يتفقد اليوم، السبت، وزير الاثار متحف أثار سوهاج، الذى أصابته لعنة الفراعنة وطالته يد الإهمال من قبل المسئولين فهو علامة بارزة للفساد بالمحافظة، حيث تكلف 40 مليون جنيه لإنشاء المبنى ككتلة خرسانية على شاطئ النيل الشرقى فى عام 1993، بطرح عام بتكلفة 90 مليون جنيه، فى ذلك الوقت، وأصبح الآن المتحف عبارة عن بيوت للعنكبوت بمختلف أنواعه بل أن جدران المتحف مع طول المدة تعرضت للتلف بسبب العوامل الجوية المتغيرة، حيث تعاقب عليه 12 محافظا و5 رؤساء جمهورية وينتظر قرارا سياديا من الرئيس عبد الفتاح السيسى واعتماد مبلغ 20 مليون جنيه لاستكمال أعمال التشطيبات والكهرباء والتكيف والأرضيات والحوائط والأسقف المعلقة والفترينات.
متحف سوهاج على شاطئ النيل الشرقى
"اليوم السابع" يرصد تاريخ المتحف منذ الشروع فى قرار الإنشاء وحتى الآن، حيث وضع اللواء ثروت عطا الله، محافظ سوهاج الأسبق، حجر الأساس للمتحف فى عام 1981، بغرض تجميع القطع الأثرية المهمة والنادرة به لوضع المحافظة على الخريطة السياحية، وذلك لأن المحافظة به تركيبة أثرية لمختلف العصور فرعونى وقبطى وإسلامى ويونانى رومانى وبطلمى وعقب وضع حجر الأساس قامت هيئة الآثار المصرية بالاعتراض على مكان المتحف ونقل المحافظ إلى محافظة أخرى وترك الوضع على ما هو عليه.
المتحف من الداخل ويظهر عليه الأتربة
وفى عام 1989 أصدر اللواء حسن الألفى، وزير الداخلية الأسبق، الذى كان محافظا لسوهاج، قرارا حمل رقم 173 لسنة 1989، بتخصيص 5500 متر على النيل من الناحية الشرقية بمدينة ناصر لبناء المتحف وقام وقتها بدعوة فاروق حسنى، وزير الثقافة فى ذلك الوقت ليقوم بوضع حجر الأساس الخاص بالمتحف فى الأول من مايو 1990، وأكد وزير الثقافة، وقتها على ضرورة سرعة الانتهاء من إنشاء المتحف ونظرا لما يمثله المتحف من أهمية تاريخية وسياحية لمصر بصفة عامة وسوهاج بصفة خاصة.
تشوينات الطوب بمدخل المتحف وكميات من الأتربة على السلالم
وفى عام 1991، تم عمل التصميمات والرسوم الهندسية الخاصة بالمتحف وظلت تلك الرسومات والتصميمات حبيسة الأدراج حتى تم تعيين اللواء محمد حسن طنطاوى، محافظاً لسوهاج، وتم طرح بناء المتحف بمزاد علنى وتم الترسية على أحد المقاولين واستلم المقاول الموقع فى منتصف يونيو 1993 وتم وضع مدة زمنية لعملية الإنشاء على أن يتم تسليمه فى فبراير 1995.
غرفة الأمن وأكوام من أوراق الشجر بمحيط المتحف
إلا أن لعنة الفراعنة أبت أن تتم عملية البناء وتوقف المقاول عن العمل بعد إنجازه 43% من أعمال البناء بالمتحف وحصوله على الدفعة الأولى من قيمة المزاد والتالى بلغت 2 مليون جنيه، وتوقف العمل لمدة عام وتم إنذار المقاول ولم يستجيب لتلك الإنذارات وظل المتحف بعد ذلك حتى عام 2000 عبارة عن أطلال وتشوينات رملية وطوب وزلط وحديد وبعد هذه المدة عاد المجلس الأعلى للآثار للصورة وأصدر قرارا بتشكيل لجنة لسحب عملية بناء متحف سوهاج من المقاول المنفذ وحصر وتقييم جميع الأعمال التى تمت ووضع حراسة عليه وقدرت المبالغ المستحقة، بسبب عدم التزام المقاول 3 ملايين و600 ألف جنيه تقريبا وتم تكليف المكتب الاستشارى القائم على التنفيذ باستئناف العمل لاستكمال.
لقطة للمتحف من الناحية البحرية وتأكل الأسياخ من العوامل الجوية
وفى عام 2002 استقبلت جدران المتحف غير المكتمل مدير الإدارة الهندسية لمشروعات المتاحف على رأس لجنة، وتم صرح مناقصة جديدة كانت من نصيب بها إحدى الشركات الوطنية وتم أيضا وضع خطة زمنية للانتهاء من تنفيذ باقى الأعمال فى فى الاحتفال فى العيد القومى للمحافظة عام 2003 ومع ذلك لم تنفذ الشركة المنفذة التزاماتها وظل المتحف مستسلما للعنة الفراعنة حتى الآن بعد إنجاز 80% من الأعمال الإنشائية.
مدخل المتحف من ناحية النيل والذى تنتشر به النجيلة والحشائش
فى البداية يقول إبراهيم الشريف، مدير متحف بسوهاج، إن المتحف مكون من طابقين على مساحة 5600 متر تقريبا قاعة علوية وسفلية قاعة باسم البحث عن الخلود وقاعة خاصة بالمومياوات، ومواد التحنيط ويشمل المتحف تاريخ الحضارات المصرية بمراحلها الـ6 وقاعات متحفيه وقاعات للطلاب والباحثين وإعداد الزائرين لزيارة المتحف وكافتيريات ومكتبة تاريخية ومدرسة متخصصة ومعامل للترميم وورش نجارة وورش حداده والأعمال اليديوية التى تشتهر بها محافظة سوهاج.
منظر عام للمتحف بسوهاج الذى لم يتم الانتهاء من ربع قرن
وأضاف الشريف أن إدارة المتحف يعمل بها 30 موظفا مهمتهم الإشراف على الأعمال الإنشائية وإعداد القطع الأثرية وسيناريو العرض المتحفى.
أما الأثريين بسوهاج يطالبون وزير الآثار أثناء زيارته المرتقبة غدا أن يقوم بفتح مناطق جديدة للزيارة مثل مقابر الحواويش "مقابر الدولة الفرعونية القديمة" التى منها 10 مقابر جاهزة للفتح فعليا ولا تحتاج إلا عملية تمهيد للطريق فقط، وسرعة الانتهاء من معبد أرتيبس، الذى تم رصد مبالغ مالية كبيرة له وهذا كله سوف يغير الحياة السياحية تماما بمحافظة سوهاج ويجذب عدد كبير من السائحين الأجانب الذين ليشاهدوا على أرض الواقع تلك الأماكن الأثرية.
.jpg)
أسياخ السور الخاص بالمتحف يظهر عليها الصداء والتآكل
.jpg)
مواسير وأعمدة محطمة داخل المتحف
.jpg)
متحف سوهاج تعلوه الأتربة من كل جانب
.jpg)
قطع من الرخام ملقاة بجوانب المتحف دون استخدام