"الزاوية كف حبيبى" رواية لحمدى النورج عن محمد على باشا وحكاياته

الإثنين، 28 نوفمبر 2016 08:00 ص
"الزاوية كف حبيبى" رواية لحمدى النورج عن محمد على باشا وحكاياته غلاف الرواية
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عبر رؤية تاريخية وتنقلات زمنية متباعدة متقاربة تدور رواية "الزاوية كف حبيبى"، حيث يستلهم كاتبها الدكتور حمدى النورج، أستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون، التاريخ فى فترة محمد على باشا من منظور مغاير عما نقرأه ونؤمن به.

تلك الفترة التى سادتها الدموية فى التعاملات والحروب ما بين المماليك ومحمد على مؤسس الأسرة العلوية، والتى امتد حكمها فى الفترة من 1805 وحتى 1853 والملقب بمؤسس مصر الحديثة.

استطاع "النورج" الغوص فى تلك الحقبة ليسرد ما يمكن أن تراه ملموسا عبر جمل قصيرة تنساب بنعومة، كما لم يغفل دور الشيوخ والمريدين وهم عصب تلك الفترة وعلى أكتافهم كانت تقوم حركات المقاومة وكانت المساجد هى مركز العلم بعيدا عن المدارس الخاصة التى كان الجبرتى الأكبر يمتلك إحداها وتشمل تغطية أغلب المناحى الحياتية فى تلك الفترة.

وكعادته، جاءت المسحة الصوفية داخل الرواية تبعًا لوعى "المريد/ الراوى" متحدثا لشيخه وطبقا لما تعلمه، مانحاً الرواية صوفيا/ فلسفيا يتشكل بين الحين والآخر حتى فى مناقشة التاريخ، ذلك أن الوعى نفسه فى تلك الفترة كان يحتم طبقا لاختيار الراوى/ المريد وسيلة للنقل والتصرف عبر منحنيات الرواية والحكى كما يروق له بعيدا عن المؤلف تماماً، فتظهر رؤية أخرى لأمينة هانم بعيدا عن السطح الدموى الذى يطغى كهاجس بين الحين والحين لرؤية محمد على.

لم يغفل المؤلف الدور الأنثوى فى تلك الفترة ما بين الجوارى وعلاقتهن بالملوك والخدم كمكون أصيل من مكونات هذا العالم وعصب حقيقى كان يشكل وجودا كبيرا.

من إمبابة إلى القاهرة وبنى سويف والزقازيق يرتحل "النورج" كاشفاً عن البنية التاريخية لمجمل المدن وتأثرها بحكم محمد على وإبراز عدة رؤى مغايرة لما تذكره كتب التاريخ عن تلك الفترة، وأورد المؤلف عدة مصادر بعضها كان يحيا فى تلك الفترة لتمنح الرواية تأكيدا حقيقيا على صدق الرواية وشاهدا حقيقيا على عبثية تلك الفترة.

لم يغفل المؤلف الكثير من الأحداث التى كانت تشكل عوامل فارقة فى تلك الفترة مثل مرض الطاعون الذى اجتاح البلاد وبعض الشخصيات الفرنسية والعلاقات المتشابكة بين المماليك والفرنسيين وعلاقة الحاكم بالشعب مرورا بالمدن ووصفها والأزياء والطرق ووصف الإسكندرية والكثير الذى يجعلك تشعر أن الراوى كان يعيش فى تلك الفترة خصوصا إجادته لتلك المناطق، ورؤيته للأحداث.

الرواية عبارة عن فصول معنونة وكل فصل به عدة ترقيمات تسهيلا للتنقل كما حدث فى رواية الحرافيش لنجيب محفوظ وغيرها، وأثبت الكاتب أن هذه التقنية كانت مفيدة ليتحكم تماما فى الحدث ولتيسر عملية التنقل بين الشخوص وإدارته للحدث بما يتناسب مع الرؤية الضمنية للعمل.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة