أفادت مصادر مطلعة فى كوريا الجنوبية اليوم الأحد، بأن النيابة العامة المسئولة عن التحقيق فى فضيحة تدخل تشوى سون-سيل، المقربة من الرئيسة بارك كون-هيه فى شئون الدولة، تنظر فى إجراء التحقيق مع الرئيسة بارك، لتكون أول رئيس دولة كورى جنوبى يخضع للتحقيق أثناء مهامه فى تاريخ البلاد.
وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن فريق التحقيق الخاص فى النيابة العامة ينظر حاليا فى إجراء التحقيق مع الرئيسة بارك /60 عاما/ فى 20 من الشهر الحالى، فيما أكد مسئول فى النيابة العامة " أنه من المرجح أن يتم ذلك خلال الأسبوع القادم، أو ما بعد توجيه التهم لـ" تشوي" إذا حدث تأخير".
وتنظر النيابة العامة فى إجراء التحقيق فى مكان ثالث- أى فى غير داخل مكتب النيابة العامة -، حيث قالت أنها لا تستبعد إمكانية إجراءه من خلال زيارة وكلاء النيابة للمكتب الرئاسى، غير أن النيابة العامة ترى أن ذلك سيؤدى إلى انتقادات الشعب نظرا للتظاهرات المطالبة بإسقاط الرئيسة بشكل يومى.
وعلى الرغم من أن رئيس الدولة يتمتع بحق عدم خضوعه لتوجيه الاتهام من النيابة العامة وفقا للدستور الكورى، إلا أن النيابة العامة ترى أن التحقيق المباشر مع الرئيسة بارك لا بد منه لتقصى الحقائق بشأن شكوك جمع التبرعات قسرا من الشركات الكبرى لتأسيس صندوقين لتشجيع الرياضيين: مير وكى سبورت، وهما تحت إدارة تشوى.
ومن خلال التحقيقات التى أجريت مع السكرتير الرئاسى السابق جونج هو سيونج (47 عاما) الذى اعترف بأنه سلم مستندات سرية لـتشوى سون-سيل، ترى النيابة العامة أن جمع التبرعات من الشركات الكبرى الذى قاده المستشار الرئاسى السابق أن جونج بوم (57 عاما) تم بإيعاز من الرئيسة بارك نفسها.
يشار إلى أن الرئيسة بارك أقامت مأدبة غداء مع 17 من رؤساء الشركات الكبرى فى يوليو من العام الماضى، وطلبت دعما لتأسيس صندوق غير ربحى قبل 3 أشهر من تأسيس صندوق كي-سبورتز الذى يعتبر بأن تشوى المقربة من الرئيسة بارك تدخلت فى تأسيسه واستخدمت أمواله لأغراض شخصية بالاستفادة من علاقتها مع الرئيسة بارك .
وقال مسؤول فى القطاع القانونى " أن إجراء التحقيق مع الرئيسة بارك هو عملية أخيرة لحل اللغز الذى لم تجد النيابة العامة إجابة كافية فيه من خلال التحقيقات مع تشوي".
وقدمت بارك اعتذارا فى التلفزيون الرسمى للشعب مؤخرا، حيث أقرت بالمسؤولية عن الفضيحة التى تورطت فيها صديقتها المقربة.
من جهته أعلن القصر الرئاسى فى كوريا الجنوبية اليوم الأحد أنه ناقش مجموعة من التدابير فيما يتعلق بالمظاهرات الشعبية على ضوء الشموع التي جرت أمس وسط العاصمة سول، في اجتماع رأسه رئيس سكرتارية الرئاسة هان كوانج-أوك في صباح اليوم.
وأفادت مصادر (حسبما نقلت وكالة انباء /يونهاب/ الكورية الجنوبية) بأن مستشاري الرئيسة بارك جيون هاى نظروا بعين الاعتبار والإهتمام لمطالب الشعب في المظاهرات الأخيرة التي شارك فيها حوالي مليون شخص من مختلف طبقات المجتمع، حسب تقدير جهات منظمة.
يشار إلى أن منظمات مدنية على رأسها اتحاد نقابات العمال الديمقراطي والأحزاب المعارضة نظمت الدورة الثالثة من المظاهرات الشعبية العامة عصر أمس السبت، وشارك فيها أكبر عدد من المشاركين منذ انتفاضة يونيو الشعبية عام 1987 المطالبة بالديمقراطية.
وعلى وجه الخصوص، بعد أن وصلت هتافات المتظاهرين المطالبة بتنحي الرئيسة بارك عن السلطة إلى داخل القصر الرئاسي، انهمك مستشارو الرئاسة في دراسة شاملة للوضع لإيجاد التدابير اللازمة لتجاوز الوضع السياسي الخطير الحالي حيث يتوقع المراقبون أن الرئيسة بارك يمكن أن تخاطب الأمة للمرة الثالثة بعد أن كانت قد أدلت بخطابيها الأول والثاني في يوم 25 من الشهر الماضي و4 من الشهر الجاري.
وقال مسئول في الرئاسة إن المكتب الرئاسي لا يمكن أن يتجاهل الرأي العام الغاضب في الوقت الذي شارك فيه معظم المرشحين الرئاسيين الأوفر حظا عن القوى المعارضة في المظاهرات للمطالبة بتنحي الرئيسة عن السلطة.
ويرى المراقبون أن الرئيسة بارك من المحتمل أن توضح مجددا رغبتها في تفويض بعض سلطاتها لرئيس الوزراء الذي يعينه البرلمان بصورة ملموسة، ومن ثم جدولة أعمالها لاحقا. وتركز الاهتمام حول ما اذا كان خطابها القادم سيتضمن تدابير حول توجيه الاتهام لها وإجراء الانتخابات الرئاسية مبكرا وخروجها من الحزب الحاكم وغيرها أم لا.
وتواجه تشوى سون-سيل، وهى صديقة مقربة من بارك كون وابنة زعيم طائفة دينية فى كوريا الجنوبية، اتهامات بممارسة نفوذ على الرئيسة والاستفادة منها والتدخل فى إدارة شئون البلاد. وهناك مزاعم بأن صديقة الرئيسة دفعت رجال أعمال للتبرع بملايين الدولارات لمؤسسات تسيطر عليها وكان لها دورا فى اختيار مساعدين للرئيسة وحتى أنها كانت تختار للرئيسة ملابسها.
وقدمت بارك اعتذارا فى التلفزيون الرسمى للشعب مؤخرا حيث أقرت بالمسئولية عن الفضيحة التى تورطت فيها صديقتها المقربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة