ذات يوم6 نوفمبر 1956.. «أنصاف دعدع» تدفع بولديها للمقاومة الشعبية ويستشهدان

الأحد، 06 نوفمبر 2016 11:20 ص
ذات يوم6 نوفمبر 1956.. «أنصاف دعدع» تدفع بولديها للمقاومة الشعبية ويستشهدان بورسعيد 1956
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصلت طائرات العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» غاراتها على مدينة بورسعيد فى مثل هذا اليوم «6 نوفمبر 1956»، استمرارا للعدوان الغاشم الذى بدأ يوم «29 أكتوبر» لإجبار مصر على العودة عن قرار تأميم قناة السويس الذى أعلنه جمال عبدالناصر يوم 26 يوليو 1956، وحسب كتاب «نضال شعب مصر 1798 - 1956» تأليف «محمد عبدالرحمن حسين» «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة»: «قضت بورسعيد ليلة 6 نوفمبر وهى جريحة حزينة بعد أن استشهد العدد الكثير من أبنائها المجاهدين وتهدمت المئات من المبانى الجميلة، ولكن رجال المقاومة الشعبية ظلوا ساهرين لا يغمض لهم جفن، وانضم إليهم رجال الجيش بالمدينة وبعض رجال البوليس بعد أن خلعوا زيهم الرسمى وانخرطوا ضمن الفرق الخمس التى تكونت لمقاومة العدوان، وتحصنوا فى أماكن متفرقة من المدينة وانتظروا الخطوة التالية لجنود بريطانيا وفرنسا».
 
تعددت بطولات المقاومة الشعبية ضد العدوان فى هذا اليوم «6 نوفمبر»، ويذكر عبدالفتاح أبوالفضل فى كتابه «كنت نائبا لرئيس المخابرات» «دار الشروق- القاهرة»: «انتشر جنود العدو فى أنحاء مدينة بورسعيد وكانت تقابلهم الجموع الشعبية المسلحة إلى أن وصلوا داخل الشوارع، فكانت المعارك العنيفة مع الشعب الرابض فى كمائن فوق الأسطح وفوق أشجار الحدائق وخلف البواكى ومن داخل المنازل، وكانت معركة رهيبة ولكن غير متكافئة، حيث تمكن العدو من هدم كثير من المنازل بواسطة مدافع الدبابات وكانت هناك بطولات كثيرة».
 
كان «أبوالفضل» قائدا للمقاومة السرية فى بورسعيد التى تشكلت بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر، ومن خلال موقعه يروى بطولات المقاومة عن قرب كبطولات يوم 6 نوفمبر، ومنها «عملية الأشجار» التى انتشر فيها بعض أفراد من الفدائيين فوق أشجار حديقة البلدية «حديقة الباشا» وانتظروا مرور إحدى دبابات العدو وخلفها عدد من الجنود المترجلين، وفجأة فتحوا عليهم النيران من فوق الأشجار فقضوا على جميع المترجلين من العدو وقبل أن توجه مدافع الدبابات إليهم النيران تمكنوا من النزول والهروب. ويضيف «أبوالفضل»: «عند تقاطع شارع محمد على بالقرب من شارع الحميدى أمام كنيسة الأقباط كانت هناك دبابة بريطانية مفتوحة البرج، ويقف به ضابط يراقب المنطقة وخلفه دبابة أخرى، وفجأة خرج الفدائى عبدالله إبراهيم وبيده قنبلة يدوية واندفع بسرعة فائقة بجانب الدبابة وقبل أن يأخذ الضابط حذره، ألقى الفدائى بالقنبلة داخل فتحة الدبابة وأصيب الضابط، وحدث انفجار داخل الدبابة أوقفها، وأطلقت الدبابة الثانية النيران على البطل واستشهد الفدائى عبدالله إبراهيم.
 
أما قصة السيدة «أنصاف دعدع» فهى تزين بطولات «6 نوفمبر» ونموذج لبطولات سيدات بورسعيد، وحسب كتاب «نضال شعب مصر»: «دفعت بولديها إلى المعركة، وكانت تحثهما على الجهاد والنضال حتى استشهدا، وتحملت فجيعتها بصبر الكرماء»، وقصة «الشهيدين النبيلة والحزينة» بدأت حينما اشتدت غارات طائرات الأعداء على المدينة، وبدأ الأسطول الإنجليزى والفرنسى فى قصفها بالقنابل، كان ابناها يسرى ووجدى بخيت المدرسان ببورسعيد ضمن من انخرطوا للدفاع عن المدينة، وخرج كل واحد منهما وتحت إبطه مدفعه الرشاش، وتركا أمهما الوحيدة بالمنزل، وأثناء تربصهما تحت البواكى شاهدا الطائرات تلقى البودرة الحارقة على المنطقة التى يقيمان بها، ورأيا النيران تلتهم المنازل الكائنة فى شوارع عيادى وعباس، وخشى يسرى على والدته أن يصيبها مكروه، فهب لإنقاذها.
 
اقتحم يسرى المنزل وحمل أمه فوق ذراعه اليسرى- وفقا لكتاب نضال شعب مصر- بينما كان سلاحه لا يزال فى يده اليمنى، وعند باب البيت كانت هناك رصاصة غادرة تنتظره وأردته قتيلا أمام والدته وتحت بصرها، فنظرت إليه زائغة العينين، وعقدت الدهشة لسانها وأذهلتها الفاجعة ولكنها تمالكت ثم ركعت تحاول وقف النزيف الذى كان يسيل بغزارة من جراحه، ولكن يد القدر كانت أسرع فلفظ أنفاسه بين أحضانها.
عندما شاهد شقيقه وجدى هذا المشهد أسرع نحو والدته لينقذها من الرصاص الغادر الذى كان يدوى فى كل ناحية وحاول جذبها بعدا عن منطقة الخطر، ولكن رصاص العدو أصابه هو الآخر فى رأسه فسقط بجوار شقيقه مضرجا بدمائه والأم الثكلى تنقل الطرف بين ولديها الراقدين تحت قدميها فى ذهول.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Rabeimohamad

بطولات مصرية

ليه القصص والبطولات ده ماتخرجش للنور فى صورة افلام سينمائية .ونحرر عقول الشباب من السبكى وامثاله.ونراعى عامل الجذب والتطور التكنولوجي في التصوير والاخراج.

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد يسري المنوفي

بطولات شعبية

أرجو أن تكون هذه القصص موثقة بالتفاصيل، و أن تنشر بأسلوب جذاب أو تنتج في أفلام تسجيلية أو روائية، بشرط أن يكون التركيز على بطولات المقاومة الشعبية الحقيقية، و أن يخلو العمل من التركيز على مستبد أو زعيم. لأن الغرض المطلوب هو توعية الشعب المصري بجميع توجهاته، و أن نخاطب الرأي العام العالمي لنبين له أن مصر قد دفعت ثمن تأميم شركة قناة السويس من دماء رجالها و نساءها و أطفالها، و تدمير أحياء كاملة في بورسعيد و خسارة معظم قواتنا الجوية و الكثير من القطع البحرية و الدبابات. و رغم ذلك دفعنا تعويضات سخية للمساهمين الأجانب في شركة قناة السويس. و بذلك تخرس ألسنة الذين يقولون إن مصر قد أكلت حقوق بريطانيا و فرنسا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة