صدر حديثاً عن دار الآن ناشرون فى عمان رواية بعنوان "دروب الرمل" للكاتب سليمان القوابعة صاحب حوض الموت والرقص على ذرى طوبقال والسفر برلك.
سليمان القوابعة الذى رافق الراحل تيسير سبول فى طفولته، والذى احتفى بالمكان والإنسان الأردنيين فى مجمل أعماله الروائية، الإنسان المنتمى لهذه الأرض، والذى يكابد صروف الحياة والواقع القاسى، والصراعات السياسية والوطنية، يعود إلى ذات الثيمة: البحث عن وطن، والاهتمام بالشخصيات الشخصيات الوطنية التى مرت بمحن عصيبة نتيجة مواقفها السياسية، أبطال هذه الرواية يعانون من الإبعاد أو البعدعن وطنهم أو حتى فقدان هذا الوطن، ويظلون فى حالة بحث دائم عنه. وهو لا يفتأ يذكر بترابط مصير الشعبين الأردنى والفلسطينى.
يقول عن نفسه وعن روايته "دروب الرمل": "... ومع تلك الرِّوايات كرجل مشّاء فى دروبه الظامئة استوقفته الأمكنة، فاستأنس بصحبتها، وكانت من شخوص رواياته. تلتقيه وتسافر معه عَبْر مسافاته البعيدة من المغرب والجزائر وتونس وتخوم فلسطين، وفى الأردن يستنهض المشيب عزائمه ليتَّجه إلى خاصرة مُشرقة ليشرب من مياه دجلة. ومِن بعيد يتَّجه البصر جنوباً إلى ديار الخليج وهو يخطّ حروف روايته السّابعة دروب الرَّمل كى ترى النور".
يعد سليمان القوابعة، واحداً من الأسماء الأردنية البارزة فى حقل الرواية، أصدر روايته الأولى "جُرح على الرمال" عام 1969م، ثم ظهر له: "شجرة الأركان" عام 1978م، و"حوض الموت" عام 1994م، و"الرقص على ذرى طوبقال" عام 1998، و"حلم المسافات البعيدة" عام 2007، و"سفربرلك… ودروب القفر" عام 2010م، وكتاب فضاءات عربية.. ضانا ساعة الضحى، عام 2002م، وغيرها.
ويعد سليمان القوابعة كاتب له أدواته التعبيرية وأسلوبه الخاص به، ويمتلك رؤية واضحة فى الدفاع عن مشروعه الروائى. نال العديد من الجوائز الأدبية على المستويين المحلى والعربى؛ فقد حصل فى عام 1976م على جائزة "النص الأدبى" من تونس، وفى عام 1978م حصل على "جائزة الرواية العربية" من المغرب، وحصل كذلك عام 1979م على "جائزة الشعر" من مهرجان أغادير، كما حصل فى عام 2009م على جائزة التفرغ الإبداعى من وزارة الثقافة فى الأردن.
وسبق أن كرّمته الجامعة الأردنية التى تخرّج فيها ضمن دفعتها الأولى، بإعادة طباعة روايته جُرح على الرمال، كأول رواية صدرت عن الجامعة الأردنية عام 1969م.