قبل يومين من الاحتفال باليوم العالمى لمرض للسكر، الذى يعانى منه 30% من المصريين طبقًا لإحصائيات اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة، يواجة عشرات المرضى مخاوف من اختفاء عقار الأنسولين بعد توقف العديد من الشركات عن استيراده.
فى المقابل جاء تصريح الدكتور أحمد عماد وزير الصحة نافيًا وجود نقص فى الأنسولين، ومؤكدًا على توافر 3 ملايين و940 ألف عبوة من الأنسولين تكفى لمدة 7 أشهر، لافتًا إلى رفع حصة الصيدلية لـ10 عبوات شهريًا على الأقل.
تصريحات الوزير التى أعلن فيها توزيع الأنسولين بداية من يوم الأربعاء الماضى دفعت "اليوم السابع" إلى القيام بجولة ميدانية على العديد من الصيدليات للتأكد من حصولها على نسبتها من الانسولين، وهل تكفى هذه الكميات حاجة المرضى فعليا؟.
كانت البداية مع شارع قصر العينى الذى ينتشر به عدد كبير من الصيدليات الكبرى، حيث قال أحد الأطباء العاملين فى صيدلية، نعانى من أزمة حادة فى الأنسوليين منذ عدة أسابيع وتضاعفت حدتها نتيجة لتوقف العديد من الشركات عن استيراد الأنسولين بسبب ارتفاع الدولار.
وأكد الطبيب أنه رغم قيام وزارة الصحة بالإعلان عن توزيع 10 عبوات من الأنسولين شهريًا ووصولهم فعليًا إلا أن الأزمة لا تزال مستمرة، نظرًا لأن هذه الكمية لا تكفى الاحتياج الفعلى الذى يفوق المتوفر من الأنسولين خمس أضعاف على الأقل.
على بعد خطوات أخرى أكد أحد العاملين فى صيدلية، عدم وصول أى كميات من الأنسوليين إليهم، مضيفًا أنه حتى فى حالة وصول الكمية المعلن عنها إليهم فهى لن تكفى احتياجات المرضى، لأنها لا تغطى الحد الأدنى من الاستهلاك.
فى شارع شبرا، لم يهتم أحد الأطباء العاملين فى صيدلية "س"، بخصوص توفير 10 علب من الأنسيوليين لكل صيدلية، متسائلًا "هايعملوا أيه 10 علب شهريًا؟"، فى ظل الاحتياج المتزايد للأنسولين، مشددًا على أن معدل الاستهلاك للصيدلية يتخطى خمس أضعاف الكمية المقررة.
ومن جانبه، قال خالد محمد أحد مرضى السكر، والذى أصيب بهذا المرض اللعين منذ خمس سنوات، أنه يذهب إلى معهد السكر أسبوعيًا لتلقى العلاج خاصة مع زيادة حدة الألم التى أدت إلى بتر جزء من قدمه.
وأضاف الرجل الخمسينى، والأب لثلاثة أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، أن معهد السكر يقوم بتوفير العلاج، ولكن الأزمة هو عدم وجود الأنسوليين فى الصيدليات الخاصة القريبة من محل إقامته فى محافظة الجيزة وهو ما قد يعرضه إلى انتكاسة صحية.
فيما يتوقع محمود فؤاد رئيس مركز الحق فى الدواء، عدم كفاية الكمية التى أعلنت عنها وزارة الصحة أكثر من شهريين فقط، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضاء على أزمة الأنسوليين هو القضاء على العراقيل التى تواجه مصنعى الدواء والتى أدت إلى إغلاق عدد كبير من المصانع لصالح 3 شركات أجنبية تحتكر السوق المصرى، الذى يستورد أكثر من 80% من احتياجاته الفعلية للأنسولين.
على عكس التأكيدات السابقة بعدم كفاية الكمية التى أعلنت عنها وزارة الصحة، جاءت تصريحات سابقة أدلت بها الدكتورة علا خير الله مدير وحدة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، لتؤكد على توافر عقار الأنسولين، وأنه لا توجد أزمات فى توفيره فى الصيدليات أو مستشفيات وزارة الصحة، لافتة إلى أن المخزون الاستراتيجى للأنسولين بوزارة الصحة يكفى 7 شهور.