عادت أزمة منصب مرشد الإخوان، لتطفو على السطح داخل الجماعة، رغم مرور أكثر من أسبوع على إصدار حكم نهائى بالحبس المؤبد ضد محمد بديع مرشد الجماعة فى قضية أحداث قليوب، حيث طالبت قيادات شابة داخل الجماعة بعدم اعتماد التنظيم على شخص واحد، وإلغاء منصب المرشد العام.
وقال محمد الشنقيطى، القيادى الإخوانى، إن موضوع القيادة الذى ظل الهم الأهم لحركة الإخوان على مر العقود الماضية هو أعظم نقطة ضعف فى بناء الحركة وأدائها، إذ يتفق الخبراء المتتبعون لمسيرة الحركة على أنها تعانى من مشكلات جدية فى بنائها القيادى، وأن لهذه المشكلات أثرا جديا على واقعها الحاضر ومستقبلها الآتى.
وأضاف فى مقال له على أحد المواقع الإخوانية : "لماذا يغيب "الرشد" إذا غاب "المرشد"؟، فلقد نشأت أغلب الجماعات القطرية لحركة الإخوان متمحورة حول شخص واحد، ثم وجدت نفسها أمام أحد خيارين بعد رحيله: إما الجمود على أساليب القائد المؤسس ورؤاه رغم تبدل الظروف والأحوال، وإما التمزق والانقطاع فى المسيرة.
واستطرد :"أى تنظيم يقوده شخص واحد لابد من حدوث قطيعة فى مسيرته بعد غياب ذلك الشخص" أو جمود وتصلب، من خلال القبول الاضطرارى بالوجوه القديمة والأساليب العتيقة فى العمل، وظلت جماعة الإخوان بدون قيادة ما بين مقتل البنا فى 12/2/1949 حتى 19/10/1951 عندما تسلم حسن الهضيبى القيادة، أى أن الإخوان ظلوا بدون قيادة ولا توجيه لمدة تقارب الثلاث سنوات".
وتابع القيادى الإخوانى :"إذا كانت العلوم التنظيمية والإستراتيجية المعاصرة تجعل من أكد مهمات القائد "صناعة القادة" الذين يعينونه فى حضوره ويخلفونه فى غيابه حتى يظل الاطراد مضمونا فى مسيرة التنظيم، فإن قادة الإخوان فى الغالب لا يهتمون إلا "بصناعة الإتباع" الذين يحسنون التلقى والتنفيذ الفورى والإيمان بأوامر القائد وحكمته "دون تعطيل ولا تأويل".
وفى ذات السياق قال عبد الوهاب محمد، القيادى الإخوانى، إن قيادات التنظيم اخفقت خلال الفترة الماضية فى القيادة، حيث أورثت إخفاقات التجربة الأولى أيضا شيوخ التأسيس الثانى للإخوان قناعة ما بأن الشعوب لا تصلح للمراهنة عليها، ولم تفكر إن كانت الشعوب لا تصلح حقا للمراهنة عليها أم أن الجماعة هى التى لم تستطع قيادة الشعوب بحقها.
وطالب فى بيان له، بضرورة التخلى عن منصب القيادة الواحدة للجماعة التى تتحكم فى التنظيم، موضحا ان هذا الأمر سجل الجماعة تضيع فرص عدة فى مسيرتها، سيؤثر أيضا على تأخير قرارها، وسيؤثر على علاقتها بالجميع.
بدوره قال عمار فايد، القيادى الإخوانى إن دعوات التغيير فى اللائحة الداخلية للتنظيم، وتغيير القيادة دائما ما يتم تصويرها على انها محاولة لهدم الجماعة، لبقاء المناصب كما هى.
وأضاف القيادى الإخوانى أن الحفاظ على التنظيم والدفاع عنه رد فعل بديهى لأفراده، ضد أى تهديد، وهو ما يعوق دائما أى اتجاهات تغييرية جذرية، خاصة إذا استطاعت قيادة الجماعة تصوير دعاوى التغيير كتهديد يمس بقاء وتماسك التنظيم. ليس من المستغرب عند تعرض التنظيم لأزمة أن يسهل تجاهل أى صوت ينادى بالتغيير أو الإصلاح أو التقويم، وهى الحالة الممتدة منذ فترة تلتهم غالبية عمر الجماعة الحالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة