ظهرت خلال الفترة الماضية انتقادات واسعة من قبل بعض قيادات التنظيم الدولى للإخوان، لقيادات الجماعة فى مصر، خاصة فى ظل الإخفاقات الكبيرة للجماعة خلال الفترة الماضية، إلا أن ظهور هذا الانتقاد فى هذا التوقيت طرح علامات استفهام واسعة حول أسباب هذا الانتقاد وكان آخره من كل من أحمد الريسونى، نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين الذى يتزعمه القرضاوى، ومن قبله همام سعيد القيادى البارز لإخوان الأردن.
وأكد خبراء وجود عدة أسباب وراء هذا الهجوم فى هذا التوقيت على سياسات الجماعة، أبرزها الاتجاه العنيف للجماعة خلال الفترة الأخيرة الذى ورط التنظيم الدولى أمام الغرب، بالإضافة إلى مرور ما يقرب من 3 أعوام ونصف دون أن تحقق الجماعة أى شىء على أرض الواقع.
وقال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن بعض رموز قيادات ما يسمى التنظيم الدولى للجماعة كانوا لا يريدون تورط الإخوان المصريين فى حكم مصر بصورة مباشرة وقد عزموا أمرهم ونسقوا مواقفهم مع العواصم الغربية التى تدعمهم على الدفع بعبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة مصر بعد الابتعاد الصورى عن التنظيم وهو ما رفضه اخوان مصر لعلمهم أن أبو الفتوح سينتقم من التنظيم وسيعمل على تقوية موقفه بإضعاف الجماعة لذلك رفضوا الانصياع لنصائح التنظيم الدولى والأمريكان الذين كانوا يريدون تكرار تجربة أردوغان فى مصر.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن فشل رهان الإخوان فى مصر وسقطوا فى كارثة تاريخية ولأول مرة يطيح بهم الشعب المصرى ويعزلهم وهى أزمة تاريخية لم تمر عليهم من قبل وهو ما دفع بعض قيادات ما يسمى التنظيم الدولى للتصريح العلنى بانتقاد سلوك الإخوان المصريين الذين أضاعوا مصر من أيديهم وخسروا أهم وأكبر بلد فى الشرق الأوسط وأضعفوا أو أفشلوا خطة التنظيم الدولى للسيطرة على المنطقة العربية وربما الإسلامية برمتها.
وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هؤلاء المراجع التابعة للإخوان فى مأزق كبير الآن على خلفية دفعهم باستخدام تأويلات وإسقاطات شرعية غير صحيحة نحو العنف والصدام فحولوا الصراع فى مصر من سياسى على سلطة إلى صراع دينى وكان أحمد الريسونى أحد الموقعين على نداء الكنانة بدفع من القرضاوى للتحريض على الواقع المصرى بمؤسساته ورموزه من منطلق دينى تحت راية الجهاد.
وأضاف النجار أنه اليوم ظهرت نتائج ما قاموا به من كوارث لحقت بالتيار الإسلامى بصفة عامة ومن انقسامات مجتمعية إلى جانب فشل كبير سواء فى مصر أو باقى البلاد العربية، وهم الآن يحاولون تحسين صورتهم والتنصل من مسئولية هذه الكوارث التى تسببوا فيها من خلال مواقفهم السابقة التى خلطت المفاهيم ولم تراع أصول التعامل والتكامل بين الشرع والواقع وبين العقدى والسياسى وبين المطلق والنسبى والثابت والمتغير فضلا عن مصالح الأوطان والأمم ومصالح الجماعات والتيارات التى ينتمون إليها.
وأوضح النجار، أن هؤلاء مسئولون بشكل كبير عن الكارثة التى حلت بالجماعات وأتباعها إلى جانب قيادات تلك الجماعات ولن تعفيهم تلك المحاولات التى يلمعون بها أنفسهم بعد وقوع الكارثة من تحمل المسئولية التاريخية.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان، إن تزايد عدد قواعد الخوان وأنصار الجماعة الرافضين لسياسات التنظيم، والتمرد على سياساتهم دفه قيادات إخوان الخارج من فروع للجماعة خارج مصر للهجوم على التنظيم بالقاهرة.
وأضاف: "بعد كل هذه المجة وبعد اكتشاف طريقة الإخوان فى إدارة الصراع التى فشلت خلال الفترة الحالية كانت هناك صدمة لدى قيادات الخارج مما دفعهم لإظهار غضبهم من التنظيم فى العلن.
كان أحمد الريسونى نائب رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يتزعمه يوسف القرضاوى، أكد أنه فقد الأمل فى قدرة جماعة الإخوان على مراجعة ذاتها، خاصة قيادات الجماعة الموجودة بمصر التى تشتكى منها قيادات باقى الإخوان فى العالم العربى، ويعتبرون أنفسهم المرجعية العليا، والقيادة العليا والفكر الأعلى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة