قرأت لك.. "الدين والدولة": المناهج المدرسية من أسباب ظهور التطرف

الإثنين، 14 نوفمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "الدين والدولة": المناهج المدرسية من أسباب ظهور التطرف غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"زاحمت الجماعات الإسلامية من عشرينيات القرن الماضى، الدول فى استثمار مكانة الدين فى حياة الناس والمجتمعات، وسخرته لأغراض سياسية، فى المقام الأول، وأصبح الطلب على الدين، منذ ذلك الحين، طلبا سياسيا فى المقام الأول وليس طلبا إيمانيا أو ثقافيًا، وكان لذلك آثاره الفادحة، التى نراها اليوم، وقد باتت توشك أن تصبح خارج السيطرة"، بتلك المقدمة، افتتح الكاتب عبد الإله بلقزيز، كتابه "الدولة والدين: فى الاجتماع العربى الإسلامى".

ويرى الكاتب أن ظهور الإسلام السياسى فى البلدان الإسلامية ليست ظاهرة حديثة، مشيرا إلى دويلات الخلافة، والتى رمز إليها بـ"الدولة السلطانية التقليدية"،  حتى تحولت لحركات صوفية وسلفية سرعان ما تحولت الأخيرة، لحركات "وهبية – مهدية – سنوسية"، وحتى فى القرون الحديثة بدأت الأحزاب السياسية، استخدام الرمزيات الدينية ومفرداتها، بغرض التعبئة السياسية.

وأوضح الكاتب الفرق فى التسميات بين التى تطلق غالبا على المشروع السياسى الإسلامى، ما بين الإسلام السياسى، والتى يتضمن أفراد وجماعات ومؤسسات وفقهاء ومثقفين وجماعات دعوية وأحزاب إسلامية، وزوايا وطرق صوفية، ودول وسلطات، موضحا أن "الإسلام الحزبىى" يعتبر الدرجة العليا من الإسلام السياسى.

ويقول الكاتب عن الإسلام الحزبى: "ما نشهده اليوم، بل منذ عقود من تاريخ الإسلام الحزبى إعادة لإنتاج فكرة "الفرقة الناجية" – فى إشارة إلى الحديث النبوى الذى يقول: (ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة)- وهو الذى قاد الفكر لكل مجموعة أن تعتقد إنها "الفرقة الناجية"، دون غيرها، مشددًا: "لا نتزيد حين نقول إن "الإسلام الحزبى" طائفى ومذهبى بامتياز، وليس ذلك من الإسلام فى شئ، ولا مما تجوز معه تسميه قواه بالإسلامية، إلا إذا أردنا بالصفة معناها الواقعى- الانقسامى الأنغلاقى- وليس المعيارى التوحيدى.

وعن أسباب ظهور الإسلام الحزبى فى الوطن العربى، أرجع الكاتب ذلك لما أسماه "الخجل فى بنى الاجتماع السياسى العربى"، كما أكد أن أزمة "انهيار النظام التعليمى" وهو ما يؤدى إلى إنتاج جمهور من المتعلمين يعانى نقصًا حادًا فى القيم المعرفية، وأشار إلى الخلل فى مظهرين من وجهة نظره، أولهما البرامج الدينية فى المدارس العربية، وثانيهما استثناء الثقافة الدينية من الإخضاع لمناهج الدرس الحديث، ما يسبب نتائج سلبية على وعى المتلقين على حد وصفه، فما اختتم أسبابه بغياب حلقة الإصلاح الدينى عن الإسلام المعاصر، والفراغ السياسى، مستشهدا بالوضع فى مصر بعد هزيمة 67 وتراجع التيار اليسارى.

وفى تقيمه لنتائج وحصاد الإسلام الحزبى فى الأربعين سنة الأخيرة، يقول: "أربع نتائج سياسية فى غاية الخطورة والسوء أفضى إليهما الإسلام الحزبى، فى الأعوام الأربعين الأخيرة، وإدخاله على تلك الحياة قيما وقواعد غير مألوفة ولا مأمونة التبعيات: زعزعة الاستقرار الداخلى، إحداث انقسامات أهلية من طبيعة طائفية ومذهبية، الإساءة إلى صورة الإسلام فى الخارج، ثم استدراج التدخلات الأجنبية فى البلدان العربية"، ويضيف "لسنا نرمى تيارات الإسلام الحزبى، هنا بالتهم جزافا، أو على وجه التكيد والرغبة فى التشويه، وإنما نحاول، أن نقرأ بقدر من الموضوعية التأثيرات التى يلقيها، دخول أحزاب الإسلام السياسى وتنظماته معترك الحياة السياسية"، وأوضح الكاتب ان من ضمن ما نتج عن وجود تلك الأحزاب "إشاعة ثقافة العنف السياسى، وتصديع الاستقرار السياسى، وتفجير تناقضات البنية الاجتماعية، بالإضافة للإساءة لصورة الإسلام".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة