مع استمرار المعركة ضد تنظيم داعش فى العراق، وتحديدا فى الموصل، يبدو أن التنظيم الإرهابى يتعرض لخسائر مادية وأخرى معنوية تدفعه لتغيير استراتيجيته القتالية، حتى أن بات يستعين بالنساء المؤيدات له بوضعهن فى الخطوط الأمامية لتفجير أنفسهن، حسبما قالت صحيفة "الأوبزرفر" أمس الأحد.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن التنظيم يستخدم عددا متزايدا من النساء لتجنب الإجراءات الأمنية وشن سلسلة من الهجمات فى أوروبا والعالم الإسلامى فى الوقت الذى بدأ يخسر فيه المزيد من الأراضى فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لجايسون بروك، إلى أن أعضاء داعش من النساء كن يلعبن أدوارا داعمة ولا ينخرطن فى أرض المعركة، إلا أن هذه السياسة تم عكسها خلال فصل الصيف الماضى، بعدما زاد الضغط العسكرى وخسر التنظيم أراضى فى العراق وسوريا وليبيا. ووصف الباحثون هذا التغير فى الاستراتيجية بـ"منعطف جذرى".
وحذر المسئولون من أن التنظيم سيعكف على شن هجمات متفرقة فى الوقت الذى يخسر فيه المكاسب التى حققها سابقا، ومنذ أغسطس الماضى، تم الكشف عن سلسلة من المخططات تشترك فيها عناصر نسائية من التنظيم.
وأضافت الصحيفة أن هذا التغير فى الاستراتيجية يفرض تحديا للمنظمات الأمنية التى تجد صعوبة فى اختراق شبكات المتطرفين وتحديد من يمكن أن يفرض تهديدا ويشن هجوما.
ومن ناحية أخرى، كشف صحفى تابع لتنظيم داعش الإرهابى يخضع للتحقيق من قبل السلطة القضائية العراقية عن انخفاض الموارد المالية للتنظيم وعن آلية العمل داخل وكالة "أعماق" الإخبارية التى تعد الناطق الإعلامى باسم داعش.
وقال الصحفى التابع لداعش المكنى بـ"أبوصالح"- فى تصريح للمركز الإعلامى للسلطة القضائية الأحد- "إن مصادر معلوماتنا تأتى من مسئولى القطاعات العسكرية بالتنظيم"..لافتا إلى أن إعلام التنظيم يركز حاليا على عرض الخروقات الأمنية فى بغداد ويعمد إلى تضخيم الهجمات عليها.
وأضاف "أنه قام بإرسال العديد من التسجيلات المصورة لهجمات دموية فى بغداد من بينها تفجير ساحة عدن قرب منطقة الكاظمية واقتحام معمل غاز التاجى"، مشيرا إلى أن التنظيم كان يمنحه راتبا شهريا يصل إلى 400 دولار شهريا لكنه تراجع بعد ذلك تحت تأثير الأزمة المالية للتنظيم وإجراءات التقشف إلى 220 ألف دينار (الدولار يساوى 1200 دينار عراقى تقريبا).
وأشار إلى أن مراسلى التنظيم يحصلون على معلومات الهجمات الإرهابية والصور من مسئولى القواطع العسكرية وأن الخبر يرسل من قبله إلى الجهة الإعلامية المركزية فى "دولة الخلافة" لكى يتم التعامل معه إما بنشره أو الاحتفاظ به.
وقال "إن نشر الأخبار يكون عبر البوابات الإعلامية الخاصة بالتنظيم لاسيما وكالة أعماق، وأن المقاطع المصورة ترسل كاملة لكى تجرى عليها عمليات مونتاج من قبل متخصصين فى الجانب الفنى وفق برامج متطورة، وقد يتأخر نشرها يومين أو ثلاثة على أكثر تقدير وأخرى تنشر فى اليوم ذاته بحسب قوتها وتأثيرها فى الشارع".
ولفت إلى أن داعش يركز على أحداث بغداد وينشر أى حادث يخص القطاعات العسكرية داخل العاصمة حتى لو كان بسيطا، قائلا "فى إحدى المرات أرسلت خبرا عن هجوم على برج مراقبة يعود إلى الجيش العراقى ونشرته أعماق على أنه هجوم كبير على ثكنة عسكرية فى حزام بغداد".
واستطرد قائلا "قمت بتصوير بساتين التمر والفواكه فى العاصمة العراقية وتم نشر ذلك على أنه تقرير عن المحاصيل فى (ولاية بغداد) بهدف إيصال فكرة للرأى العام بأن لدى التنظيم موطئ قدم فيها ويستطيع أن يصور ما يشاء رغم أن عمليات التصوير تجرى خلسة فى ساعات الظهيرة".
ومن ناحية أخرى، استعادت القوات العراقية السيطرة على منطقة نمرود الواقعة جنوب مدينة الموصل، والتى تحتوى موقعا أثريا آشوريا هاما قام جهاديو تنظيم داعش بتدمير جانب كبير منه.
وأعلن الجيش العراقى الأحد أن جنوده تمكنوا من استعادة السيطرة على ناحية نمرود حيث الموقع الآشورى الأثرى الذى تعرض للتدمير على يد التنظيم.
ونقلت قيادة العمليات المشتركة عن قائد عمليات نينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله قوله إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت ناحية النمرود بالكامل، ورفعت العلم العراقى فوق المبانى".
يذكر أن تنظيم داعش اجتاح فى يونيو 2014 عددا من محافظات وسط وشمال العراق وارتكب جرائم ضد الإنسانية فى هذه المناطق بحق سكانها والأقليات الدينية والعرقية ومن خالفه فى المنهج حتى من العراقيين المسلمين السنة الذين ادعى أنه جاء لحمايتهم ونصب زعيمه أبوبكر البغدادى نفسه "خليفة المسلمين".
وسيطر التنظيم على مناطق الأغلبية السنية بالعراق فى محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة فى العراق.. وشرعت القوات العراقية المشتركة فى تحرير هذه المناطق ونجحت فى ديالى وصلاح الدين والأنبار وتسعى إلى استعادة الحويجة بكركوك والموصل مركز محافظة نينوى ثانى أكبر مدن العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة