هدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الجمعة، بفتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين فى التوجه إلى أوروبا، وذلك غداة تصويت للبرلمان الأوروبى طلب فيه تجميد مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد مؤقتا.
وقال أردوغان "حين احتشد 50 ألف مهاجر على مركز كابى كولا الحدودى (بين تركيا وبلغاريا)، طلبتم المساعدة وبدأتم تتساءلون: ماذا سنفعل إذا فتحت تركيا حدودها؟".
وأضاف أردوغان فى خطاب ألقاه فى إسطنبول "اسمعونى جيدا، إذا تماديتم فإن هذه الحدود ستفتح، تذكروا ذلك"، وكانت أنقرة وبروكسل قد أبرمتا فى مارس اتفاقا يتيح وقف تدفق المهاجرين إلى الجزر اليونانية.
واعتبرت الناطقة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس أن "تهديد" الاتفاق بين الاتحاد الأوروبى وتركيا "لا يؤدى إلى نتيجة"، وذلك بعدما هدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بفتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين فى التوجه إلى أوروبا.
وقالت أولريكى ديمير "نعتبر الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبى نجاحا مشتركا، والاستمرار به يصب فى مصلحة كل الأطراف"، مؤكدة أن "تهديدات من الجانبين لا تؤدى إلى نتيجة"، وجاءت تهديدات أردوغان بعدما اعتمد البرلمان الأوروبى قرارا غير ملزم يدعو إلى "تجميد موقت" لمفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد.
وقال نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورتولموش إن بلاده تواجه تهديدات إرهابية من ثلاثة تنظيمات مختلفة وتحتاج دعم دول الغرب فى مواجهتها.
وأكد قورتولموش من تشاثام هاوس (المعد الملكى للدراسات الدولية) فى لندن أن تركيا هى "جزيرة الاستقرار" فى منطقة تسودها الاضطرابات، لكنها تواجه تهديدات من تنظيم داعش وحزب العمال الكردستانى وأتباع الداعية الإسلامى فتح الله جولن الذى يعيش فى الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بأنه العقل المدبر لتحركات الجيش فى 15 يوليو.
وقال قورتولموش "نحن فى حالة حرب مع تنظيمات إرهابية ونحتاج إلى مساعدة المنظمات الغربية."
وأدت تحركات الجيش وتداعياتها إلى تدهور العلاقات بين تركيا والغرب، وصوت أعضاء البرلمان الأوروبى هذا الأسبوع على تعليق محادثات انضمام تركيا للاتحاد مؤقتا بسبب رد فعل أنقرة "غير المتناسب" تحركات الجيش.
وقال ساسة أتراك إن هذه الخطوة ستكون أكثر ضررا على أوروبا إذ أنها قد تفتح الأبواب لتدفق المهاجرين إلى أراضيها.
لكن قورتولموش قال إن أنقرة لن تحول نهجها فى السياسة الخارجية بعيدا عن الغرب.
وأضاف قورتولموش "ستستمر تركيا فى تنويع سياستها الخارجية المتعددة الأطراف وتقييمها استنادا إلى مصالحها القومية."
واعتبر قورتولموش أن الأمم المتحدة فقدت القدرة على حل مشاكل العالم السياسية.
وقال "ما ساد بعد الحرب الباردة ليس نوعا من النظام العالمى بل نوعا من انعدام النظام" فى إشارة إلى النزاعات المستمرة فى أوكرانيا وسوريا.
وقد دعا النواب الأوروبيون الخميس فى قرار غير ملزم اعتمد بغالبية كبرى فى ستراسبورغ إلى "تجميد موقت" لعملية انضمام تركيا التى بدأت عام 2005 بسبب القمع "غير المتكافئ" الجارى منذ تحركات الجيش يوليو.
ويأتى التصويت على هذا النص فى أجواء من التوتر الشديد بين تركيا والاتحاد الأوروبى الذين تدهورت علاقتهما الصعبة أساسا بعد تحركات الجيش وحملة التطهير غير المسبوقة فى حجمها التى تلتها مستهدفة بشكل خاص معارضين سياسيين من الاكراد ووسائل اعلام معارضة.
ويخشى بعض القادة الأوروبيين بصورة خاصة أن يتخلى النظام التركى عن تطبيق الاتفاق حول الهجرة الموقع فى مارس مع الاتحاد الأوروبى، وأن يتوقف عن ضبط حركة تدفق اللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا.
وفى مقابل اتفاق الهجرة، تطالب أنقرة بإعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى منطقة شنغن وهددت عدة مرات بوقف العمل بالاتفاق إذا لم يتم إحراز تقدم فى هذا الملف.
وحذر رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم الخميس من أنه بدون مساعدة تركيا فإن أوروبا قد "تغمرها" موجات من المهاجرين وقال إن قطع المحادثات مع الاتحاد الأوروبى سيكون ضارا لأوروبا أكثر بكثير من تركيا.
وقال يلدريم فى تصريحات بثت على الهواء فى التليفزيون "نحن أحد العوامل التى تحمى أوروبا، إذا ترك اللاجئون يعبرون فإنهم سيتدفقون على أوروبا ويجتاحونها وتركيا تحول دون ذلك".
وتابع قائلا "أعترف بأن قطع العلاقات مع أوروبا سيضر تركيا لكنه سيضر أوروبا بخمسة أو ستة أمثال".
وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضى، إن التصويت الذى يجريه البرلمان الأوروبى على وقف محادثات عضوية بلاده فى الاتحاد "ليس له فى نظرنا أى قيمة"، واتهم لمرة ثانية أوروبا بالوقوف إلى جانب المنظمات الإرهابية.
وقال فى مؤتمر لمنظمة التعأون الإسلامى فى إسطنبول "أوضحنا مرارا أننا نهتم بالقيم الأوروبية أكثر من الكثير من دول الاتحاد الأوروبى، ولكننا لم نر دعما ملموسا من الأصدقاء الغربيين... ولم يجر الوفاء بأى من التعهدات".
واستطرد "سيعقد اجتماع للبرلمان الأوروبى غدا وسيصوت بشأن محادثات الاتحاد الأوروبى مع تركيا... بصرف النظر عن النتيجة، فإن هذا التصويت ليس له فى نظرنا أى قيمة".
ودعا أعضاء كبار فى الاتحاد الأوروبى، الثلاثاء، إلى وقف محادثات العضوية مع تركيا بسبب الحملة التى بدأتها بعد تحركات الجيش، وقامت خلالها بإقالة أو اعتقال أكثر من 125 ألف موظف حكومى.
وذكرت صحيفة "حريت" التركية الأحد الماضى نقلا عن أردوغان قوله للصحفيين على متن طائرة أثناء عودته من زيارة لباكستان وأوزبكستان: "يجب أن تشعر تركيا بالارتياح، ولا يجب أن تطلب عضوية الاتحاد الأوروبى بأى ثمن".
وأوضح الرئيس التركى: "لم لا تنضم تركيا إلى "منظمة شنغهاى للتعأون" قلت هذا للسيد (فلاديمير) بوتين، الرئيس الروسى، ولنزارباييف رئيس كازاخستان"، مضيفا أنه فى حال انضمت تركيا إلى المنظمة "فإنها ستتمكن من التصرف براحة أكبر".
وأسست الصين وروسيا وأربع دول بآسيا الوسطى هى كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان المنظمة فى 2001، لتشكل تكتلا أمنيا إقليميا فى مواجهة التهديدات التى تتمثل فى الإرهاب، وتهريب المخدرات من أفغانستان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة