بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية من حسم معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، بدأت قوات الجيش السورى التحريك على حدود مدينة "الرقة" فى محاولة لضرب آخر معاقل التنظيم وتصفيتها داخل التراب السورى، فى الوقت الذى تمكنت فيه طائرات التحالف من تصفية أحد عناصر التنظيم داخل سوريا.
وبعد أيام قليلة من إعلان وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر أن عملية عزل مدينة الرقة السورية معقل تنظيم داعش الإرهابى ستبدأ خلال أسابيع، دارت اشتباكات عنيفة فجر الأحد بين تنظيم وقوات الجيش السورى بمحيط بلدة الهيشة شمالى الرقة، فيما وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة لمقاتلى التنظيم إلى بلدة الهيشة بريف الرقة الشمالى.
وذكر موقع "نبض الشام" السورى بدء قوات الجش السورى بحشد قواتها على أطراف ريف الرقة الشمالى تحضيرا للبدء بعمل عسكرى للسيطرة على مدينة الرقة، تزامنا مع تحليق لطيران الاستطلاع وطيران التحالف الدولى المكثف فى سماء المدينة.
فى حين قامت عناصر من التنظيم بنشر عشرات الحواجز داخل مدينة الرقة، فيما شوهدت العشرات من سيارات الدفع الرباعى متجهة إلى شمال المدينة. كما انقطع التيار الكهربائى عن معظم الأجزاء الشمالية الشرقية لمدينة الرقة بعد اندلاع المعارك على أطراف بلدة الهيشة، والتى تعرضت لقصف مدفعى وصاروخى عنيف تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال الناشط الإعلامى عبد الكريم اليوسف من ريف الرقة لـ ARA News "تسمع الآن أصوات الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش غربى بلدة الهيشة الواقعة فى شمال مدينة الرقة، كما أن الطيران الحربى لم يفارق الأجواء منذ مساء السبت تزامنا مع تحليق لطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولى".
وأردف "إيقاع أكثر من خمسة وثلاثين قتيل وجريح فى صفوف عناصر قوات سوريا الديمقراطية إثر عملية انغماسية فى ريف الرقة، وحتى الآن لم نعلم ما إذ بدأت معركة تحرير الرقة ومازالت أصوات القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة والرشاشات الثقيلة تسمع بوضوح تزامنا مع تحليق لطيران الاستطلاع وطيران التحالف الدولى".
ومن جانبها، أكدت مصادر محلية استهداف طائرة بدون طيار، أمس السبت، مركبة تابعة لتنظيم داعش فى مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربى خلال غارة جوية، ما أسفر عن مقتل أحد قيادات تنظيم داعش الإرهابى بالمدينة.
وقال مصدر محلى، لموقع "نبض الشام" السورى تعرضت سيارة أحد أهم وأكبر أمنى بتنظيم داعش ويعرف باسم عبد الفتاح الحسن العثمان لغارة من طائرة بدون طيار فة مدينة الطبقة، أسفرت عن مقتله وتدمير السيارة بشكل كامل".
وأضاف المصدر أن العثمان كان يتزعم جهاز "الحسبة" فى ريف الرقة الغربى والشمالى والمسئول عن نقل السجناء من سوريا إلى العراق، وهو من المهاجرين الذين أتوا إلى سوريا بداية سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة وأغلب الأحيان يتكلم باللهجة الخليجية، ومعروف عنه الطريقة السيئة التى يتبعها فى معاملته مع عناصر التنظيم من السوريين، وهو من أهم القيادات في ريف الرقة".
من جانبه، أعلن مركز التنسيق الروسى للمصالحة فى سوريا، رصد 39 عملية قصف من قبل المسلحين فى سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضح المركز فى بيان نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية مساء أمس أن معظم عمليات القصف تم رصدها فى ريف دمشق (16) وريف حلب (16) حيث استخدمت المجموعات المسلحة راجمات صواريخ بدائية الصنع ومدافع هاون وأسلحة خفيفة.
فيما أكد رئيس الوزراء الروسى دميترى مدفيديف، أن هدف موسكو الأول، فيما يخص دورها فى حل الأزمة السورية يكمن فى منع عودة المسلحين المنحدرين من الاتحاد الروسى إلى البلاد.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن مدفيديف قوله "إن أولئك يعودون من هذه الرحلات بعد تعرضهم لعملية غسيل دماغ تماما وتحويلهم إلى قتلة وإرهابيين محترفين، وعليه لا نريدهم مطلقا أن يقوموا بعد مشاركتهم فى الحرب بسوريا بشىء مماثل فى روسيا".
وأشار رئيس الوزراء الروسي، إلى أن هناك آلاف الأشخاص المتحدرين من روسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق الأخرى يقاتلون فى صفوف تنظيم داعش ومجموعات متطرفة أخرى.
وأكد ميدفيديف، أن موقف بلاده من ما يحدث فى سوريا لا يرجع إلى التهديد المتزايد لزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط فحسب، وإنما يعود إلى ضرورة الدفاع عن مصالحنا القومية، مشيرا إلى أن القيادة السورية طلبت من موسكو المساعدة فى فرض الأمن والقانون.