استدعت وفاة الفنان العظيم، محمود عبد العزيز، ذكريات البعض حول بعض الأعمال الفنية التى قدمها، ومن بينها مسلسل«رأفت الهجان»، والذى يؤرخ دراميًا للعملية العظيمة التى قامت بها المخابرات المصرية بزرع «رفعت الجمال» داخل إسرائيل لمدة 18 عاما دون الكشف عنه بدءا من عام 1955.
كل هذه الذكريات تعمق المعرفة بهذا الفنان النادر فى موهبته وإنسانيته ووطنيته،ومما لفت نظرى من هذه الذكريات ما ذكره الصديق المحامى اللامع المستشار«عمر حجاج الشال»فى بوست على صفحته بموقع«فيس بوك»، قائلا: «اشترط الفنان عادل إمام أجرا مرتفعا ومبالغا عندما عرض عليه دور رأفت الهجان،وضايق هذا الموقف المرحوم اللواء عبد العزيز الطودى «عزيز الجبالى فى المسلسل»،وكتب رأيه عن هذا الموضوع ونشره فى صحيفة الشعب لسان حزب العمل «المجمد»،وعندما عرض الدور على الراحل العظيم الفنان محمود عبد العزيز لم يشترط أى شروط ولم يطلب أجرا مقدما،وقال المهم إن ربنا يوفقنا والله المستعان».
أعرف أن«الشال»يتحدث من واقع أنه كان صديقا ومحاميا لضابط المخابرات عبد العزيز الطودى،وبفضل هذه العلاقة استمع من الطودى إلى قصة رفعت الجمال،فاصطحبه إلى مجلة «الموقف العربى» ومالكها الأستاذ الراحل عبد العظيم مناف،ومن هناك دارت العجلة لترسو عند صالح مرسى ليكتبها فى عمل روائى،ومع تحويلها إلى مسلسل توجهت الأنظار إلى عادل إمام لسابق دوره فى مسلسل«جمعة الشوان»، وهو عمل آخر من بطولات المخابرات، وقيل وقتها إنه رفض لأن المسلسل يقوم على»الفلاش باك»بجلوس زوجة الهجان«يسرا»أمام عزيز الجبالى«محمد وفيق»واستدعاء الأحداث كما نشاهدها فى المسلسل،غير أن مقال «الطودى» فى«الشعب» الذى أشار إليه«الشال» يكشف الحقيقة وهى«الأجر المرتفع والمبالغ فيه من «إمام»،فى حين لم يشترط«عبد العزيز»أى شروط،مكتفيا بالقول: «المهم ربنا يوفقنا والله المستعان».
والقصة على هذا النحو تكشف لنا عن كيف تعامل محمود عبد العزيز مع«الفن»،فهو لم يحسبه أداة لمزيد من اكتناز المال،وإنما دور محترم للإنسان فى الحياة طالما يعيش على وجه الأرض،وإن صدق فيه سيمد به الحياة بعد رحيله،ولهذا لم يكن مستغربا خطوة جهاز المخابرات العامة الإنسانية المحترمة، حيث نعته على مساحة كبيرة فى صحيفة الأهرام أمس، ووصفته بأنه«أثرى بفنه العديد من الإبداعات والذى جسد بصدق بطولات أبناء الوطن عبر إخلاصه وقدرته العظيمة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة