يعتبر مرض السكر من الأمراض المنتشرة فى مصر والعالم، وعدم اكتشاف المرض فى المراحل المبكرة يؤدى لحدوث مضاعفات كثيرة أهمها بتر الأقدام والعمى والفشل الكلوى، وأمراض القلب والشرايين، ويؤكد الأطباء أن ضبط مستوى سكر الدم يؤدى إلى تجنب المضاعفات.
وأكد الدكتور عبد الله عمر الحمق، المدير الإقليمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتحاد الدولى للسكر، أن نسبة انتشار مرض السكر حوالى 10% وهو ما يعادل حوالى 35 مليون مصاب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهم المصابون بالنوع الثانى من مرض السكر، وفى الفئة العمرية من 20 إلى 79 سنة.
عدد الوفيات الناتجة عن السكر تفوق الناتجة عن الإيدز
وقال الدكتور عبد الله الحمق فى تصريح خاص إن عدد الوفيات الناتجة عن مرض السكر تفوق عدد الوفيات الناتجة عن مرض الإيدز والملاريا، حيث بلغت نسب الوفيات الناتجة عن مرض السكر 5 ملايين حالة وفاة سنويا فى العالم، نتيجة مضاعفات مرض السكر، والتى تعتبر أكثر من الوفيات الناتجة عن مرض الايدز والملاريا، مؤكدًا أن عدد الوفيات الناتجة عن الإيدز بلغ مليون ونصف المليون، والملاريا حوالى مليون حالة وفاة سنويًا.
وقال الدكتور عبد الله الحمق إنه من المتوقع حسب الإحصائيات الأخيرة إنه بحلول عام 2040 ستصل هذه النسبة إلى 70 مليون مصاب، والسبب هو تغيير نمط الحياة، موضحًا أن الاعتماد أصبح على تناول الطعام غير الصحى، وعدم ممارسة الرياضة.
وأشار إلى أن 40% من الأشخاص فى العالم معرضون للإصابة بمرض السكر،موضحًا أن هناك حوالى 415 مليون مصاب عالميًا من النوع الثانى من السكر، لذلك أصبح التركيز فى الاتحاد الدولى للسكر على الوقاية من مرض السكر.
وأشار إلى أن نسبة الأطفال المصابين بالسكر عالميًا نصف مليون مصاب فى العالم بمرض السكر من النوع الأول.
وأوضح الدكتور عبد الله الحمق أن دول الخليج من أعلى معدلات الإصابة بمرض السكر، وتعتبر ضمن أعلى 5 دول إصابة بمرض السكر فى العالم، وأكثر من 25% من ميزانية وزارات الصحة هناك تنفق على مرض السكر.
نسب الإصابة بمرض السكر فى مصر
وأضاف أن نسبة الإصابة بالسكر فى مصر حوالى 8%، بحوالى 8 ملايين مصاب، موضحًا أن مصر الأولى فى عدد المرضى بسبب زيادة عدد السكان، ولكن دول الخليج تعتبر أعلى فى معدلات الإصابة بمرض السكر.
وأوضح أن مرض السكر زاد فى الدول العربية بسبب السمنة، وعدم ممارسة الرياضة، مؤكدًا أن السعودية ممارسة الرياضة قليل جدًا، ويتم الاعتماد على تناول الوجبات السريعة.
وأضاف أنه من المتوقع أن يصل عدد مرضى السكر حوالى إلى 72 مليون فى السنوات المقبلة إذا لم يتم التصدى لهذا الوباء، ووضع خطط مناسبة لعلاجهم،
مضاعفات مرض السكر
وقال إن مضاعفات مرض السكر عديدة منها إنه قد يتسبب فى ارتفاع الضغط، وارتفاع دهون الدم، وأيضًا إصابة الكلى وقد يؤدى إلى فشل كلوى، وإصابة شبكية العين، والأطراف السفلية، بالإضافة إلى العديد من الإصابات الأخرى .
دعا البروفيسور نام هان شو رئيس الاتحاد الدولى للسكر، لمحاربة إنتاج الحلويات، والوجبات السريعة، لأنها السبب الرئيسى للإصابة بالسمنة، ومرض السكر.
وطالب بضرورة فرض ضرائب كبيرة ومضاعفة على المصانع المنتجة للحلويات للتقليل من إنتاج الأغذية المحتوية على السكريات، وفرض الضرائب المرتفعة على الوجبات السريعة، وأن يشمل برنامج المدرسة على ساعتين يوميًا لممارسة الرياضة لجميع الأعمار وفى جميع المدارس لمنع الإصابة بالسكر.
السكر قد يسبب العمى
وأكد البروفيسور نام هان شو رئيس الاتحاد الدولى للسكر أن مضاعفات مرض السكر على العين خطيرة وقد تسبب العمى، مضيفًا: "لابد من توعية أطباء السكر على كيفية التعامل مع مريض السكر، وفحص المريض للتأكد من عدم وجود مضاعفات للمرض وخصوصًا على العين".
وقال البروفيسور نام هام شو، إن مضاعفات مرض السكر على العين خطيرة، مؤكدًا أنها يمكن أن تسبب العمى، لأن نسبة كبيرة من مرضى السكر يفقدون الإبصار بسبب عدم الاكتشاف المبكر لمرض السكر، مؤكدًا أنه اذا لم يتم اكتشاف مرض السكر مبكرًا فمن الممكن أن يصاب المريض بالعمى، لأن مرض السكر يؤثر على شبكية العين والقدم السكرى .
أدوية جديدة تتخلص من السكر من خلال الكلى
من جانبه قال الدكتور محمد خطاب أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى إن هناك مجموعة دوائية جديدة لعلاج مرض السكر تتخلص من السكر من خلال الكلى، وأنه لابد أن يقوم مريض السكر بعمل تحاليل دورية للكشف عن السكر فى الدم بعد سن الأربعين، ويمكن أن يكون عند سن الــ 35.
وأوضح أنه إذا وجد رقم التحليل تحت الــ 100 يكون السكر طبيعى، وإذا كان 100 يكون لدية استعداد للإصابة، وإذا وصل إلى 126 يكون مصابا بالسكر موضحًا أن التحليل لابد أن يكون الشخص صائم لمدة 8 ساعات بعد استيقاظه من النوم، مشيرًا إلى أن المجموعة الجديدة تعتمد على علاج السكر من خلال الكلى وليس من خلال البنكرياس.
وقال إن جميع الأدوية لها دورها فى علاج السكر ،ولكن لم يخترع حتى الآن علاج قاطع لمرض السكر، فلم نصل للعلاج المثالى حتى الآن، ولكن هناك مجموعات مبشرة لعلاج مرض السكر، وتعالج السكر من خلال العمل على الكليتين، مشيرًا إلى أنه ليس هناك دواء واحد لعلاج مرض السكر، ولكن هناك عدة أدوية تعمل على الكليتين وليس لها علاقة بالبنكرياس مثل الأدوية التقليدية.
السكر أصبح وباء عالمى
من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم الإبراشى أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى أن مرض السكر أصبح وباء عالميًا، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المرضى المصابون بالسكر إلى نصف مليار بحلول عام 2025، موضحًا أنه خلال الـ 6 أشهر الماضية، حدثت طفرة فى علاجات السكر، وظهرت مجموعة دوائية جديدة تعتمد على التخلص من الجلوكوز عن طريق البول، وأنه عندما يتوافر أكثر من علاج للسكر يكون هناك عدة أسلحة لمحاربة السكر أمام الطبيب المعالج.
وأشار إلى أن الأدوية الجديدة تضيف على القديم ولا تلغيه لأن المريض يحتاج إلى دوائين أو ثلاثة أدوية لضبط السكر فى الدم، مؤكدًا أن هذه المجموعة لا تعتمد على خلايا بيتا، ولكنها تعتمد على عدم امتصاص السكر من خلال الكلى، ويتم نزوله مع البول، مضيفًا أن أقوى سلاح للسكر هو الأنسولين، ويدعو لتناول الغذاء الصحى وأن يكون طبق السلطة أساسيا على السفرة .
