أنت واخد موقف من المهرجان ليه ؟! سؤال يُفسر الكثير من تصرفات إدارة الدورة الـ 38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وتعاملها مع الصحفيين، في البداية خصصت إدارة المهرجان 3 تذاكر فقط في اليوم لحضور الصحفي للأفلام التى يختارها بالأوبرا متجاهلة أهمية حضور الصحفي عروض أغلب الأفلام ليس للمتعة ولكن للتغطية الإعلامية فمن الوارد أن يدخل الصحفى عرض فيلم ليتابع إقبال الجمهور ويتعرف على أسماء ضيوف الفيلم من سياسيين أو نجوم ثم ينتقل لفيلم آخر، ولم يكن هذا العيب الوحيد بنظام التذاكر ولكن يضطر الصحفى للوقوف فترة طويلة أمام شباك التذاكر لحجز مكانه ورغم أن إدارة المهرجان سمحت بالحجز والحصول على 3 تذكرة دفعة واحدة إلا أن زيارة شباك التذاكر أصبحت مهمة يومية للصحفى الذى يسابق الزمن لتغطية فعاليات المهرجان المتشعبة لأن نظام الحجز ضعيف ولا يتيح حجز تذاكر لأكثر من يوم، أما عن أزمة كارنيهات الصحفيين "فحدث ولا حرج" لم يستطع بعض الصحفيين أداء مهام وظيفتهم في أول أيام المهرجان بسبب عدم إصدار الكارنيهات الخاصة بهم، ورغم محاولات المركز الصحفى المستميتة لحل هذه الأزمة والتى نجح فى النهاية بإصدار صور من الكارنية قبل انتهاء اليوم بقليل إلا أنه لم يكن هناك داع من الأساس لحدوث مثل هذه الأزمة فإصدار الكارنيهات وتوزيعها مبكرا أمر بديهى فى التحضير لفعاليات مهرجان بحجم "القاهرة السينمائى".
ولم يكن نظام التذاكر هو العائق الوحيد أمام الصحفيين ولكن قامت إدارة المهرجان بالتعاون مع الأوبرا بسد جميع المنافذ العبور بين المسرح الكبير والمركز الصحفى بحيث يضطر من يريد العبور للسير على الأقدام مسافة ليست بقصيرة للصعود على السجادة الحمراء والعودة نفس المسابقة لدخول المركز الصحفى أو "التزويغ" من فتحة ضيقة يستخدمها الجمهور للتنقل بصورة أسرع، ونعرف جميعا أن هذا التضييق فى الحركة محاولة من الأوبرا والمهرجان للسيطرة على الجمهور و تفادى حدوث ازدحام شديد وتلفيات في الممتلكات قبل عروض الأفلام المصرية مثلما حدث العام الماضى ولكن كان من الممكن ابتكار نظام يحقق الأمان ويسهل مرور الجمهور والصحفيين فى آن واحد.
رحب الجميع بقرار خروج عروض الأفلام من أسوار الأوبرا إلى وسط البلد فى خطوة ذكرتنا بأيام سعد الدين وهبة الذهبية، وتدل على استقرار الأمن وتوسع قاعدة جمهور مهرجان القاهرة، ولكن يبدو أن إدارة المهرجان لم ترد بذل المزيد من الجهد لتشجيع جمهور غلبت عليه "ثقافة أفلام المهرجانات" ولذلك وزعت حفلاتها بين الأوبرا ووسط البلد بحيث تكون أغلب العروض الأولى في الأوبرا والثانية فى وسط البلد وهو الأمر الذى يجبر جمهور الأوبرا على الانتقال ذهابا وإيابا من الأوبرا لوسط البلد لمشاهدة عروض الأفلام وما كان يتوجب فعله فى هذا الموقف هو عرض أول وثانى فى الأوبرا وعرض ثالث فى وسط البلد ولا أعلم إذا كان هناك عدد نسخ كاف لتحقيق هذا الغرض ولكن كان من الممكن أن ينجح الأمر إذا حدث تبادل بين عروض الأفلام بصورة جيدة، ويجدر الإشارة إلى أن الجدول المطبوع مربك وكان يجب فصل جدول عروض الأوبرا عن سينمات وسط البلد للتسهيل على الجمهور الوصول لوجهتهم.
ولم يكن أخطاء المهرجان فى أول يوم أمرا مفاجئا لدى الكثيرين الذين اعتادوا روح "مهرجان القاهرة" ففي حفل الافتتاح تكدس الصحفيون والإعلاميون والمصورون أمام الباب الخلفى للأوبرا فى محاولة للدخول، وسوء التنظيم كان أمرا طبيعيا نتيجة إنهاء كل شىء فى اللحظات الأخيرة ولكن جاءت الرسالة الموجهة للصحفيين فيما يخص الملابس "مهينة" لدرجة كبيرة حيث وصل للجميع تسجيل صوتى يوضح أن اللون الأسود هو الأساسى فى الملابس نظرا لظروف رحيل النجم محمود عبد العزيز وهو أمر محترم ولا يوجد به مشكلة ولكن طريقة إخبار الصحفيين بهذه المعلومة كانت الأزمة حيث جاء فى نص التسجيل "اللى مش هيجى لابس كدة مش هدخله" وهو أسلوب غير لائق للتحدث مع العالمين في بلاط صاحبة الجلالة.
أما عن السفير والوفد المرافق له فانتظروا أمام المسرح الصغير فترة لا تقل عن نصف الساعة في أول أيام المهرجان منتظرين عرض فيلم "eastern business"، الذى تغير ميعاد عرضه ووضع بدل فى الجدول فيلم "مات فجأة لتوه"، وقامت إدارة المهرجان بالتعامل الفورى مع الوضع وأرسلوا مندوبا ليسأل الوفد عن الأفلام التى يريد رؤيتها بدلا من هذا الفيلم، وبالفعل استجاب الوفد وقرروا رؤية فيلم "عروس من شنجهاى"، فى حين رفض السفير الرومانى مشاهدة الفيلم وغادر المكان.
ويحسب لإدارة المهرجان سرعة تحركها لحل المشاكل التى تطرأ بالمهرجان ولكن يتوجب لفت النظر لصدى قراراتهم على أرض الواقع لتفادى هذه المشاكل في المستقبل حتى يخرج المهرجان بصورة مشرفة.
عدد الردود 0
بواسطة:
وجهة نظر
مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان قرطاج السينمائي كان أفضل بكثير من ناحية التنظيم مقارنة بمهرجان القاهرة رغم الإنتقادات التي واجهها . ويحسب له الإقبال الكبير من الجمهور وتوزيع العروض على القاعات والندوات الصحفية والإهتمام بالوفود والضيوف .