"أنتى الأهم" فى ندوة "اليوم السابع".. ياسمين صبرى: الست المصرية ماعندهاش "طموح" ولو عملنا فيلم عن معاناة الستات ماحدش هيشوفه.. عمرو حسن: حقوق الست بمصر محتاجة رجالة يدافعوا عنها وفخور أنى "راجل فيمنست"

- عمرو حسن: ملفات العنف ضد المرأة فى مصر لا حصر لها.. ولو أصلحنا الستات هنصلح المجتمع

- ياسمين صبرى: صعب نغير ثقافة "السكوت علامة الرضا" ولازم نربى جيل ما يخافش من الكلام

- حاتم الروبى: مصر ضمن أسوأ 10 دول فى العالم فى قضايا المساواة بين الجنسين وهدفنا الوصول لكل امرأة عربية

"أنتى الأهم".. جملة بسيطة تحمل الكثير من المعانى الهامة فى ملف دعم المرأة المصرية، رسالة قدمها القائمون على حملة "أنتى الأهم" للنساء فى مصر، هدفها التركيز على أهمية "الستات" فى المجتمع المصرى، ورسالة أخرى للمرأة تؤكد على أن القوة الحقيقية تكمن فى نساء هذا البلد، حملة "أنتى الأهم" بدات عملها منذ عدة أشهر كحملة داعمة للنساء المعنفات واللاتى يعانين التهميش والتصنيف من جانب المجتمع، اتجهت الحملة فى بدايتها لحى الأإسمرات الذى جمع أهالى المناطق العشوائية، وركزت الحملة على توعية النساء والأطفال بحقوقهم، واصطحاب القوافل الطبية للكشف على النساء فى المناطق الفقيرة، كما اتجهت الحملة إلى اللاجئات ورصدت جوانب من المعاناة التى تعيشها النساء فى مناطق النزاع..

وفى إطار الـ16 يوما التى حددتها هيئة الأمم المتحدة لمواجهة العنف ضد المرأة أطلقت حملة "أنتى الأهم" برعاية جريدة اليوم السابع هاشتاج 16x16، لدعم المعنفات وتوعية المجتمع بضرورة التصدى للعنف الذى تتعرض له المرأة، وكان لليوم السابع حوار مع القائمون على الحملة فى ندوة استضافها مقر الجريدة، تحدث فيها الدكتور "عمر حسن" منسق الحملة عن أهم مواطن المعاناة التى تعيشها المعنفات، والفنانة "ياسمين صبرى" سفيرة حملة "أنتى الأهم"، السفير "حاتم الروبى" واحد من أعضاء الحملة، والدكتور "عمرو هراس" واحد من مؤسسى الحملة.. وإلى نص الحوار

حملة انتِ الأهم فى ندوة اليوم السابع

ياسمين صبرى.. لماذا اخترتى "الأسمرات" كبداية لأنشطة حملة "انتِ الأهم"؟

لأن الأسمرات مشروع كبير، جمع عدد كبير من أهالى العشوائيات بما يعانونه من مشاكل متعددة، بداية من الصحة وحتى التعليم والفقر، ووجودهم فى الأسمرات أعطى لهم الأمل من جديد ووفر لهم حياة كريمة وفرص للتعليم واهتمام بالطفل وهذا هو نفس مضمون حلمة "انتى الأهم"، واهتمامنا بالأطفال يعنى أن المستقبل سيكون أفضل، وأعطيناهم أمل فى بكرة، لأن "انتى الأهم " مضمونها الأساسى "الأمل فى بكرة".

ياسمين صبرى : دائماً ما تتحدثين عن الأمل..ما الذى دفع ياسمين صبرى للانضمام إلى حملة "انتى الأهم"؟

الأمل شىء كبير جداً، ولا نملك فى مصر برامج تتحدث عن الأمل وقصص النجاح و الصعود، برامجنا كلها عن الفن والشائعات، وعندما دعونى لأكون سفيرة "انتى الأهم" شعرت أن هذا ما أبحث عنه وهذه رسالتى، خاصة أن الشخص المسلطة الأضواء عليه يمكن أن يستغلها فى رسالة معينة وقيم إنسانية هامة، وأشعر بقمة سعادتى عندما نذهب إلى قرية أو مستشفى سرطان الأطفال.

الحضور يتناقشون فى أهداف الحملة

عمرو حسن .. اهتمامك بالمرأة وحقوقها يعطيك لقب "رجل فيمنست" ما الذى دفعك لمناصرة حقوق المرأة المصرية ؟

أنا فى الأساس طبيب نساء وتوليد، وبدأت فى القصر العينى ووجدت نماذج عديدة تؤكد أن المرأة هى قوام المجتمع، وأنها القادرة على تغيير المجتمع بشكل حقيقى، خاصة أن المرأة فى مصر تعانى من عدد من المشاكل ويمكن أن نلمس ذلك فى القرى الفقيرة، فالـ "الفقر يولد الكفر" والمرأة التى تمتلك وعى صحى وتعليمى بإمكانها أن تربى جيل كامل يعطى لمصر مستقبل أفضل.

الدكتور عمرو حسن المدرب الطبى للحملة

د.عمرو حسن..  لك باع طويل فى مجالات خدمة المجتمع، فما رأيك فى الدور التى قدمته منظمات المجتمع المدنى للمرأة و الطفل؟

كنت دائماً أجد أن جمعيات حقوق المرأة تقوم على فكرة حديث السيدات باسم السيدات، وتكون النتيجة هى مهاجمة الرجال أو استبعادهم فقط، وهو ما صدر صورة ذهنية عن المرأة التى تدافع عن حقوق المرأة فى هيئة "الست المنكوشة" فقط، وبالتالى خلقنا جيل من الرجال والشباب عندما نتحدث أمامه عن حقوق المرأة "بيقفل ودانه"، ومن هنا جاء تميز "انتى الأهم" لذلك فكرنا أن تخرج أفكار الحملة من الرجال وندعو الرجال للمشاركة فى الحملة، "النبى عليه الصلاة والسلام كرم المرأة"، بالإضافة على مشكلة منظمات المرأة فى مصر وهى حصر حقوق المرأة فى "الكوتة" وكرسى البرلمان، لذلك كانت أفكار "انتى الأهم" فى الاستثمار فى تعليم المرأة وصحتها وتوعيتها، لأن المرأة هى نهضة مصر وهى التى ستغير المجتمع.

ياسمين صبرى .. بعد متابعتك للكثير من قصص السيدات فى المجتمع المصرى.. ما هى أخطر القضايا التى يجب معالجتها؟

الفكرة لا تتمثل فى العنف فقط، لكن اهتمامنا بكل ما يخص المرأة بداية من الصحة وحتى التعليم، ووصولاً إلى طموحها ومعنوياتها وأحلامها، لكنى ذهبت إلى أماكن شعرت فيها بحجم المأساة الحقيقة، وخاصة عندما ذهبت إلى مخيمات اللاجئات السوريات ووجدتهن يعملن من أجل دفع إيجار الأرض والأطفال فى حالة نفسية سيئة جداً وصلت لدرجة الاضطراب النفسى لبعض الحالات نتيجة ما عاشوه من ظروف قاسية، لذلك عندما أسمع أى شخص يتحدث عن أزمة ويقول لدينا أزمة مثل أزمة السكر، أندهش وأفكر أن كل من سيزور منطقة بهذا الشكل سيتأكد "اننا معندناش أى أزمات".

انتى الأهم

ياسمين صبرى .. التعرف على أحلام الفتيات والسيدات فى هذه المناطق كان ضمن مشروع الحملة .. كيف وجدتى أحلام "ستات" مصر؟

"الست فى مصر معندهاش أى طموح"..لم أجد أى امرأة تقول لى طموحى أن أكون رئيس جمهورية، رغم أن أقوى حكام التاريخ فى الحضارة الفرعونية كانت الملكة حتشبسوت، وجدت نماذج من النساء غير المصريات لديهن أحلام وطموح لا حد له، وانا من الشخصيات "اللى طموحها بيخوفها" لأنه كبير جداً، وأتمنى أن تمتلك نساء مصر طموح وأحلام كبيرة بقدر مكانتهن.

الدكتور عمرو حسن

السفير حاتم الروبى منسق عام الحملة..تحدثت كثيراً فى ملف العنف ضد المرأة..هل ترى أن العنف ضد المرأة مصدره الرجل فقط أم المجتمع ككل؟

نتفق تماماً أن العنف ضد المرأة ملف كبير وما يظهر منه للمجتمع جزء بسيط جداً، وهناك جزء كبير جداً مخفى، والمرأة لا تستطيع الحديث أو البوح عن المشاكل التى تواجهها، ونحزن عندما نسمع أن مصر من أسوأ 10 دول على مستوى العالم فى قضايا المساواة بين الجنسين، بالرغم من أن العالم كله يؤكد على حقوق المرأة وعدم التمييز، وبالرغم من أن مصر بالنسبة لدول المنطقة كان لها الريادة فى إصدار قانون العنف ضد المراة وهو ما يعرف إعلامياً بقانون "التحرش" وكان هذا القانون استرشادى لكل دول المنطقة، وفى حملة "انتى الأهم" كنا حريصين على التعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمنظمات الكبرى التابعة للأمم المتحدة لبذل جهود حقيقية لمكافحة العنف ضد المرأة، لأن الحكومة بمفردها لن تستطيع النجاح بمفردها فى قضايا المرأة، ونركز حالياً على المبادرات العالمية التى يمكن أن نطبقها هنا فى مصر، ونركز أيضاً على دور الفن والإعلام وانضمام ياسمين صبرى لحمة "أنتى الأهم" كان إضافة كبيرة جداً وحققنا نتائج ممتازة.

السفير حاتم الروبى منسق عام الحملة

السفير .. حاتم الروبى تحدثت عن دور مصر الريادى فى إصدار قانون "التحرش"..فهل كان لمصر أيضاً دور ريادى فى تطبيق هذا القانون؟

أى قانون يحتاج على آليات وأدوات لتطبيقه، و الدولة لم تستطع تطبيق هذا القانون، وخلال فترة عملى فى مجال مكافحة العنف ضد المرأة وجولات فى أكثر من 150 قرية، حاولت أن أتعرف على مشاكل المرأة الموجودة بكل منزل، وتأكدت أن القرى والنجوع تحتاج إلى مجهود كبير جداً من منظمات المجتمع المدنى مع الدولة لتطبيق هذا القانون.

د. عمرو حسن .. ماذا قدمت منظمات المجتمع المدنى للمرأة فى مصر على أرض الواقع؟

سأتحدث عن "أنتى الأهم" لأننا غير أى منظمة مجتمع مدنى، فعملنا على أرض الواقع و لذلك "إحنا مش بنام فى الخط"، نحن نتوجه للنساء والأطفال فى أماكن معيشتهم ولدينا خطة كبيرة وحقيقية ومشاريع للمستقبل "مابتخلصش".

الفنانة ياسمين صبرى سفيرة الحملة

فى جولاتك مع حملة "أنتى الأهم" شاهدتى عدد من النماذج للنساء..هل يمكنك تقديم أحد هذه النماذج فى عمل فنى؟

إن فكرت فى ذلك فلن أستيطع الاختيار من بين النماذج لأن جميعها أفضل من بعض وكل نموذج له مأساه حقيقة، لكنى لم أفعل ذلك "لأنه هيبقى تقيل أوى على المشاهد"، الجمهور الآن لا يفضل هذا النوع من الأفلام، لذلك انا "تجارية" فى اختياراتى وأفضل دائماً أن "أمسك العصاية من النص" أقدم شىء يحبه الجمهور ويحتوى على قيمة.

حاتم الروبى .. فى نطاق جولاتك ومتابعاتك لمشاكل المرأة هل توجد إحصائيات دقيقة لأهم مشاكل المرأة فى مصر؟

بالتأكيد وللأسف الإحصائيات مفزعة، فإن تحدثنا عن نسبة الأمية سنجد أن 37% من النساء فى مصر يندرجن تحت بند الأمية، و5 % فقط هى نسبة مشاركة المرأة فى المحليات بالرغم من وجود كفاءات نسائية كبيرة، حتى أن نسبة البطالة بين النساء 5 أضعاف نسبتها بين الرجال، وبالرغم من أن 2015 شهدت ارتفاع كبير فى نسبة مشاركة المرأة فى البرلمان، إلا أن هذا العدد غير كافى فالمرأة هى العمود الفقرى لمصر.

جانب من ندوة انتى الأهم

السفير حاتم الروبى.. هل يحتاج الرجل المصرى إلى حملة مباشرة موجهة إليه لمكافحة العنف ضد المرأة؟

المرأة هى "الأم ، الأخت، الزوجة، وزميلة  العمل"..لذلك طبعاً لابد من تنظيم حملات للرجل لمكافحة العنف ضد المرأة، فعلى سبيل المثال فى يوم عيد الحب نجد الشباب يرتدون ملابس حمراء ويحملون الدباديب ولا يجدون فى ذلك غصة أو عيب، فلما لا ننظم حملة بارتداء اللون "البرتقالى" للرجال والشباب و الأطفال فى المدارس ونشر اللون على صفحاتنا الشخصية على فيس بوك، حتى إن لم يرغب شخص بارتداء هذا اللون، من الممكن أن يضع أى رمز لدعم الحملة، وأتوقع أن نسبة الاستجابة ستكون كبيرة جداً.

ياسمين صبرى ..  هناك مشاكل كثيرة تعانى منها النساء فى مصر..لكن أبرزها هو "صمت" المرأة أمام أى عنف تتعرض إليه وخوفها من الفضيحة..ما الحل الذى تمتلكه حملة "أنتى الأهم" لمواجهة هذه المشكلة؟

بالتأكيد من أخطر المشاكل فى مصر هو الصمت وخوف المرأة دائماً من الحديث عما تتعرض له من عنف، لذلك بدأنا مع الطفل، لأننا الآن لا نستطيع أن نغير فى عقلية النساء خاصة أن فكرة الصمت والخوف من الفضيحة جينات متوارثة من الجدة للأم للابنة، والوقت الآن متأخر جداً على التغيير، ووجدنا أن خلق جيل جديد من الأطفال على درجة عالية من الوعى والثقافة ومعرفة حقوقه بشكل جيد سيخلق لنا مستقبل جديد من فتيات يعرفن كيف يصرخن أمام العنف.

نقاش حول أهم قضايا المرأة

حاتم الروبى .. الحديث فى ملف العنف ضد المرأة فى مصر بها نقاط محددة هى الأكثر إزعاجاً للمرأة..هل تمتلك "أنتى الأهم" أفكار وحملات محددة لمواجهة هذه المشكلات؟

هناك مقولة تعتبر مشكلة فى حد ذاتها وهى "السكوت علامة الرضا" ولدينا أفكار لتدشين حملة لإلغاء هذه الفكرة والتوعية بأهمية مجاهرة المرأة بالعنف الذى يحدث لها، المشكلة الثانية أن سيدة من بين 3 سيدات فى مصر تتعرض للعنف وهنا لدينا فكرة لحملة "متكونيش رقم 3"، المشكلة الثالثة أن 9 نساء من بين 10 نساء فى مصر تعرضت للختان، وهنا يمكن أيضاً أن ندشن حملة "متكونيش رقم 10".

حاتم الروبى .. ماهى أبرز الشخصيات التى ستكون ضمن الحملة فى الـ 16 يوم القادمين لمكافحة العنف ضد المرأة؟

 هناك عدد من الشخصيات العامة التى استجابت للحملة من أبرزهم رانيا عزام ملكة جمال مصر عام 2014، والموديل المصرية نورين يوسف.

ياسمين صبرى

د. عمرو حسن .. أكدت مراراً وتكرارً على أهمية دور الإعلام فى توعية المرأة..فما الشىء الذى يمكن أن يقدمه الإعلام حالياً  لنشر التوعية للمرأة ومكافحة العنف ضدها؟

القنوات الفضائية يجب أن تقلل من "برامج الطبخ" و تقديم برامج توعية حقيقية للمرأة فى مجالات الصحة والعلم ومعرفة حقوقها، لأن التليفزيون هو الوسيلة الموجودة فى كل بيت مصرى، وبالتالى ستصل التوعية على النساء فى جميع بقاع مصر.

اختيار الفنانة ياسمين صبرى لتكون سفيرة للحملة..كان إضافة كبيرة..فما هو الرجل الذى يمكن أن يكون سفير لحمة "انتى الأهم"؟

قالت النجة ياسمين صبرى أن الشباب والمجتمع يتأثرون كثيراً بلاعبى الكرة والفنانين، وأضافت من الممكن أن يكون لاعب الكرة "رمضان صبحى" سفير للحملة لأنه أعطى أمل لكثير من الشباب لأنه تحدث عن حكايته وبدايته فى اكثر من لقاء وأعطى بذلك أمل لكثير من الشباب فى أن يصبحوا نماذج ناحجة.