استعانت جماعة الإخوان بقياداتها الكبرى لمحاولة مواجهة أزمة تصريحات المصالحة التى خرجت من الإخوان وحلفائها خلال الأيام الماضية، حيث زعم قيادات الجماعة أن تصريحات المصالحة لم تخرج من الإخوان وأنهم لا يسعون لها، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن التنظيم يختبر الأجواء، وتصريحات قياداته الأخيرة محاولة لمواجهة غضب القواعد من تصريحات المصالحة.
وكشف يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان، عن وجه الجماعة الإرهابى، زاعمًا فى تصريحات بثتها شبكة "رصد" الإخوانية، أن الإخوان قادرون على إشعال مصر. وفى سياق آخر، قال "ندا" أن إبراهيم منير، نائب المرشد العام للإخوان، أوضح تصريحاته بشأن المصالحة، حيث أنه لم يقصد بها السلطة الحالية فى مصر.
من جانبه أكد جمال حشمت، القيادى بجماعة الإخوان، أن ما ينشر عن المصالحة أو الهدنة مع النظام، هى أخبار كاذبة، ليس لها أى أساس فى الواقع. وزعم حشمت أن التصريحات التى تخرج عن المصالحة من معسكر الجماعة وأنصارها هى محاولة لكسر الجماعة، قائلا أن هذه التصريحات لن تجعل الجماعة تنال مرادها.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن استعانة الجماعة بشيوخها لإعلان رفض المصالحة يؤكد حالة التناقض الشديد التى تعانى منها الجماعة، موضحا أنه ترجع اهمية التصالح إلى المطلب الغربى بضرورة دمج الإخوان فى الحياة السياسية ولأنهم الأقدر على امتصاص الموجة (الداعشية القادمة) بعد عودة المقاتلين من ليبيا وسوريا والعراق وربما فى أفريقيا.
وأضاف أبو السعد لـ"اليوم السابع" أنه لن يكون هناك دمج إلا بالتسوية للقضايا العالقة ولن يكون هناك تسوية لما لم يبدأ صف الإخوان بقبول فكرة التصالح من أساسه، وإلا سينفرط عقد الإخوان التنظيمى ويصبح لا قيمة لهم فى العملية فعملية امتصاص الموجة الداعشية قائمة على مدى قدرة الإخوان على امتصاصها وتكسيرها وتفتيت بناءها الفكرى.
واستطرد:"لهذا تجدهم مرة يقولوا بضرورة المصالحة، ثم ينفونها عندما يردهم الصف فقسوة ويرفض المصالحة، المشكلة أن الخطاب القديم للإخوان لم يعد يصلح لجمع شمل الإخوان، طالما مازالت قضايا الإخوان عالقة مثل من السبب فيما وصل إليه الإخوان ومن سيدفع ثمن كل هذه التضحيات وما قيمة هذه التضحيات، وإذا كان كل هذا كان من أجل مجرد التفاوض فيجب أن يحاسب من ضحى بدماء شبابه من أجل تحسين شروط التفاوض".
وفى ذات السياق قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى، أن الإخوان تسعى فقط لاختبار كلمة المصالحة، ولكن بعد أن تفشل تخرج قياداتها الكبرى لتعن انهم لم يقصدوا المصالحة، موضحة أن الجماعة تلعب على عدة اوراق.