"كسر مضاعف" مراوغة أمير حسين لكسب تعاطف القارئ

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 05:00 ص
"كسر مضاعف" مراوغة أمير حسين لكسب تعاطف القارئ
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترصد رواية "كسر مراوغ" للروائى الشاب أمير حسين، الصراع الدائم بين الأب الثرى، الذى يمهد لأن يكون وريثه قادرًا على حمل العبء بعده، والابن الذى تشكل وفق رؤية مغايرة لما كان يتمناه الأب.
 
يتوقد الصراع دائمًا من قبل شخصية "نبيل" - الراوى- ما يجعله يتحكم فى بنية النص تمامًا، فهنا يستطيع "نبيل" أن يمد النص بما يتوافق معه من حقائق ولأن "نبيل" هو المتحكم الأوحد فى النص فإنه يمنح القارئ بقدر ما يحتاج للشفقة عليه والمواساة له بغض النظر عما إذا كانت الأحداث حقيقية أم لا، وبغض النظر عن تأخير بعض الأحداث التى من شأنها تطور الحدث كمعادلة معيشية ليظهر الأب دائما فى صورته القاسية ويظهر "نبيل" فى صورته الأحادية كمتلق وحيد لقسوة الأب.
 
وخلال الإغراق فى صفحات الرواية يتطور الصراع ليمنح الأمر بعدًا آخر، حيث يرمى "نبيل" -الابن- على والده تبعات ونتاج بعض الحداث، بثقة وقناعة تامة، بحجة أن هذا النتاج ما هو إلا ثمار غرسه الخاطئ فى نفسه.
 
طوال صفحات الرواية 140 صفحة، يؤكد الروائى التعاطف مع "نبيل" بإخفاء بعض التفاصيل على المتلقى والتى من شأنها أن تعظم رؤية الأب وتجعله فى منحاه الطبيعى جدًا كأى أب يخاف على ولده الوحيد ويسعى لتأهيله لاستحقاق ثروته ويضمن محافظته عليها.
 
وفى وسط الأحداث يظهر المهر "قمر" والذى يشكل لـ"نبيل" معادلاً موضوعيًا لتماثله التام مع اعاقته من ناحية القدم، ومن الطبيعى جدًا أن يرق قلب نبيل للمهر قمر كحالة من التوحد مع الحيوان الذى يماثله تمامًا، ولأن نبيل _كما صدر_ هنا يعانى النقص تمامًا كالمهر الذى يعانى العذاب وسط الأصحاء من الخيل، تتعاظم الحالة بين نبيل والمهر لإدراك كليهما أن كلا منهما هو الأخر فى مجتمعه، نبيل المحتاج لأب والحصان المحتاج لعون، وهنا يؤكد نبيل مرة أخرى تجاوبه الكلى مع حالة المهر حين وجده الأب حاشرا رأسه فى السور ونظرًا لانعدام الأمل فى شفائه فإن نبيل يصدر أن الأب المدرك لذلك وافق على بيعه كطعام للأسود.
 
ولكن الأمر الذى يحسب للمؤلف هو قدرته التامة على امتلاك تفاصيل من شأنها ديمومة هذا الصراع بين نبيل والأب حتى بعد موت الأب نفسه من خلال الوديعة التى يرصدها الأب لنبيل.
 
وطوال الرواية، ظل أمير حسين يراوغ حتى النهاية تماما ككل الأحداث التى ساق بها عددا من المبررات التى من شأنها إحداث حالة التعاطف فى واقع يفترضه _ بطله المأزوم "نبيل.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة