محمد دحلان فى حواره مع "نيويورك تايمز": الرئيس أبو مازن خائف ويدير دكتاتورية متنامية لإسكات معارضيه.. ولا أريد خوض الانتخابات الرئاسية.. ومستعد أكون جنديًا فى ظل وجود رؤية وقيادة حقيقية

الخميس، 03 نوفمبر 2016 07:54 م
محمد دحلان فى حواره مع "نيويورك تايمز": الرئيس أبو مازن خائف ويدير دكتاتورية متنامية لإسكات معارضيه.. ولا أريد خوض الانتخابات الرئاسية.. ومستعد أكون جنديًا فى ظل وجود رؤية وقيادة حقيقية محمد دحلان فى حوار نيويورك تايمز
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حوارًا كاملاً مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، النائب بالمجلس التشريعى، محمد دحلان، تطرق خلاله إلى الخلاف مع الرئيس محمود عباس، بالإضافة إلى الأنباء المتداولة حول سعيه إلى الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة فى تقريرها، إنه مع كل يوم يمر تشعر الضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل، أنها فى حالة حرب مع نفسها، موضحة أن الرئيس أبو مازن (81 عامًا) الذى يعانى من أزمة قلبية، ولا يعرف من سيخلفه، يهاجم أى شخص يرى أنه يؤيد القيادى النائب بالمجلس التشريعى محمد دحلان، مشيرة إلى أن الاعتقالات وحملات التطهير والاحتجاجات وحتى إطلاق النار، جميعها تدل على وجود معركة بالوكالة تحرض الحرس القديم على القتال من أجل الشرعية فى مواجهة جيل جديد من القيادة بتاريخ متقلب.

وقال محمد دحلان إن الرئيس أبو مازن خائف، والبعض الآخر خائفين، من عودة دحلان، وتساءل دحلان مستنكرا: "لماذا الخوف؟"، وأجاب: "لأن عباس نفسه يعرف ما فعله فى الأعوام العشرة الماضية، ولأنه يعلم أنني أعلم".

وتحدث دحلان عن الوضع فى الأراضى الفلسطينية وذكر أن البطالة متفشية، وأن المدارس والمستشفيات فى حالة يرثى لها، بينما يزدهر الفساد فى ظل فشل الرئيس عباس فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وفى ظل إدارته لـ"دكتاتورية" متنامية لإسكات صوت المعارضة، مضيفا "هذه إشارات تدل على وجود نظام مثل نظام الأسد أو نظام صدام حسين"، على حد قوله.

وتابع دحلان: "كل ما فعله أبو مازن هو أنه حول كل ما تبقى من السلطة إلى جهاز أمنى"، مشيرة إلى أن مروان البرغوثى أحد المؤهلين للترشح للرئاسة المقبلة، وهو شخصية شعبية محتجز الآن فى السجون الإسرائيلية.

وتنقل دحلان فى الحديث بين العربية والإنجليزية خلال حديثه للصحيفة لمدة ساعتين، قال خلالها: "أنا لا أريد خوض الانتخابات الرئاسية. هل هذا واضح؟". لكنه أضاف: "أنا على استعداد لأن أكون جزءًا من أى فريق. أنا مستعد أن أكون جنديًا. مستعد أن أكون أى شىء، ولكن فى ظل وجود رؤية وخطط وقيادة حقيقية".

وأوضحت الصحيفة أنه لا يوجد انتخابات رئاسية فى الوقت الراهن يمكن الترشح فيها، حتى أنه تم تأجيل الانتخابات البلدية، على أمل تخفيف الضغط الذي تمارسه الرباعية العربية، حيث قام الرئيس عباس مؤخرًا بزيارة للقوى الإقليمية الداعمة، أى تركيا وقطر. كما جلس مع قادة حماس فى مسعاه للتغلب على دحلان، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن غرانت روملى، الزميل فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فى واشنطن، والذى شارك فى تأليف كتاب السيرة المرتقبة للرئيس عباس قوله:"عباس لديه قبضة حديدية لدرجة أن لا أحد من منافسيه لديه فرصة حقيقية للوقوف فى وجهه فى الوقت الراهن. ها هو نراه فى سنوات انحطاط حكمه، وهو أحد أكثر السياسيين الماكرين فى المنطقة، من حيث قدرته على إذلال خصومه وإجبارهم على فعل ما يريده".

وأكدت الصحيفة أن الرئيس عباس طرد فى الأسابيع الأخيرة منافسين له من حركة فتح واعتقل آخرين، وأعلن يوم الثلاثاء الماضى عن نيته عقد مؤتمر الحركة فى وقت لاحق من هذا الشهر، فى خطوة فُسرت على أنها محاولة لطرد حلفاء دحلان.

وتحول التوتر إلى عنف فى بعض الأحيان، ففى الشهر الماضى، أطلق مسلحون مجهولون 60 رصاصة على منزل عائلة السياسى فادى السلامين، الذى يوجه على صفحة الفيسبوك الخاصة به انتقادات شديدة اللهجة للرئيس عباس، وقال إنه كان يعمل مع دحلان على مبادرة دولية لكنه لا ينتمي إلى جماعته: "لست جزءًا من فريق عمل دحلان في فلسطين على الإطلاق لكن محمود عباس يعتبر كل من يعارضه مؤيدًا لدحلان".

ولد محمد دحلان في أحد مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وشارك فى القتال ضد إسرائيل عندما كان مراهقًا. واعتقل 11 مرة، وتعلم العبرية خلال خمس سنوات قضاها في السجون الإسرائيلية، وأصبح فى وقت لاحق قائدًا لجهاز الأمن الوقائى الفلسطينى فى غزة. شارك فى كامب ديفيد فى العام 2000 عندما حاول الرئيس بيل كلينتون التوسط لإحلال السلام. وقال كلينتون فى مذكراته إن دحلان كان من بين المفاوضين الفلسطينيين "الأكثر تطلعًا إلى الأمام".

وأكدت الصحيفة أنه عندما يتم التطلع إلى مرحلة ما بعد أبو مازن، يبدو وكأنه خيار مثير للاهتمام، ليس بسبب شخصه فقط، ولكن بسبب علاقاته الجيدة جدًا فى العالم العربى.

وأوضح دحلان أنه لم يلتق ليبرمان يومًا، ورفض اتهامات وجهت إليه بالفساد. "لم أكن مديرًا للصليب الأحمر. لم يُقتل أحد ولم يفقد أحد حياته". كما اعترف بأنه كسب المال. "شيآن لا أنكرهما. أنا غنى، وهذا لا أنكره. أبدا. وأننى قوى، أنا لا أنكر. ماذا أقول؟ هل أقول أننى ضعيف؟ أو أننى لست غنيًا؟ أننى فقير، أننى جائع؟ ولكن أنا أعمل بجد لأزيد مستوى حياتى".

وتابعت الصحيفة: استخدم دحلان بعض أمواله وأموال الجهات العربية الراعية له لتمويل الأنشطة الخيرية فى غزة والضفة الغربية. وبينما كان يحدثنا فى أبو ظبى، كانت زوجته جليلة فى غزة تشرف على مشاريع إنسانية وعرس جماعى. استخدم بعض سكان غزة هاشتاغ  #Dahlan فى رسائل تويتر مطلقين مناشدات موجهة له لتقديم المساعدة لأقاربهم من المرضى.

يصف دحلان وهو أب لأربعة أطفال نفسه قائلًا إنه مخلص لعمله، وإنه لا يتوقف عن العمل أبدًا. وأضاف دحلان: "أنا أحب الإنجاز وأنا مدمن له".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة