تضرب بعض مصانع محافظة بورسعيد، حالة من إهمال شروط السلامة المهنية، والتى بسببها تُزهق الأرواح ويُصاب العمال؛ بينما تتبع مصانع أخرى الشروط حفاظاً على عمالها، وبين هذا وذاك نقف أمام إحدى الحالات التى تتضارب فيها الآراء حول خطأ العامل أو خطأ الشركة فى توفير شروط السلامة المهنية؛ هذا بالإضافة إلى جانب آخر اشتكى منه عمال الشركة؛ بعدم وجود مصل تسمم المواد الكيماوية بمستشفيات بورسعيد؛ على الرغم من وجود العديد من مصانع الكيماويات وأكبرها بمصر.
كان قد شيع المئات من أهالى محافظة بورسعيد وعمال شركة رويال للكيماويات، أول أمس الاثنين، جثمان أحد عمالها ويُدعى "محمد نبيل" إلى مثواه الأخير بالبوابة رقم "5" فى المقابر القديمة بشارع 23 يوليو، وسط حالة من الحزن والغضب للجميع؛ حيث أصيب والده بانهيار وأمه بذهولٍ من فقدان نجلها، وعليل وبكاء من زوجته التى لم تقدر على حمل طفلها "ياسين" صاحب السنه ونصف.
ومن جانبه قال أحمد نبيل، شقيق المتوفى، أن محمد متزوج وله طفل يُدعى "ياسين" عمره عام ونصف، وأكمل عقده الثالث هذا العام؛ مضيفاً أن شقيقه يعمل فى الفترة الصباحية من 7.30 إلى 3 فى مصنع "سبأ" بالمنطقة الحرة للاستثمار، ومساءاً من الساعة 4 إلى الساعة 12 بشركة "رويال" للكيماويات؛ وذلك حتى يستطيع أن يجابه مصاعب الحياة، ومنها معيشته فى "مفروش" بـ 750 جنيه شهرياً.
وأوضح "نبيل" أنه قد تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد زملاء شقيقه بإصابة "محمد" بحالة اختناق أثناء عمله بتنظيف أحد تانكات الشركة، وتم تحويله على مستشفى بورسعيد العام، هو واثنين من زملائه، وعلى الفور انتقل إلى المستشفى فوجد أخيه جثة هامدة.
وأعلن مصدر بمديرية الشئون الصحية ببورسعيد، أنه قد وصل إلى مستشفى بورسعيد العام عمرو السعيد عبد العال - 30 سنه، محمد محمد مجاهد - 35 سنة وهما عاملين بالمصنع سالف الذكر، مصابين بحالة اختناق وتم تقديم الإسعافات الأولية لهما، كما استقبل المستشفى محمد نبيل إبراهيم - 30 سنة، جثة هامدة.
ومن جانبه قال المهندس أحمد عاطف علم الدين، نجل صاحب المصنع وعضو مجلس الإدارة الخاص لمصانع الأحماض الدهنية والصابون، إنه يتم إجراء عقد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة حول هذه الأزمة لبحث آلية الوقوف بجوار أهل المتوفى واستكمال علاج المصابين. وأضاف "علم الدين"، أنه تم توفير العلاج اللازم واستدعاء طبيب متخصص لمركز السموم بالقاهرة لمعالجة حالتهما، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للعلاج.
ولفت إلى أن التحقيقات الخاصة بالواقعة فى النيابة العامة، وفى حالة وجود خطأ من العامل أو عدمه؛ سيتم الوقوف بجوار ذويه؛ وذلك حدث فى حالة مماثلة توفيت خارج موقع العمل، وتم تخصيص راتب شهرى كمعاش له يتقاضاه ذويه.
التانك الذي شهد مصرع العامل واصابة اثنين اخرين
الفتحة التي دخل منها للتنظيف
المتوفى يحمل كأسا ..احد ذكرياته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة