قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن المال هو عصب الحياة، وقد أوجده الله سبحانه وتعالى ليستخدمه الناس فى إعمار الكون وفق منهجه، فمن أنفقه فيما يرضى الله تعالى كان ممن قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم "خير المال الصالح للعبد الصالح"، ومن أنفقه فيما يغضب الله سبحانه وتعالى قال عنهم "تعس عبد الدينار والدرهم وعبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش"، مؤكداً أن المال له حرمة عظيمة، فلا يجوز أكله بالباطل أو سرقته.
وأضاف "شاهين"، فى خطبة الجمعة التى حملت عنوان "مال الوقف حرمته ودوره فى المجتمع"، أن الله تعالى قال "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم"، وأن المهاجرين والأنصار أوقفوا كثيرا من أموالهم للإنفاق فى سبيل الله، وأى شرط يشترطه صاحب الوقف أصبح كالحكم الشرعى لا يجوز مخالفته إلا للضرورة، مثل الضرورات الاجتماعية، كأخذ جزء من قطعة أرض أوقفها صاحبها لشق طريق جديد، فحينئذ يجب تعويضه عنها من قبل الدولة بقطعة أخرى ليتم وقفها على شرط الواقف.
وأشار "شاهين" إلى أن الحارس الأمين على الوقف يعتبر هذا المال أمانة فى رقبته، وتلزمه بالتحرى عن إنفاق هذه الأموال والمصادر التى تنفق فيها، فالمسئولية ليست فى تحرى المصارف فقط بل أيضاً فى تحرى المصادر، ولا يجوز للقائم على هذا المال أن يأكل منه دينارا واحدا، وأن ينفقها على من يستحق بغير مجاملة.
وأوضح "شاهين" أن مصر من أفضل الدول التى استثمر فيها مال الوقف منذ عشرات السنين، فكان لها أثر كبير فى المساجد والمستشفيات ودور الأيتام والأضاحى والمدارس والملاجئ، فعاد بالنفع على المجتمع، فالصدقة أحد ثلاثة أمور تنفع فى الآخره.
واختتم مظهر شاهين قائلا، "أدعوا المجتمع للتوجه نحو هذا الموضوع فعليك أن توقف جزءا من المال مثل قطعة أرض أو عقار أو مشروع يكون العائد المستمر منه على المجتمع، فالصدقة تخرج وتنتهى، وهذا هو الاستثمار الدائم بالنفع على المجتمع والثواب الذى يعود على صاحبه، فهو واجب على الأمة من باب التعاون على البر والتقوى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة