يبدو أن صراع قوى نشب داخل بريطانيا حول الموقف من التنظيمات الإسلامية فى بريطانيا وعلى رأسها جماعة الإخوان، خاصة بعدما انتقدت لجنة الخارجية بالبرلمان البريطانى وزارة الخارجية بسبب تقريرها الذى وصفته بـ"خاطئ" بخصوص جماعة الإخوان.
التقرير الذى أكد وجود ارتباط بين الإخوان والفكر الإرهابى ولكنه تجاهل اعتبار الإخوان بالجماعة الإرهابية، أثار خلاف بين الحكومة البريطانية وبين البرلمان البريطانى، رغم أن التقرير مر على إصداره ما يقرب من عامين.
الجدير بالذكر أن لجنة العلاقات الخارجية بالعموم البريطانى، استقبلت فى وقت سابق إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، وعدد من قيادات الجماعة بلندن للاستماع إلى موقف الجماعة من الأحداث الجارية والتعرف على منهج التنظيم.
خبراء وإسلاميون أكدوا وجود صراع داخل المجتمع البريطانى حول الموقف من الإخوان، مشيرين إلى أن التنظيم شكل ما يمكن أن يسمى "لوبى" للضغط على مراكز القوى البريطانية لعدم اعتبار التنظيم جماعة إرهابية.
وقال النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن هناك صراع بين البرلمان البريطانى والحكومة البريطانية حول الموقف من الإخوان موضحا أن الجماعة استطاعت عمل جماعة ضغط "لوبى" داخل بريطانيا للضغط على صانعى القرار لعدم الإضرار بمصالحها فى بريطانيا.
وأضاف وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن بريطانيا سيشتعل فيها الصراع خلال الفترة المقبلة حول الموقف من الإسلام السياسى، خاصة أن مجلس العموم البريطانى نفسه منقسم، وهناك فئات داخله تدافع عن الإخوان بينما فئات وقوى أخرى ترفض وجودهم داخل المجتمع البريطانى.
وأشار وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إلى أن هذا الصراع سيزداد وستكثر الاتهامات المتبادلة حتى يكتشف المجتمع البريطانى الصورة الحقيقية للإخوان.
وفى ذات السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الإخوان استطاعت خلال الفترة الماضية استقطاب عدد من نواب العموم البريطانى كى يدافعوا عنها ضد تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.
وأضاف الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن إثارة هذه القضية الآن يؤكد أن هناك نواب داخل مجلس العموم البريطانى يخشون من مراجعة الحكومة البريطانية موقفها من الإخوان.
وأشار الباحث الإسلامى، إلى أن مراجعات ستحدث داخل الحكومة البريطانية خلال الفترة المقبلة، بشأن الموقف من جماعة الإخوان، وسيكون هناك قرارات ضدها.
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هناك انقسام واضح داخل بريطانيا حول الموقف من جماعة الإخوان، وهو ما يشير إلى وجود ضبابية لدى لندن من قوى الإسلام السياسى رغم تحذيرات سابقة من دول عديدة من تواجد الإخوان داخل بريطانيا.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الإخوان تكشف تواصلها مع البرلمان البريطانى لمنع اتخاذ أى قرار من جانب الحكومة البريطانية ضد الإخوان، والدفاع عن التنظيم بشكل مستمر.
وكانت صحيفة التليجراف قالت إن لجنة الخارجية بالبرلمان البريطانى انتقدت وزارة الخارجية بسبب تقريرها الذى وصفته بـ"خاطئ" بخصوص جماعة الإخوان الإرهابية، وقالت اللجنة إن تعيين السير جون جينكينز، سفير بريطانيا لدى السعودية سابقا، مديرا للتحقيق أعطى انطباعا أن دولة أجنبية أثرت على اتجاه التقرير، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية أعاقت استفسارات اللجنة البرلمانية لحجبها نسخة التقرير عن البرلمان ورفضها السماح لجينكينز بالتحدث عن الأدلة داخل البرلمان.