فى الوقت الذى ينفق المصريون ملايين الدولارات لاستيراد سجاد الصلاة، تقف صناعة الغزل والنسيج فى مصر على حافة الانهيار، بسبب هروب الأيدى العاملة، وعدم تسويق السجاد المصرى جيدًا، بالإضافة إلى عدم خلق مناخ جاذب للاستثمار فى هذا المجال.. "اليوم السابع" تجول بين ورش السجاد اليدوى فى مدينة كرداسة، للوقوف على الأسباب التى دفعت إلى تراجع السجاد المصرى بما فيه سجاد الصلاة الذى أصبحنا نستورده سنويا بما يعادل 150 مليون دولار رغم أن مصر تصدر بـ 3 مليارات دولار غزل ونسيج، وهو ما أكده المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، فى المؤتمر الاقتصادى لأخبار اليوم.
البداية كانت فى ورشة ومعرض مملوكين لـ "عائشة" التى ورثتها عن أبيها، تقول إنهم ينتجون سجاد الصلاة فى مصر يدويا، لكن المواطن دائما ما يحب شراء المستورد، فى حين أن السجاد المصنع يدويًا أقيم وأرخص بكثير عن المصنع بالماكينات، إذ يصل سعر الواحدة 65 جنيها فى حين يصل سعر المميكنة 100 جنيه أحيانًا.
كفاية السوق المحلى، أمر يتطلب عددا أكبر من الورش - بحسب عائشة - التى فسرت ذلك بأن العمالة بهذه المهنة هجرتها منذ 2011، ولم يتبق سوى الأجيال الكبيرة التى يصل أعمارها الستين، لأنهم لم يكن لديهم رفاهية تغير المجال بعدما قل الطلب على منتجاتنا، وقل معها العائد المادى.
دعم الدولة لهذه الصناعة يبدأ من فتح مدارس لتدريب الأيدى العاملة وتشجيع السوق من خلال الدعاية بهدف تشجيع هذه العمالة على الاستمرار فى هذه المهنة، وفقاً لما أكدته عائشة التى ترى أن من خلال الارتقاء بهذه الصناعة يمكننا من منافسة المستورد، لأنه يتمتع بجودة أعلى وسعر أرخص.
عائشة فسرت ارتفاع جودة المحلى عن المستورد، بأن المحلى المصنع يدويًا عند غسله يعود لما كان عليه ولا يتأثر، كما أنه مضاف إليه "القطيفة" التى تجعل ملمس سجادة الصلاة ناعما عند ملامسته الوجه".
سيد صالح صاحب أحد المعارض، أكد أننا نشترى المستورد من سجاد الصلاة عندما نذهب إلى المملكة العربية السعودية لآداء فريضة الحج، فى حين أن العرب وتحديدًا مواطنى الخليج كانوا يشترون سجاد الصلاة المصنع يدويًا قبل الثورة عندما كانت السياحة موجودة.
وأضاف صالح أن مصر بها أكثر من مكان يصنع سجاد الصلاة يدويًا، ويحتاج إلى دعم من الدولة لكى يحدث ارتقاء بالصناعة المصرية من السجاد المحلى، مؤكدًا أن هناك أماكن مشهورة فى محافظات كالمنوفية "أبو شعرة" وكفر الشيخ" فوة" والمحلة، يحتاجون إلى الدعم لزيادة إنتاجهم، فضلا عن الوعى المجتمعى بمدى جودة المنتج المحلى، ومدى تميزه حتى يشتريه المصريون، ولا يلجأون لشراء المستورد.
عبد الناصر خليل، أحد العاملين السابقين فى صناعة السجاد اليدوى، قال إنه ترك المهنة لأنها لم تعد كما كانت، مؤكدًا أنه إذا أرادت الدولة أن تعزز فرص المحلى، فعليها أن تساعد الأسر على إنتاج وتوفر أسواق تشترى إنتاجهم، كمشروعات صغيرة تستغلها الأسر فى تحسين دخلها.
فيما قال رجل الأعمال محمد المرشدى رئيس شعبة المنسوجات باتحاد الصناعات، لـ "اليوم السابع" إن الحكومة تتحمل أسباب تراجع صناعة السجاد فى مصر سواء المميكن، أو اليدوى، مشددًا على أن السياسات الحكومية أدت إلى تجفيف منابع المهنة، وعدم تشجيع صغار المستثمرين على الاستمرار فى عملهم، وعدم هجرانه لأن السياسات الحالية طاردة للاستثمار وعلى الوزير أن يلوم نفسه.
المرشدى نصح بتوفير قروض بفائدة منخفضة لزيادة قدرة صغار الصناع على الاستمرار فى السوق، مما يجعلهم قادرين على إعادة بناء صناعتهم بما يواجه الاستيراد ويعزز فرص المنتج المحلى.
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس / مجدي المصري - القاهرة ...
للأسف لأن المحلي غير مطابق للمواصفات ...
بشكل عام معظم المنتج المحلي يفتقد للمواصفات واللمسة النهائية وبالتالي تجد المستورد يراعي هذا ..فهل يوجد لجان تفتيش ومراقبة جودة للمنتج المصري ؟؟ هل مثل هذه الصناعات حتى ولو يدوية لها ترخيص ؟؟ للأسف معظمها يتم تصنيعه بنظام بئر السلم ومن خامات رديئة ويعتقد من يصنعه بأنه ضحك على الزبون ولكنه للأسف لا يعرف بأنه ضحك على نفسه ومن إشتراه لن يفكر أي يشتري مثله بل سيكون دعاية سيئة له ..أتذكر وأنا أعمل بأحد دول الخليج وأردت شراء بوتاجاز للمطبخ وذهبت لأحد المولات ورأيت بوتجاز إيديال مصري فقلت لماذا لا أشتري المنتج المصري ..وأشتريتة ويا لينتني ما أشتريتة ..ما هي إلا شهور وظهرت العيوب عليه من مفاتيح لا تعمل وولاعات وزجاج الفرن إنكسر بدون لمسه حتى الصاج الخارجي ظهر عليه الصدأ ..ساعتها قررت ألا أشتري منتج مصري لأنه وللأسف يفتقد الجودة في جميع مراحله ولا يراعي أي مواصفات سوى أنه من أردئ الخامات والمكونات لكي يكسب صاحب المصنع أكبر قدر ممكن بطريقة الغش والخداع ..لذلك وأقسم بالله لم أرى بعدها هذه النوعية معروضة بالمولات لأنه أكيد سواء البائع أو المشتري عرفوا بأنه وقعوا في فخ الغش وبالتالي لا مشتري ولا بائع يرغب فيه ..لذلك لكي ينجح المنتج المصري لابد أن يراعي كافة المواصفات الدولية ويتم التفتيش الدوري عليه وكفانا أسلوب الفهلوة الذي أصبح يضر أكثر وشوفوا الدول الأخرى كيف نهضت وسبقتنا مثل تركيا وتركيا والصين وغيرها من الدول التي كنا نسبقها بمراحل أيام مكان عندنا ضمير في العمل ..