سعيد الشحات

محلب وإسماعيل وما بعدهما

الإثنين، 07 نوفمبر 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المهندس إبراهيم محلب كثير الحركة فى الشارع وقت أن كان رئيسا للحكومة، فى حين أن المهندس شريف إسماعيل أقرب إلى أداء الموظف الذى يذهب إلى ديوان عمله كل صبح، ولا يغادره إلا لاستدعاء ضرورى.
 
 
فى حالة «محلب» بدا الأمر وكأن رئيس الحكومة بفائض حركته يقدم وزراء للشعب عناوينهم فى الشارع وليس فى الدواوين، ومن هنا كان السباق بين الوزراء على من يقضى وقته أكثر فى زيارات لأماكن العمل فى كل المحافظات، بعضها كان يتم بشكل مفاجئ وأخرى كانت معروفة مسبقا، وشاع لفترة شعار «حكومة السابعة صباحا» كدليل على أن الحكومة تبدأ عملها من الساعة السابعة صباحا، مما يؤكد جديتها.
 
يوما بعد يوم بدأ الملل، حيث أصبحت كثرة الحركة محل هجوم من البعض، وقيل: «هل من المفروض أن يؤدى رئيس الوزراء عمل وزرائه؟. وهل من المفروض أن يؤدى الوزير عمل موظفيه؟. ولماذا لا يجلس رئيس الوزراء فى مكتبه ليضع سياسات ويتابع تنفيذها ؟.وتدافع حديث النقد كل يوم حتى أصبح المطلب هو تغيير الحكومة».
 
فى حالة «إسماعيل» خفت الحركة، لم نعد نرى «وزراء الشارع» كثيرا، وقيل فى التبرير: ليس المطلوب «كثرة الحركة» وإنما المطلوب هو «عمق الرؤية»، فالحركة بلا رؤية هى جهد بلا هدف، ويوما بعد يوم، بدأ الملل، وأصبحت قلة الحركة محل نقد: «هل يتم اختيار الوزراء ليجلسوا فى مكاتبهم المكيفة؟. أين هم من مواقع العمل؟.أين رئيس الوزراء؟. أين زياراته المفاجئة؟».
 
النقد والهجوم فى الحالتين لم يكن المقصود منه «فائض حركة محلب» ولا «رؤية حكومة إسماعيل» وإنما تزايد أزمة المواطن كل يوم واختناقه بارتفاع الأسعار، ولأننا نسمع الآن عن احتمالات تغيير الحكومة: يتجدد السؤال: أى حكومة نريدها؟. هل حكومة تتميز بـ«فائض الحركة» كحالة محلب؟.أم حكومة تتمتع بفيض الحديث عن «الرؤية» كالحكومة الحالية؟، وهاهى الرؤية أمامنا يلمسها كل مواطن دون شرح وتحليل وإثبات.
 
الإجابة البديهية، أننا نحتاج إلى حكومة تجمع بين الميزتين، لكن إن لم تكن الرؤية والحركة تتم لصالح المواطن البسيط فلا فائدة، وإن لم يشعر المواطن بتحسن أحواله يوما بعد يوم فلا فائدة، تلك أساسيات لابد أن نضعها نصب أعيننا ونحن نتحدث عن تغيير الحكومات.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة