منذ تدخل الجيش التركى عسكريا فى سوريا بزعم محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش الإرهابى استشعرت دول المنطقة الخطر وشككت فى نوايا تركيا الحقيقية من التدخل العسكرى فى سوريا، ومع استهداف أنقرة للمقاتلين الأكراد فى شمال سوريا بدأت الصورة تتكشف حول سبب التدخل الأردوغانى فى سوريا.
وبلغ حد الصفاقة بالدولة التركية أنها وعلى الرغم من استمرار توغلها عسكريا فى سوريا نحو شمال حلب، ومع سقوط عدد من جنودها ضحايا، اتهمت أنقرة دمشق بوقوفها وراء قتل ثلاثة جنود أتراك، متوعدة الجيش السورى بــ"الانتقام" لعناصرها، ويشكل التدخل التركى عسكريا فى سوريا استفزازا لدمشق التى حذرت أنقرة مسبقا من التقدم نحو منطقة الباب وبالتالى الدخول لمدينة حلب وهو ما ينذر بحرب إقليمية أطرافها الأساسية تركيا وسوريا.
وقالت رئاسة أركان الجيش التركى فى بيان صحفى: غارة جوية نقدّر أنها من القوات النظامية السورية، قتلت ثلاثة من جنودنا الأبطال وأصيب عشرة جنود بجروح، أحدهم جروحه خطيرة"، مؤكدة أن الغارة وقعت فجر أمس الخميس فى منطقة الباب التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى ريف حلب الشمالى ( تبعد 40 كم عن مدينة حلب).
وأطلقت تركيا عملية عسكرية واسعة فى شمال سوريا باسم "درع الفرات" مدعومة بفصائل سورية مقاتلة مدعومة منها، استهدفت خلالها عناصر تنظيم داعش والعناصر الكردية فى المناطق المحاذية للحدود ووصلت إلى منطقة الباب أحد أبرز معاقل داعش فى ريف حلب.
ويعد قصف الطيران السورى للقوات التركية فى منطقة الباب تطورا خطيرا ليس فى صالح الرئيس رجب طيب أردوغان، فالتحرك السورى لا يمكن أن يتم دون مباركة روسية، وهو ما يرجح احتمالية حدوث صدام تركى سوريا بشكل مباشر.
يذكر أن قوات الجيش السورى قد حذرت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة من أى تقدم باتجاه مواقعها قى شمال وشرق مدينة حلب شمال سوریا.وجاء هذا التحذير على لسان قائد العمليات الميدانية للجيش السورى.
من جهتها ردت تركيا "آنذاك" على هذا التحذير على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أغلو والذى قال: "نحن في حوار مع دول على غرار روسيا وايران، إلا أن الهدف من هذه العمليات في الميدان هو تنظيف المنطقة من تنظيم داعش وهذه العمليات ستستمر إلى غاية السيطرة على مدينة الباب ونحتاج تأمين المنطقة كى يعود الناس إليها إذا رغبوا، فالعمليات تحتاج للاستمرار وستستمر."
ويعد الاتهام التركى هو الأول لدمشق بقتل جنود أتراك منذ انطلاق عملية "درع الفرات" 24 أغسطس الماضى.
وأجرى رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم اتصالات مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان التركية، للبحث في الحادث.
فيما قصفت طائرات تركية منتصف ليل الأربعاء الماضى بلدة العريمة الواقعة على منتصف الطريق بين مدينة الباب ومدينة منبج التى سيطرت عليها أخيراً قوات سورية الديمقراطية وهى تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، وطردت داعش من مدينة منبج.
وتشكل مدينة منبج فى محافظة حلب، شمال سوريا، أهمية كبيرة لتركيا التى تسعى لمطاردة الأكراد المتواجدين على طول الشريط الحدودى بين سوريا وتركيا، فيما تمارس تركيا ضغوطا على واشنطن لإخراج قوات سوريا الديمقراطية من منبج وهو ما ترفضه الفصائل الكردية.
وفى تطور جديد للعمليات العسكرية التى تجرى فى سوريا أفاد الإعلام الحربى التابع لتنظيم حزب الله إلى أن قوات الجيش السورى ووحدات الحماية العربية الكردية سيطرت على قرى بابنس، تل شعير، حليصة، الشيخ كيف، جوبة، ونيربية فى ريف حلب الشمالى الشرقى، وتقع هذه القرى على مسافة قصيرة من مدينة الباب، ما يثير تكهنات بأن الجيش السورى يفكر فى الوصول إليها قبل تمكن قوات درع الفرات التى تقودها تركيا، ويتزامن هذا التقدم للقوات الحكومية مع أنباء عن شن الطيران السورى غارة على رتل لفصائل درع الفرات على أطراف بلدة قباسين (قرب منطقة الباب).
وفى سياق متصل اتهمت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، تركيا باستمرارها فى التوسع داخل الأراضى السورية من خلال الاعتداء على استقلالية أرضها ودعمها لمرتزقة درع الفرات واحتلالها المباشر لأراضى سورية عبر دخول قواتها للريف الشمالى تحت ذريعة زائفة وهى مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابى المتواجد فى الريف الشمالى.
وأكدت القوات فى بيان صحفى لها أمس الخميس أن التدخل العسكرى التركى يهدف لاستهداف قوات مجلس منبج العسكرى واحتلالهم لبعض القرى التى كانت ضمن سيطرة مجلس منبج العسكرى، موضحة ان ما تقوم به تركيا هو عدوان سافر يهدف إلى احتلال منبج المحررة، مشيرة لانسحاب قواتها من منبج باتجاه شرق الفرات بعد مهمة تحريرها من الإرهابيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة