السودان يسقط فى فخ "العصيان المدنى" بعد رفع الدعم.. حكومة الخرطوم ترفض الاعتراف بمطالب المحتجين وتغلق فضائية خاصة.. والنشطاء يلجأون لـ"السوشيال ميديا" ويرفضون وصاية الصادق المهدى على تحركاتهم

الإثنين، 28 نوفمبر 2016 11:00 م
السودان يسقط فى فخ "العصيان المدنى" بعد رفع الدعم.. حكومة الخرطوم ترفض الاعتراف بمطالب المحتجين وتغلق فضائية خاصة.. والنشطاء يلجأون لـ"السوشيال ميديا" ويرفضون وصاية الصادق المهدى على تحركاتهم السودان يسقط فى فخ "العصيان المدنى" بعد رفع الدعم
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعوة العصيان المدنى لمده 72 ساعة فى السودان التى جاءت نتيجة غضب شعبى بعد سلسلة إجراءات تقشفية قاسية وضعت حكومة الخرطوم فى أزمة سياسية جديدة، حيث تخشى الحكومة من تكرار ما حدث فى عام 2013 من صدامات، فى أعقاب قرار مماثل برفع الدعم عن أسعار مواد الطاقة.

الأزمات تعصف بالسودان

الحلقة الجديدة من مسلسل الأزمات التى تعصف بالسودان بين الحين والآخر بدأت بوادرها الأسبوع الماضى بعد قرارات الحكومة برفع سعر البنزين والديزل بنسبة 30 %، ما أدى إلى ارتفاع أسعار سلع أخرى بينها الأدوية. 

ومنذ ذلك الوقت قامت مجموعات عدة من المتظاهرين بالتحرك فى شوارع العاصمة الخرطوم، احتجاجا على القرارات الأخيرة، ما استدعى المعارضة السودانية للدعوة إلى عصيان مدنى وإضراب عام فى كامل أرجاء البلاد لمدة ثلاثة أيام.

إضراب عام لليوم الثانى على التوالى

ومع اليوم الثانى للإضراب بدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم خالية من المواطنين بينما توقفت الحافلات ووسائل النقل العام عن العمل، فى استجابة لدعوة الإضراب، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية ان شوارع رئيسية فى الخرطوم وأم درمان بدت خالية، وفى حين فتحت المدارس أبوابها أمام التلاميذ، فضل الكثير من السودانيين عدم إرسال أبنائهم إليها، استجابة للإضراب، وخوفا من اندلاع أعمال شغب أو اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

واحتلت وسائل التواصل الاجتماعى بكافة أنواعها المرتبة الأولى فى الترويج لدعوة العصيان المدنى وتبادل الأخبار والصور حول مدى تجاوب الشعب مع الدعوة، وذلك فى ظل غياب وجود قوى سياسية كبرى تقف خلف الدعوات، حيث تبادل الشباب الدعوة وتوقيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح كل بيت سودانى على علم بها بالنظر إلى انتشار الإنترنت الذى يستخدمه نحو 11 مليون شخص وفق إحصائية الهيئة القومية للاتصالات.

الصادق المهدي يحاول القفز على "العصيان المدنى"

وحاول زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، القفز على دعوة العصيان المدنى الذى حقق من وجهة نظر الشباب نجاحا فى أول أيامه، حيث أكد أنه أول من دعا للعصيان المدنى الذى بدأ أمس الأحد، حيث قام الشباب بتدشين هاشتاج ردا عليه بعنوان "العصيان المدنى السودانى_ارادة_شعب"، ودون الشباب تعليقا على المهدى "العصيان قرار شعب لا المعارضه"، و"المعارضة لا تمثلنى"، و"شكراً على انضمامك للعصيان لكن ثانى مافى لك أى رئاسة لى وطنا الغالي”.

وفى المقابل ظلت الحكومة السودانية لليوم الثانى على التوالى ترفض الاعتراف بالعصيان المدنى حيث تواصل العمل فى المرافق الحكومية، والمنتمى أغلبها إلى الحزب الحاكم، فيما يخشى البعض من أن تتم معاقبته لو تغيب.

الحكومة السودانية تنفى الإضراب العام

و قللت الحكومة فى الخرطوم من أهمية العصيان المدني، وقال مساعد الرئيس السودانى نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، إبراهيم محمود، إن الشعب السودانى أوعى من أن يستجيب لدعوات على "واتساب" تنطلق من قبل من لا يريدون استقرار البلد.

وواجهت الحكومة العصيان برفع درجة استعداد قواتها، التى جابت الشوارع الرئيسية والأحياء، وبثت قنوات التليفزيون الحكومية نشرات إخبارية تحذر من حالة الفوضى التى يمكن أن تدخل فيها البلاد جراء مواجهة النظام، مقدمة مثالاً سورية وليبيا، ولمزيد من التعتيم الاعلامى أمرت السلطات السودانية مساء الأحد القناة التلفزيونية الخاصة "أم درمان" بوقف بث برامجها، متهمة إياها بالعمل بلا ترخيص، فى حين نفى صاحب المحطة التلفزيونية هذا الادعاء وأكد حيازة القناة للترخيص منذ 6 سنوات.

ويعتبر الشباب السودانى أن أى نجاح يحققه العصيان، ولو بنسبة واحد فى المائة، يمثل ضربة للحكومة، وأنه قد يقود إلى تحركات أكبر، وأن العصيان قد يضغط على الحكومة لإيجاد مخارج للأزمة السودانية واتخاذ خطوات جادة فى الحوار الوطنى يخفف من غضب الشارع.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة