زاد الحديث والتحليل منذ انتهاء مباراة منتخبنا أمام غانا عن واقعية كوبر وذكائه ودهائه في خطف الفوز الغالي من النجوم السوداء.. اتفق تماما أن الفوز غالي بل غالي جدا لأنه يقربنا من حلم لم يتحقق منذ أكثر من ربع قرن، ولكن أين واقعية كوبر من التألق غير العادي للرباعي عصام الحضري وأحمد حجازي وعلي جبر وأحمد فتحى، فهم تحملوا في الشوط الأول العبء الهجومي للفريق الغاني دون أن يتحرك كوبر بواقعيته لينشط وسط الملعب الغائب ويمنح اللاعبين التعليمات للقيام بدورهم الحقيقي للتخفيف عن دفاع الفراعنة والحضري، الذي كان بطلا لهذه المباراة، لأنه حرم النجوم السوداء من التقدم وحافظ علي نظافة شباكه.
واقعية كوبر جعلت الجماهير تضع يدها على قلوبها لأنها تولد لديها شعور بأن المنتخب يلعب في أكرا وليس في برج العرب، وكان في مرحلة دفاع دائمة، ولم يظهر محمد صلاح المرعب الذي نعرفه مع ذئاب روما الإيطالى ويبدو أنه كان خائفا من الاحتكاك مع لاعبي غانا مما قد يجعله يتعرض للإصابة، فيتأثر مشواره الاحترافي،ومحمد النني الذي كان غائبا تماما، مما جعل الأفضلية للضيوف، ولم نستفق إلا مع استفاقة محمود تريزيجيه الذي حصل علي ركلة جزاء في وقت مناسب للغاية، وأنهينا بها الشوط الأول متقدمين.
واقعية كوبر التي تحدثوا عنها هي أنه لابد أن يتفق مع ما طرحه أحمد حسام ميدو بعودة حسام غالي إلى المنتخب، لأن وسط الملعب يحتاج لخبراته وذكائه، ولابد من التغاضي عن رأي أسامة نبيه الذي يتمسك بعدم ضم غالي رغم التألق الكبير للكابيتانو الذي أبدع مع الأهلي في المباريات الأخيرة للدوري، ولكنه لم يحصل على رضاء نبيه الذي أصبح له الكلمة العليا في الاختيارات ويحدد المغضوب عليهم دون مراعاة مصلحة المنتخب.
ليت كوبر يسعي بواقعيته التي يتحدثون لحل أزمة الهجوم التي أصبحت تهدد المنتخب قبل أمم أفريقيا بالجابون 2017 فنحن لا نملك مهاجما نعتمد عليه لقيادة هجوم الفراعنة، لأن أحمد حسن كوكا ليس هو من نعتمد عليه وأيضا باسم مرسى صاحب المستوى المهتز، وعمرو جمال الذي لا يشارك مع ناديه إلا على فترات، فكل هذا يجعل هناك أزمة هجوم فعلية في المنتخب، عليه أن يسعى لحلها قبل موقعة الجابون، لأن البطولة ستختلف كثيرا وكل المنتخبات سيكون لديها أمل كبير، ولذا لن يكون هناك فريق سهل يلعب أمامه كوبر بواقعيته .