"أوباما يسرق البيت الأبيض من ترامب".. الرئيس الجديد يهدد اتفاق إيران ولعبة واشنطن بسوريا والديمقراطيون يحاولون تقييده.. كيرى: سنطبق اتفاق المناخ قبل توليه.. والكونجرس: "فيتو" لأى قرار أممى ضد إسرائيل

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 07:13 م
"أوباما يسرق البيت الأبيض من ترامب".. الرئيس الجديد يهدد اتفاق إيران ولعبة واشنطن بسوريا والديمقراطيون يحاولون تقييده.. كيرى: سنطبق اتفاق المناخ قبل توليه.. والكونجرس: "فيتو" لأى قرار أممى ضد إسرائيل باراك أوباما ودونالد ترامب
كتب - محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسابيع قليلة ويستقبل البيت الأبيض ساكنه الجديد، فمنذ إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية فى التاسع من نوفمبر الجارى، وفوز الجمهورى دونالد ترامب بالمنصب الأكبر فى الولايات المتحدة الأمريكية، دخل الرئيس الديمقراطى باراك أوباما مرحلة "البطة العرجاء"، ووفق محددات هذه المرحلة لم يعد بإمكانه اتخاذ قرارات سياسية فارقة وجذرية فيما يخص الشأن الأمريكى وسياسات الدولة خارجيًّا، وتتوقف صلاحياته على إدارة دولاب العمل التقليدى، مع فتح المجال لفريقى تسلم المهام وملفات البيت الأبيض، التابع لـ"ترامب".

الحقيقة السابقة والتى مثّلت دستورًا عمليًّا حاكمًا للإدارة الأمريكية منذ استقرار "واشنطن" على نظامها السياسى، يبدو أنها غير متحققة بالدرجة نفسها هذه المرة، ليس هذا لطبيعة انتقال السلطة، وأن المنصب الأكبر يذهب لرئيس جمهورى خلفًا لـ"أوباما" الديمقراطى الذى أمضى ثمانى سنوات فى البيت الأبيض، ولا لأن الجمهوريين أحكموا قبضتهم على الكونجرس الأمريكى بمجلسيه، ولكن يبدو أنه يأتى فى إطار رغبة ديمقراطية عارمة لمصادرة كثير من الملفات من "ترامب"، حتى قبل دخوله البيت الأبيض وتمتعه بصلاحياته، وتؤكد هذا مواقف ومؤشرات وتحركات عديدة لإدارة باراك أوباما خلال الفترة الماضية.

 

الكونجرس يدعو لمعارضة أى مشروع قرار فى الأمم المتحدة ضد إسرائيل

أقر مجلس النواب الأمريكى، الغرفة الأكبر فى الكونجرس، مشروع قانون يدعو الإدارة الأمريكية لمعارضة أى مشروع قرار فى الأمم المتحدة ضد إسرائيل، واستعمال حق النقض "الفيتو" ضده .

وذكرت قناة "الحرة" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن مشروع القانون يعتبر أن أى اتفاق سلام طويل الأمد يجب أن يحدث عبر مفاوضات ثنائية مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطنيين .

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، المجتمع الدولى إلى تأكيد التزامه بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، محذرا من أن فرص التوصل إلى تسوية أخذت تتلاشى.

 

الاتفاق النووى "الأمريكى الإيرانى" فى مهب الرياح

وعلى صعيد الملف الأكثر أهمية فيما يخص السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فى ولاية الرئيس باراك أوباما، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سى آى إيه"، جون برينان، فى تصريح لـ"بى بى سى"، أن العودة عن الاتفاق النووى بين إيران والدول العظمى، كما وعد دونالد ترامب خلال السباق الانتخابى، سيكون أمرًا "كارثيًّا".

وكان دونالد ترامب، ومثل عديد من الجمهوريين، قد عبر عن موقف معاد لإيران ووعد خلال حملته الانتخابية خلال الشهور الماضية، بـ"تمزيق" هذا الاتفاق الرامى إلى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك القنبلة الذرية.

وقال "برينان" فى حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية: "ستكون هذه الخطوة كارثة فعلا، أولا مجرد تمزيق إدارة ترامب لاتفاق سابق، يعتبر سابقة إدارية لا مثيل لها، ثم قد يفضى ذلك إلى تطوير برنامج تسلح فى إيران، سيدفع دولا أخرى فى المنطقة إلى تطوير برامجها الخاصة"، محذرا من خطر "النزاع العسكرى"، متابعًا: "بالتالى أعتقد أنه سيكون ضربًا من الجنون، إذا أقدمت الإدارة الجديدة على تمزيق الاتفاق".

وأوصى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بـ"توخى الحذر" من الوعود الروسية، فى حين قال ترامب إنه يامل فى إقامة "علاقات جيدة جدا" مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

وقال "برينان": "فى نظرى فإن الوعود الروسية غير صادقة"، معربًا عن الأمل فى "تحسين" العلاقات الصعبة بين البلدين.

يُذكر أن "ترامب" لم يدل بأى تصريحات بشأن الاتفاق النووى الإيرانى منذ انتخابه، لكنه عين "مايك بومبيو" لخلافة جون برينان فى وكالة الاستخبارات المركزية، وهو برلمانى معاد لإيران، ومن صقور الإدارة الأمريكية، وكان "بومبيو" قد غرد عشية تعيينه مؤكّدًا أنه "ينوى العودة عن هذا الاتفاق الكارثى المبرم مع أكبر دولة داعمة للإرهاب".

 

كيرى يحاول تطبيق اتفاقية المناخ قبل تولى دونالد ترامب

خطوة أخرى على الطريق نفسه، يقطعها وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، الذى أكد فى تصريحات، الأحد الماضى، أن إدارة الرئيس باراك أوباما ستفعل كل ما بوسعها لتطبيق اتفاق عالمى لكبح التغير المناخى، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميًّا.

وأدلى "كيرى" بهذه التصريحات خلال زيارة لنيوزيلندا، قبيل توجهه إلى مراكش بالمملكة المغربية، للمشاركة فى محادثات المناخ التى تحضرها 200 دولة.

وذكر مصدر فى فريق "ترامب"، الذى يشرف على انتقال السلطة، أن الرئيس المنتخب، الذى يصف ارتفاع درجة حرارة الأرض بأنها خدعة، وتعهد بالانسحاب من اتفاق باريس، يبحث سبلا للالتفاف على إجراءات تستغرق أربع سنوات للتخلى عن الاتفاق، ورفض "كيرى" التكهن بما قد يفعله دونالد ترامب حيال اتفاق باريس، مشيرًا إلى أن هناك فارقًا فى بعض الأحيان بين الدعاية الانتخابية والحكم الفعلى.

وقال كيرى للصحفيين، خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء النيوزيلندى "جون كى"، فى "ولنجتون"، إنه حتى 20 يناير المقبل، عندما تنتهى ولاية إدارة أوباما وفريقه، فإنها تنوى فعل كل ما هو ممكن للوفاء بمسؤولياتها حيال الأجيال المقبلة، والتمكن من مواجهة هذا التهديد للحياة ذاتها على الكوكب.

وجاءت زيارة جون كيرى لـ"ولنجتون" بعد رحلة استغرقت يومين للقارة القطبية الجنوبية، إذ طار فى هليكوبتر فوق الغطاء الجليدى فى الغرب، الذى قد يرفع منسوب المياه فى البحار إذا تعرض للذوبان، وتحدث مع علماء يبحثون فى المعدل المحتمل لحدوث التغير المناخى، بينما يعتبر البعض الولايات المتحدة مسؤولة عن 20% تقريبًا من إجمالى الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحرارى، ومن ثمّ تعد لاعبا أساسيًّا فى اتفاق باريس الذى صدقت عليه 109 دول حتى الآن.

ويسعى الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض، وهو الأمر المتصل بأضرار اقتصادية أخرى ومتنامية، من التصحر وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات وموجات حارة وفيضانات وارتفاع منسوب المياه فى البحار.

ومن ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ لم تمت، معبرًا عن الأمل فى أن يغير الرئيس المنتخب دونالد ترامب رأيه فى هذا الاتفاق للتبادل الحر، بينما هاجم "ترامب" خلال حملته الانتخابية، اتفاق التبادل التجارى الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (إلينا) الموقع فى 1994، وكذلك "الشراكة عبر المحيط الهادئ الذى وقعته الولايات المتحدة مع 11 دولة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ فى 2015".

 

ملف الأزمة السورية فى طريقه للحسم

تحاول إدارة الرئيس باراك أوباما فى أسابيعها الأخيرة، وقبل تولى دونالد ترامب مقاليد الأمور فى البيت الأبيض، تقديم الدعم للمعارضة السورية، إذ ترى إدارة أوباما عدة مخاوف فى الاحتمالات المفتوحة لإدارة الرئيس ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية، وقراراته بشأن العديد من الملفات الدولية.

وفى تصريحات سابقة، قال الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترمب، أنه يجدر بالولايات المتحدة الأمريكية قطع الدعم العسكرى عن المعارضة السورية المسلحة، وذلك فى مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

واعتبر " ترامب"فى مقابلته التى نشرت الجمعة الماضية، أن الفصائل التى تقاتل بشار الأسد "مجهولة" بالنسبة له، وفيما هى تعمل على قتال النظام بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، ستصبح واشنطن فى مواجهة مباشرة مع روسيا، التى "لن تتخلى عن الأسد"، على حدّ تعبيره.

وأضاف الرئيس الأمريكى المنتخب، أن الولايات المتحدة تقاتل النظام السورى، بينما يخوض حربًا مع تنظيم "داعش" الإرهابى، فى الوقت الذى يجب أن تكون الأولوية فيه لقتال التنظيم، حسب كلام "ترامب"، الذى أضاف أنه فى حال هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية نظام بشار الأسد، فإن هذا يعنى فى النهاية أننا "نقاتل روسيا".

 

الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على طريق الحل

إلى جانب النقاط السابقة، وعلى صعيد الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، فقد اعتبره "ترامب" حربًا بلا نهاية، لكنه أعرب عن أمله أن يساهم فى التوصل إلى حل للقضية، قائلاً: "إنها الصفقة الأعظم"، لافتًا إلى أنه من منطلق خبرته فى الأعمال "يريد إبرام الصفقة المستحيلة، لصالح البشرية جمعاء".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة