التعليم أولا وثانيا وعاشرا، هذا ما قاله لى العالم المصرى الأمريكى العالمى الدكتور طلال عبدالمنعم واصل فى حديثه لى عن معجزة سنغافورة، التى بدأت فور الحصول على استقلالها عام 1965.
تحدثت أمس عن تجربة سنغافورة بمناسبة زيارة رئيسها إلى مصر، بعد ما يزيد على عام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إليها، وطرحت سؤالا: «لماذا تقدمت؟ ولماذا تأخرنا؟ وذكرت جانبا مما قاله لى الدكتور طلال منذ ما يقرب من خمسة أعوام، حيث توقف أمام عدة تجارب عالمية مشددا على ضرورة إعادة قراءتها حتى نعرف من أين بدأوا، ولماذا تقدموا؟».
فى تجربة سنغافورة وحسب طلال، كان العلم ومازال هو المجال الذى قررت أن تغزو به العالم وقد كان حتى أن العائد فى مجال «البيوتكنولوجى» و«الفارما سونيكال» يعادل نحو %6 من قيمة الاقتصاد السنغافورى، كما أن الصناعة الناتجة عنها تزيد على 25 بليون دولار «لاحظ أن هذه الإحصائيات قالها الدكتور طلال فى عام 2011»، والآن بعد خمس سنوات لم نسمع مثلا أن اقتصاد سنغافورة اهتز نتيجة أزمات عالمية، أو نتيجة اعتمادها على اقتصاد الغير، وهو ما يعنى أننا أمام حالة مستقرة لهذا البلد الصغير الذى تبلغ مساحته نحو 700 كم متر مربع وعدد سكانه نحو خمسة ملايين ونصف مليون نسمة، لكنه وعلى صغره، رائد علميا على مستوى العالم، ويقدم للعالم تجربة لابد من قراءتها بوعى شديد.
اختيار طريق العلم يستدعى على الفور الاهتمام بالتعليم وهذا بالضبط الذى فعلته سنغافورة طبقا لكلام طلال واصل، الذى يؤكد أن الحكومة وضعت خطة قومية للنهوض بالتعليم المدرسى، لأن التقدم العلمى الحقيقى يبدأ بالنهوض بالتعليم قبل الجامعى، ويلفت «طلال» النظر إلى أن كل الدول التى شقت طريقها نحو التقدم العلمى بدأت الطريق أولا بنهوض التعليم قبل الجامعى، حدث هذا فى أمريكا واليابان والدول الأوربية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، أما سنغافورة فبلغ اهتمامها بالتعليم حدا فائقا، حتى أنها أصبحت الأول فى العالم من حيث قدرات القراءة والعلوم والرياضيات، وبالطبع فإن كل ذلك نجح مع وجود بنية قانونية صارمة يخضع لها الجميع.
الطريق الصعب يبدأ بخطوة، ويبدأ بحلم مقرونا بالرغبة فى التعلم وإرادة التنفيذ، هكذا يلفت الدكتور طلال واصل النظر إلى تجربة سنغافورة كى نستفيد منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة