فيلم "ذا نارو باث".. كيف يصبح "الممر الضيق" للحب فضاء رحبا

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 12:30 م
فيلم "ذا نارو باث".. كيف يصبح "الممر الضيق" للحب فضاء رحبا مهرجان القاهرة السينمائى
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أحد الأحياء الشعبية بمدينة كيرالا الهندية، يعيش الشاب أخيل مع والده المقعد المريض بالسكر فى أوضاع مزرية، فيما يفرض مرض الأب على الشاب أن يجلس بجواره لرعايته غير قادر على البحث عن عمل.

 

للوهلة الأولى تبدو قصة الفيلم - الذى أخرجه الأخوان ساتيش وسانتوش بابوسينان - تقليدية تناولتها السينما الهندية والعالمية من قبل عشرات المرات، لكن الأخوين بابوسينان يبتعدان عن الميلودراما النمطية لأسرة فقيرة، ليركزا على استكشاف الطبيعة الشائكة للمشاعر المعقدة المتبادلة بين الأب وابنه.

 

وفيلم (ذا نارو باث) هو أحد أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الثامنة والثلاثين وتكاد تدور أحداثه فى مكان واحد هو المنزل البسيط، الذى يعيش فيه الأب وابنه ولا يخرج المخرجان من هذا المنزل إلى العالم الخارجى، إلا فيما ندر ليخلقا أجواء شديدة الحميمية تعكس خصوصية الفكرة التى يتناولانها فى الفيلم.

 

يستكشف الفيلم بتأن وعلى مدى قرابة ساعتين مستويات تلك العلاقة التى تبدو فى ظاهرها متوترة وتحيط بها الكثير من الهواجس والشكوك المتبادلة.. فالأب الذى يلعب دوره الممثل كيه كالداران يشعر أن ابنه يحتقره ويحمله مسؤولية وفاة أمه ومن ثم يتعامل معه بمنطق الهجوم خير وسيلة للدفاع، بينما يسيطر على الابن الذى يجسده ساراث سابا شعور بأن والده لم يحبه قط وأنه فقط يعتمد عليه لرعايته.

 

تدريجيا يغوص المخرجان فى نفسية بطليهما ليزيلا تلك الطبقات من التوتر والشعور بالنبذ والإقصاء ليصلا إلى منطقة تتجلى فيها المحبة التى يكنها كل منهما للآخر خالصة دون شوائب.

 

يكثف المخرجان تلك اللحظات الشعورية بحساسية لتصل المشاعر إلى ذروتها مع نهاية الفيلم وليخرج الحب من الممر الضيق إلى فضاء رحب لا مجال فيه للهواجس أو الشكوك.

 

ينتمى الفيلم إلى تيار الواقعية ويلجأ المخرجان بوعى إلى استخدام أبرز سمات هذه المدرسة السينمائية مثل قلة أماكن التصوير والاعتماد المحدود على الإضاءة الصناعية واستخدام ممثلين غير معروفين لأداء الشخصيات الرئيسية.

 

وعن فكرة الفيلم قال سانتوش بابوسينان فى ندوة أعقبت العرض، إن مشاعر الحب التى ظهرت فى الفيلم لم تكن فى حسبانه هو وشقيقه عندما بدآ العمل على الفيلم.

 

وقال "فى الحقيقة كان الأمر على النقيض تماما. كنت أنا وساتيش مهمومين بفكرة الكراهية.. كيف يمكن أن تسمم الكراهية علاقة مقدسة مثل علاقة الآباء بأبنائهم. لكن مع تطور السيناريو وجدنا أنفسنا بلا وعى منا نتحرك فى هذا الاتجاه".

 

وأضاف أخوه سانتوش معقبا "العمل الفنى دائما أكبر من الفنان. نحن لا نوجهه.. هو الذى يوجهنا."

 

ويتنافس الفيلم ضمن 16 فيلما من مصر والجزائر وإستونيا وجورجيا على جائزة الهرم الذهبى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى سيسدل الستار عليه فى 24 نوفمبر تشرين الثانى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة