نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم السبت، السيرة الذاتية للفنان "فلفل المصرى" أحد نجوم السينما المصرية فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى، موضحة أنه كان يهوديا محبا لإسرائيل ومن أكثر فنانيها تأيدا للحركة الصهيونية.
وقالت الصحيفة العبرية التى نشرت تقريرا مطولا عنه ملحقا به عدة مقاطع فيديو لأغانى فلفل باللغة العبرية، إن فلفل كان اسمه الحقيقى "إبراهيم المغربى" وأنه معروف للغاية لكبار السن فى إسرائيل الذين عاشوا فترة شبابهم على أغانيه، مشيرة إلى أنه كان له الفضل فى تأسيسى قسم الموسيقة الشرقية براديو إسرائيل فى أوخر الخمسينيات.
وأوضحت "معاريف" أن فلفل المصرى هاجر إلى إسرائيل مع زوجته مارى عام 1954، وعاشا عقب وصولهم منطقة "بيتح تيكفا" القريبة من تل أبيب مع أقارب زوجته، ثم انتقلا لسكن خاص بهم، مشيرة إلى أنه بدأ مشواره الفنى بتل أبيب عقب هجرته من القاهرة مغنيا بالمقاهى فى تل أبيب ويافا وبيتح هتكفا التى كان يعيش فيها الكثير من المهاجرين اليهود المصريين والمغاربة.
فلفل المصرى وألبوم بالعبرية فى الخمسينيات
وقالت الصحيفة العبرية، إن "فلفل المصرى" ولد فى العاصمة المصرية القاهرة، عام 1928، وكان والده يوسف شالوم المغربى، من عائلة موسيقية كبيرة وكان عازفا للبيانو، كما علم الملك فاروق العزف على تلك الآلة.
وأشارت "معاريف" إلى أن فلفل بدأ مشواره السينمائى فى مصر من سن مبكرة فى بداية سنوات الأربعينيات، لافتة إلى أنه دخل هذا المجال بمحض الصدفة، عندما رافق والده ذات فى إحدى الحفلات والتقى بمخرج مصرى كان يبحث عن صبى يقوم بدور فى أحد أفلامه وسمى فلفل فى أول أفلامه، وهو اللقب الذى أطلق عليه حتى مماته.
فلفل المصرى مع الفنان الكبير زكى رستم
وبعد نجاح فيلمه الأول بدور العرض السينمائية المصرية، انطلق فلفل فى مجال التمثيل خلال سنوات الأربعينيات والخمسينيات، حيث ظهر فى حوالى 14 فيلما، كما مثل بجانب الممثل العريق زكى رستم فى أحد الأفلام عام 1951.
وأوضحت "معاريف" أن فلفل توفى عام 1992 ، بعد أن لمع صيته فى إسرائيل كمطرب شرقى، حيث غنى العديد من الأغانى الشرقية باللغة العبرية، كان أشهرها على الإطلاق أغنية "كل ما نتمناه" حيث قد غناها فى الخمسينيات، وظهرت للنور فى عام 1959.
ولفتت معاريف، إلى أنه بالرغم من نجاحه البالغ فى مصر وأعماله الفنية، إلا أنه قرر ترك الشهرة، وهاجر هو وزوجته مارى عام 1954 إلى إسرائيل، وبدأ يغنى بالمقاهى ليلا فى حى هتكفا فى تل أبيب، حيث غنى العديد من الأغانى العربية، ثم مثل العديد من التمثيليات مع أصدقائه الذين هاجروا أيضا من مصر فيليكس مزراحى وألبرت شتريت.
بعض الأعمال الفنية لفلفل المصرى بالعبرية
وأضافت معاريف أن "فلفل" لا يمكن نسيان أفضاله وجهوده لتطوير الموسيقة الإسرائيلية وإدخال الألحان الشرقية إليها، حيث لعبت موسيقاه دورا كبيرا فى التأثيرات الموسيقية بإسرائيل لحوالى عقدين من الزمن، وقد ذاع صيته بالقرى الدرزية العربية وسمعت أغانيه فى كل مكان بإسرائيل، وقدم الأغانى يعلى الطراز الشرقى بصورة إسرائيلية، كما كان له فضل كبير فى تأسيس قسم الموسيقة الشرقية بالغذاعة الرسمية الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، وبعد سنوات من الهجرة الجماعية من يهود الدول العربية إلى إسرائيل، لعب المهاجرين الجدد، دورا كبيرا فى غثراء الثقافة الإسرائيلية، حيث قدموا أعمال عبية كان لها تأثيراتها الموسيقية التى تم استيعابها فى إسرائيل.
وانعكست ثقافة اليهود القادمون من الدول العربية فى الأزياء، واللهجات العامية، والتقاليد، وبالطبع الموسيقى.
أحد ألبومات فلفل المصرى فى الستينيات
وفى أواخر سنوات الخمسينيات دعى "فلفل" للغناء فى برنامج إذاعى بالعربية، فى برنامج إسرائيلى شهير بإذاعة صوت إسرائيل يدعى "شهرزاد"، وغنى بعض الأغنيات بالعربية، واعتمد لقب "فلفل" كاسم فنى له كما كان اسمه فى مصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن "فلفل" بدأ يغنى باللغة العربية، فى الإذاعة ولكنه أدرك أن معظم الجمهور الإسرائيلى لا يفهم اللغة العربية، فعندما تحسنت لغته العبرية، بدأ يغنى أغانيه بالعبرية ولكن بالألحان شرقية وهو ما لاقى استحسانا كبيرا من جانب الجمهور الإسرائيلى.
المطرب الاسرائيلى فلفل المصرى
وفى عام 1970 تقاعد "فلفل" عن الساحة الغنائية لفترة، وقال إنه تاب وذهب للعيش فى مستوطنة "حولون"، وأسس مطعم هناك ثم بنى كنيس "النعمة والحق"، والذى تعلم فيه ابنه التوراة حتى صار حاخاما.
وفى عام 1984، ظهر "فلفل" فى أحد البرامج التلفزيونية فى ظهور نادر له منذ اعتذاله وغنى أغنيته الشهيرة فى الخمسينيات، وخلال السنوات الأخيرة من حياته عانى من تليف الكبد، حتى وفاته فى عام 1992، ورفض ابنه أن تذاع أغانى والده أو يعاد تسجيلها مرة أخرى، حتى لا تتعذب روح والده إذا تم تشغيل تلك الأغانى فى يوم السبت.
احدى حفلات فلفل المصرى فى عام 1984
جانب من تقرير معاريف عن فلفل المصرى
