رامى عاشور يكتب: هل كان العرب فى حاجة إلى قرار اليونسكو بأن الأقصى تراثًا اسلاميًا؟

الخميس، 03 نوفمبر 2016 05:32 م
 رامى عاشور يكتب: هل كان العرب فى حاجة إلى قرار اليونسكو بأن الأقصى تراثًا اسلاميًا؟ القدس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين ليلة وضحاها تفاجأ العرب بقرار منظمة اليونسكو باعتبار أن المسجد الأقصى تراثًا إسلاميًا، ولم يقف الأمر عن ذلك، بل روجت أجهزة الإعلام فى معظم الدول العربية بأن ذلك يُعد نصرًا دبلوماسيًا!!

فالقرار يؤكد أن المسجد الأقصى هو موقع إسلامى مقدس وأن ساحة البراق وباب الرحمة وطريق باب المغاربة أجزاء لا تتجزأ منه، فهل كان العرب فى حاجة إلى ذلك القرار أو ما الدافع بالأساس وراء ذلك الترويج لهذا القرار بأنه نصر دبلوماسى؟

حقيقة قرار اليونسكو

هذا القرار لا توجد أى جدوى له فى تغيير الأمر الواقع و لم يمنع سياسة إسرائيل الاستيطانية من الاستمرار فى أفعالها فى القدس والمسجد الأقصى وإذا كان هناك قرار فلابد أن نسأل أنفسنا ما الهدف من القرار؟ ومن سيقوم بتنفيذه؟
هل الهدف هو أننا نعلم كمسلمين أن المسجد الأقصى تراثًا اسلاميًا! أم أن اليهود يعلمون ذلك؟ ومن المنفذ للقرار؟ اليونسكو أم العرب أم اسرائيل؟

 

ما يغير الأمر الواقع والفعل هو الفعل الآخر وليس قرارًا حبرًا على ورق، حيث إن هناك ما هو أقوى من هذا القرار، مثل اتفاقية جنيف عام 1945 م والملاحق الملحقة بها فى عام 1977 واتفاقية فيينا لعام 1983، والقرار رقم 476 الصـادر فى 5يونيو 1980 كل هذا لم يقل فقط إن المسجد الاقصى تراثًا اسلاميًا، إنما عمل على تجريم كل أفعال إسرائيل تجاه المقدسات الإسلامية ولم يتغير الأمر الواقع فى شىء حتى الآن!!

سياسة إسرائيل والأمر الواقع

يا أمة العرب، إسرائيل تقوم باستمرار بتحويل عشرات المقامات الإسلامية لمقامات يهودية والاعتداءا على المقدسات الإسلامية والعالم يتفرج ويشاهد فى صمت

يا أمة العرب، أنتم لستم فى حاجة إلى قرار دبلوماسى لتأكيد إسلامية المسجد الأقصى، أنتم فى حاجة إلى وحدة واتحاد.

يا أمة العربة، إليكم بعض الانتهاكات الإسرائيلة تجاه المقدسات الإسلامية فى الأراضى المحتلة:

1-  تحويل مسجد بئر السبع إلى متحف للآثار

2-   تحويل مسجد قرية قيسارية فى قضاء حيفا فى الساحل الفلسطينى إلى خمارة للشباب اليهود

3-  تحويل مسجد ظاهر العمر فى مدينة طبرية فى الجليل إلى مطعم يهودي

4-  تحويل مسجد قرية عين حوض بالقرب من مدينة حيفا إلى مرقص ليلي.

5-  تحويل مقبرة الاستقلال فى مدينة حيفا إلى حى سكنى لليهود

6-  المحاولات الإسرائيلية المستمرة منذ السبعينيات لهدم مقبرة الشهيد المجاهد العربى الكبير عز الدين القسام الذى استشهد فى عام 1935، وهو المجاهد الذى أسس لثورة فلسطين الكبرى عام 1936

7-  جرف العديد من المقابر الإسلامية فى عكا ويافا والأقضية

8-  تحويل مسجد قرية الزيب قضاء عكا إلى مخزن للأدوات الزراعية

9-  تحويل مسجد عين الزيتون فى قضاء صفد إلى حظيرة للأبقار

10-    تحويل المسجد الأحمر فى صفد إلى ملهى ليلي

11-    تحويل المسجد اليونسى إلى معرض تماثيل وصور

12-    تحويل مسجد القلعة فى صفد إلى مقرًا لمكاتب البلدية

13-    تحويل مسجد عين حوض قضاء حيفا، إلى مطعم وخمارة

14-     تحويل المسجد الجديد فى قيساريا والمبنى منذ عهد الخليفة عبد الملك بن مروان إلى مطعم وخمارة.

15-    استعمال مسجد السكسك فى يافا كمقهى للعب القمار وبيع الخمور

16-    استعمال مسجد مجدل عسقلان متحفًا فى أحد جزأيه ومطعمًا وخمارة فى الجزء الآخر، فى حين ما زال مسجد المالحة فى القدس يستخدم لإحياء السهرات الليلية.

وفى بعض الحالات يُبادر الاحتلال لتسوية بعض المساجد بالأرض بعد نجاح جهات عربية بترميمها، كما حصل مع مسجد النبى روبين الذى فجر فى 1993 ومسجد صرفند عام 2002 ومسجد أم الفرج فى 2007

يا أمة العرب، لا تصدقوا أى ترويج أو فرحة زائفة بقرار وهمى ليس نافذًا

فالوضع الحالى للأسف يعكس بجدارة المفارقة الخطيرة بين وضع إسرائيل ككيان محتل ووضع الدول العربية المشغولة بالدفاع عن بقاءها بالأساس

تحدى إسرائيل للعرب والمجتمع الدولى والمنظمات الدولية

وفيما يؤكد على كل ما سبق، فبعد أربعة أيام فقط أى 96 ساعة من صدور قرار اليونسكو

أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى رسميًا بأنه سيشارك شخصيًا فى الحفريات أسفل المسجد الأقصى، وأنه سينقل التراب من أسفل المسجد الأقصى، خلال الأسبوع الحالى، داعيًا المجتمع اليهودى إلى الانضمام إليه.
وعملت الصحف اليهودية والغربية على الدعاية لتلك التصريحات

رد الفعل العربى

ولم يكن هناك مقابل أو رد فعل عربى سوى التنديد والاستنكار كالعادة من خلال الجامعة العربية أو أحد ممثليها وفقط، ليس أكثر من ذلك

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل جاء بالتزامن مع اقتحام سلطة الآثار الإسرائيلية لمقبرة باب الرحمة، الملاصقة للمسجد الأقصى، وقيامها بهدم وتجريف بعض القبور وده من ضمن هجمات ممنهجة ضد المعالم والمواقع والمقابر الإسلامية التى تضم رفات كبار الصحابة وقادة الفتح الإسلامي

ختامًا، أتساءل ما قيمة أن يصدر قرار دولى باعتبار المسجد الاقصى تراثًا إسلاميًا، وتأتى إسرائيل لتزيل ببلطجتها كل ماهو إسلامى لغاية أما يحدث الإنهيار، ساعتها هينفعنى بإيه القرار؟ فما هى قيمة الدبلوماسية وهى محظورة التنفيذ؟
لا قيمة للقانون الدولى أمام نظرية القوة فى العلاقات الدولية لأن القانون الدولى بيقنن مصالح الدول الكبرى وقرارات مجلس الأمن وحق الفيتو خير دليل على ذلك،
ولاقيمة للدبلوماسية أو التفاوض طالما هناك تدخل عسكرى واحتلال، وحرب اكتوبر خير دليل على ذلك.

·        دكتور العلاقات الدولية والأمن القومى وزميل كلية الدفاع الوطنى .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة