سعيد الشحات

«النوبة».. نبض مصر

الخميس، 24 نوفمبر 2016 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين يتحدث أهلنا فى النوبة عن حقوقهم التاريخية المهدرة وعدم تنفيذ الحكومات المتعاقبة لوعودهم نحوها، فهذا يعنى أن الشعور العام لدى النوبيين فى شكواهم الأخيرة له ما يبرره، والشكوى تتمثل فى رفضهم خضوع الأرض التى سيتم استصلاحها فى منطقة «خور قندى» ضمن مشروع تنمية المليون ونصف المليون فدان لأى احتمالات أن تذهب إلى أحد غيرهم.
 
المخاوف على هذا النحو تستدعى مواجع قديمة لدى النوبيين عن تهجيرهم من قراهم الأصلية، سواء فى بدايات القرن العشرين مع بناء خزان أسوان عام 1902، والهجرة الثانية مع بناء السد العالى فى ستينيات القرن الماضى، وإذا كانت هذه المواجع لها ما يبررها لدى أهلها، وإذا كان النضال السلمى من أجل الحصول على الحقوق هو عمل مشروع لأى فئة من المجتمع له كل الاحترام والتقدير، فإن تجديد قصة النوبة تحديدا بين الحين والآخر تضعنا أمام سؤال كبير وهو: «لماذا تتجدد؟».
السؤال يعيدنا إلى زمن مضى وبالتحديد خلال حكم مبارك، حيث كان هناك من له مصلحة فى اللعب على أوتار العرقية والطائفية والمذهبية، ونتج من ذلك حوادث بين مسلمين ومسيحيين تم تصويرها على أنها حرب طائفية، كما جرت جرائم مثل تفجير كنائس، وضعت النظام كله أمام العالم فى صورة الذى يضطهد المسيحيين، وتم التخديم على هذا من منظمات للمجتمع المدنى تعمل بأجندة مشبوهة، إلى جانب هذا العبث الطائفى، كان هناك العبث المذهبى المتمثل فى مسألة «الشيعة» و«السنة».
فى نفس الوقت كان هناك من يلعب بورقة «النوبة» بتصويرها كما لو أنها «نزاع عرقى»، وجرى التخديم على ذلك بوضع مسألة التهجير فى سياق غير سياقها التاريخى، وتزييف الحقائق المرتبطة بها، والزعم بأنها «صراع بين الجنوب والشمال» و«صراع بين ثقافتين»، وصراع بين حضارتين»، وإذا كان من المفهوم أن دوائر غربية وصهيونية تستهدف مصر هى من تروج ذلك، فليس مفهوما أن بعض المصريين يتبنون ذلك ومنهم أشخاص نوبيون يعيشون فى الخارج.
مثل هذه المخططات المشبوهة تفشل بفضل الوعى الجمعى لأهلنا فى النوبة، لكن ارتكان الحكومات على هذا الوعى لا يبرر لها إطلاقا أن تهمل الملفات الحيوية لهذه المنطقة، ثم تتذكرها فجأة كلما جدت أزمة من نوع ما.
 









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

داود المصري

ضفاف بحيرة ناصر والامن البيئي

كلنا نحب النوبة ونحب الخير لاهلها ونؤيد تحسين ظروفهم وحياتهم ولكن التوطين علي ضفاف بحيرة ناصر معناه كارثة بيئية وتلويث لمخزون المياه العذبه في مصر فتسرب التلوث عن طريق الارض سهل جدا وسينشر النيل التلوث في كل ارجاء مصر..اعطوهم اراضي وزراعة لكن ليس علي ضفاف البحيرة وعلي حساب صحة 100 مليون مصري

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

الرد علي تعليق رقم واحد

أخي العزيز لابد أن تزور أسوان وبلاد النوبة وتري كيف يتم التعامل مع نهر النيل هناك ومدي فدسيته لدينا هناك المياه تحتفظ بصفاتها ابناء النوبة أكثر الشعوب تحضرا ومحافظة علي البيئة وهم فعلا يعيشون الأن علي ضفاف النيل بأسوان . أدعوك الي زيارة مجانية لتري بنفسك مدي نظافة ابناء النوبة ومحافظتهم علي بيئتهم عكس كل ابناء مصر ( ممكن تفتح صور وتشوف بنفسك اختلاف مياه النيل من اسوان للقاهرة )

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة