لماذا لن تنجح تحالفات الدول المنتجة للنفط قبل اجتماع أوبك لخفض الإنتاج؟

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 05:00 ص
لماذا لن تنجح تحالفات الدول المنتجة للنفط قبل اجتماع أوبك لخفض الإنتاج؟ نفط
تحليل رأفت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لازالت روسيا غير عضو فى منظمة أوبك العالمية، تسعى بكل قوة لعودة الاستقرار لأسواق النفط العالمية بعد أن تضرر اقتصادها والذى تعتمد معظم موارده على البترول، حيث التقت منذ بداية العام الجارى العديد من الدول الأعضاء فى منظمة أوبك للوصول إلى تحالف واتفاق جماعى بخفض الإنتاج.

من بين الاجتماعات واللقاءات الهامة التى قادتها روسيا وانضمت إليها فيها فنزويلا الاجتماع الذى عقد فى الدوحة بمشاركة السعودية وقطر فى 16 فبراير من العام الجارى، واتفق الوزراء اجتماعهم الرباعى على تجميد إنتاج النفط عند مستوى شهر يناير، وعقب ذلك العديد من المحادثات والمشاورات كلها انتهت بالفشل نظرا لكثرة الخلافات بين أعضاء المنظمة وتقيد بعض الدول الأخرى بضرورة خفض الدول غير الأعضاء فى أوبك للإنتاج والالتزام بكل القرارات.

بعد اجتماع الجزائر الأخير والتوصل إلى اتفاق جماعيى بخفض الإنتاج والتصويت عليه فى اجتماع أوبك الرسمى فى نوفمبر الجارى فى فيينا، تحركت روسيا فى كل الاتجاهات لإجراء تكتلات وتحالفات من شأنها التوافق على خفض الإنتاج فى الاجتماع المرتقب.

رأت روسيا ضرورة النظر إلى الجبهة الأخرى المنتجة ويتقيد بها معظم الدول كشرط فى خفض الانتاج، حيث اجتمعت مع قازاخستان والمكسيك وسلطنة عمان وأذربيجان والبرازيل وبوليفيا للخروج باتفاق جماعى وتحالف يمثل ضغط وإحراج للدول الأخرى أن الاجتماع انتهى بالفشل، نظرا إلى أنه كان لكل دولة رأيها الخاص فى معدلات الخفض، كما أبدو رغبتهم فى أن تحل أوبك الخلافات الداخلية أولا.

من واقع الاجتماعات واللقاءات والمشاورات التى تم ذكرها سنجد أن كلها انتهت بالفشل لعدم وجود إرادة حقيقة فى عودة الاستقرار لأسعار النفط من قبل الدول الكبرى مثل السعودية وبالتالى من الصعب تكوين تحالف نظرا إلى أن كل دولة تتطلع للأخرى فى أن تبدأ بخفض الانتاج وهو الأمر الذى ترفضه العديد من الدول تخوفا من عدم توافق باقى الدول وفى هذه اللحظة تخسر حصتها السوقية فى الوقت الذى اعلنت فيه دول مثل ليبيا والعراق وإيران عدم التزامها بخفض الإنتاج لتعويض خسائر اقتصادهما خلال السنوات الماضية بسبب الحظر على طهران والحروب والثورات فى كل من بغداد وطرابلس.

التجارب السابقة والقراءة للأحداث الجارية تؤكد أن أى تحالف بين بعض الدول المنتجة سواء من داخل أو خارج أوبك فى ظل استمرار الخلافات بين كبار منتجى النفط فى أوبك لن يكون له فائدة، حيث إنه لن تهتم الدول الكبرى فى المنظمة بآراء هذه الدول بسبب الخلافات وتمسك كل الأطراف برأيه، حيث يرى فريق بقيادة السعودية ترك السوق للعرض والطلب وبناء يتحدد سعر البرميل ويرى فريق آخر أن تبادر الدول المنتجة بخفض الإنتاج وبالتالى يقل المعروض وترتفع الأسعار.

وكان أعضاء المنظمة قد توصلوا لاتفاق فى اجتماعها غير الرسمى فى الجزائر، بتخفيض إنتاج المنظمة، إلى 32.5 مليون برميل يوميا من مستواه الحالى الذى يقارب 33.24 مليون برميل يوميا.

وانخفضت أسعار النفط فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب لأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض نحو 32.5 مليون برميل يوميا، فيما كان الطلب المقدر 30.1 مليون برميل، فيما يقدر حجم العرض الحالى والمتوقع الفترة المقبلة، 33.24 مليون برميل يوميا، والطلب 32.7 مليون برميل.

وقفزت أسعار النفط فى عام 2005 بسبب الأعاصير والعوامل الجيوسياسية إلى مستوى 78دولارا للبرميل، وارتفع سعر البترول إلى مستوى قياسى فى يوليو 2008 إلى 147 دولار للبرميل، ثم انخفضت الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل فى أكتوبر 2008، واستمر صعودا وهبوطا قبل أن يصل فى 2013 و2014 إلى ارتفاع كبير جديد بسعر 120 دولارا للبرميل، قبل أن يبدأ رحلة الهبوط فى 7 2014، ووصل إلى أدنى مستوى له فى نهاية العام الماضى وبداية العام الحالى مسجلا 28 دولار للبرميل.

وتضم منظّمة الأوبك 12 دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها، ويعمل أعضاء الأوبك لزيادة العائدات من بيع النّفط فى السّوق العالمية، وتملك الدّول الأعضاء فى هذه المنظّمة 40% من الناتج العالمى و70% من الاحتياطى العالمى للنّفط، وتأسست فى بغداد عام 1960.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة