحرب التى أعدها أهم حروب المصريين بعد حرب 6 أكتوبر، وهو ما يجعلنى أشفق على السيسى، وكنت قد كتبت مسبقا أن حكم مصر ليس سهلا، وأن المزاج المصرى يتقلب صباحا ومساء، وأنه سيجد مقاومة من أراذل الناس، وهو ماحدث ويحدث وسيحدث الآن.
 
ومن المؤكد أن ضمن أراذل الناس شلة الفساد والإفساد، وهى الشلة التى أضيفت للأراذل ولأعضاء جماعة الإخوان ومراهقى يناير ليتكون رباعى إفساد مصر وتدميرها نهائيا حتى ولو لم يكن السيسى موجودا كرئيس، فهناك من يمثل خطورة للأمن القومى دون أن يدرى، وهى أم الكوارث، لأن هدم الأوطان بجهل أخطر من هدمه بعلم.. وأكثر من مرة كتبت فى هذا المكان، محذرا من توغل حجم الفساد، وقلت إن سقوط بعض موظفى المحليات فى قبضة الأجهزة الأمنية مؤخرًا، بتهم الفساد، التى تنوعت ما بين «رشاوى» مالية وتزوير أوراق رسمية لا يعنى أننا نحارب الفساد، ولا تأخذنا عناوين الصحف التى حاولت تصوير الأمر على أنه حرب على الفساد، بمجرد سقوط اثنين أو ثلاثة من موظفى المحليات، بتهم الرشوة، لأن «ما خفى كان أعظم»، وإذا كان سوء الحظ قد أوقع هؤلاء الفاسدين فى قبضة الأجهزة الرقابية، فإن هناك الآلاف داخل جهاز الدولة، خاصة المحليات تعد ما تحصلت عليه من «رشاوى» يومية جزءا من العمل الوظيفى، ولو قمنا بعمل دراسة سرية عن حجم الفساد داخل المحليات أو إدارات الخدمات فى جهاز الشرطة مثل المرور أو مناطق استخراج البطاقات أو.. أو.. فإننا سنكتشف أن الكثير من الموظفين يخالفون ويحصلون على «رشاوى»، ويعدونها حقًّا مكتسبًا، وربما لم يعد أى منهم يستغفر الله، أى أن ضميره مات، خاصة بعد 25 يناير 2011.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة