قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن قوات الأمن الكردية العراقية دمرت بشكل غير قانونى منازل وقرى عربية فى شمال العراق، خلال العامين الأخيرين فيما قد يعد جريمة حرب.
ويشكل مقاتلو البشمركة الأكراد جزءا من تحالف عراقى يضم 100 ألف فرد يخوض قتالا لاستعادة الموصل من تنظيم داعش ولكن لم يحقق حتى الآن سوى تواجد ضئيل فى المدينة. ويدعم هذا التحالف غارات جوية ومستشارون بقيادة الولايات المتحدة.
وقبل أن نسأل لماذا يفعل الأكراد ذلك هناك السؤال الأولى من هم الأكراد هم مجموعة من الشعوب تعيش فى غرب آسيا شمال الشرق الأوسط وهى اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا.
يتواجد الأكراد - بالإضافة إلى هذه المناطق - بأعداد قليلة فى جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان، يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التى لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً، وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردى ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسى. وقد ازداد هذا الجدل التاريخى حدة فى السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التى طرأت على واقع الأكراد فى العراق ، ونقسم الأكراد إلى أربعة مجموعات ( الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور ) وكل مجموعة لها لغة خاصة بها.
العدد الكلّى للأكراد فى العالم غير معروف، ويقدّر بعشرات الملايين، تتحدث التقديرات الأكثر تواضعًا عن وجود بين 25 إلى 30 مليون كردى، ولكن هناك من يزعم أنّ عددهم الحقيقى يصل إلى 40 مليون أو أكثر، الدولة التى يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد هى تركيا، والتى يقيم فيها نحو 10 ملايين كردى ويتركّزون فى شرق البلاد، يعيش فى إيران نحو 7.5 مليون كردى، وفى العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردى، وفى سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي.
يتحدث معظم الأكراد أكثر من لغة واحدة: الكردية، بالإضافة إلى لغة البلاد التى يعيشون فيها (عادة: العربية، الفارسية أو التركية). واليوم، اللغتان الكرديتان الأكثر تحدّثا هما كرمنجى التى يتمّ التحدّث بها بشكل أساسى فى شمال كلّ من: تركيا، سوريا، شمال العراق وشمال إيران، وسورانى التى يتمّ التحدّث بها بشكل أساسى فى كردستان العراق وفى إيران. هناك فروقات كبيرة بين اللغتين، وهناك باحثون يرون أنّ الفرق بين كرمنجى وسورانى كبير مثل الفرق بين الإنجليزية والألمانية.
كانت مكانة اللغات الكردية موضوعًا لصراعات كثيرة على مدى السنين. فى تركيا، تم منع استخدام الكردية فى وسائل الإعلام تمامًا بين عامى 1980 - 1991. وأيضًا فى ظلّ حكم بشار الأسد فى سوريا قام النظام بمنع استخدام اللهجة الكردية. لا تتوفر فى إيران إمكانية لتعليم اللغة الكردية فى المدارس العامة. وتكشف تركيا فى السنوات الأخيرة عن انفتاح متزايد على استخدام اللغة الكردية، حيث تسمح بها فى الإعلام، المدارس، إشارات الطرق وفى الوثائق الرسمية (كشهادات الزواج على سبيل المثال).
الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة، ولكن ليس جميعهم. وفقًا للتقديرات، فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون، من بينهم نحو 65% من السنّة. فى الواقع، فالأكراد هم المجموعة السكانية السنية الأكبر والوحيدة التى تعيش فى إيران. 10% منهم مسلمون شيعة، وهم يتركّزون بشكل أساسى فى محافظتى كرمانشاه وعيلام. ويأتى الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما فى ذلك اليزيديون، الأرمن، الآشوريون، النساطرة واليهود.
معنى اسم البيشمركة - وهى المليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية فى نهاية الحرب العالمية الأولى - هو "الذاهبون إلى الموت" فى اللغة الكردية. كان للبيشمركة دور مهم فى إلقاء القبض على عدوّهم اللدود صدام حسين عام 2003، وساهموا أيضًا فى الجهود الاستخباراتية للقبض على أسامة بن لادن.
التنظيم الكردى الأكثر شهرة فى العالم هو كما يبدو حزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK. هذا الحزب هو جماعة مسلّمة ذات أيديولوجية قومية كردية وماركسية، وقد تأسست فى أواخر سنوات السبعينيات من القرن العشرين فى تركيا على يد عبد الله أوجلان. وتعامل الكثيرون مع الحزب باعتباره تنظيمًا إرهابيّا بكلّ معنى الكلمة.